«جبل طارق» يحول دون خروج بريطانيا من «الأوروبي»

ماي تحذر من «مزيد من الانقسام» إذا لم يمر اتفاق «بريكست»

نشر في 25-11-2018
آخر تحديث 25-11-2018 | 00:05
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
يبدو أن تحفظات إسبانيا بشأن جبل طارق ستحول دون تمكن الاتحاد الأوروبي من التغلب على العقبة الأخيرة أمام توقيع اتفاق الانفصال مع بريطانيا (بريكست)، بعدما جدد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز قوله إن القمة المقررة اليوم قد تُلغى، في وقت كررت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تمسكها بسيادة بريطانيا على جبل طارق، المتنازع عليه مع مدريد.

ومع بقاء 4 أشهر على خروج بريطانيا من الاتحاد، من المقرر أن توقع رئيسة الوزراء البريطانية وزعماء الاتحاد، المؤلف من 27 دولة في بروكسل، اليوم، اتفاق الانسحاب وإعلانا سياسيا مرفقا به.

لكن سانشيز قال أمس الأول إنه لم يحصل بعد على تطمينات بأن أي قرارات مستقبلية بشأن جبل طارق، وهي منطقة بريطانية على ساحل إسبانيا وتطالب بها مدريد، ستتخذ خلال محادثات مباشرة مع حكومته.

ويقع جبل طارق على الساحل الجنوبي لإسبانيا، وكان إقليما تابعا لبريطانيا منذ عام 1713، وطالبت إسبانيا مرارا بالسيادة عليه.

وقال سانشيز: «جبل طارق لا ينتمي إلى المملكة المتحدة، إنها تمثله، لكنه لا ينتمي إليها».

وأضاف رئيس الوزراء الإسباني، خلال زيارة لكوبا، أمس الأول، «الضمانات ليست كافية حتى الآن، ولا تزال إسبانيا تحتفظ بحق الاعتراض على اتفاق خروج بريطانيا. إذا جرى التوصل إلى اتفاق فإننا لن نستخدمه (الفيتو). وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن المجلس الأوروبي لن ينعقد على الأرجح».

وسعى مفاوضون من إسبانيا وبريطانيا والمفوضية الاوروبية إلى التوصل لاتفاق خلال الساعات الأخيرة الماضية.

وفي وقت بذلت جهودا لاستمالة البريطانيين المشككين قبل قمة اليوم، حذرت رئيسة الوزراء البريطانية مواطنيها من أن المملكة ستواجه «مزيدا من الانقسام والشك» في حال لم يمر «بريكست».

وخلال برنامج إذاعي لشبكة «بي بي سي»، لم تحسم ماي موقفها من الاستقالة سلبا أو إيجابا، في حال أسقط البرلمان البريطاني اتفاق الانفصال والخطوط العريضة للعلاقة المستقبلية بين المملكة والتكتل.

وقالت ماي، عشية عودتها الى بروكسل، واجتماعها مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مرة أخرى، أمس، إن «الأمر لا يتعلق بشخصي. أنا مصممة على ضمان إبرام هذا الاتفاق».

وأشارت إلى أنها ستقوم بجولة في بريطانيا لشرح الاتفاق «للجميع». مضيفة: «في حال لم يمر الاتفاق نكون قد عدنا إلى المربع الأول. وسنشهد مزيدا من الانقسام والشك». واتهمت أعضاء في مجلس العموم (البرلمان) من المعارضين لـ«بريكست» بمحاولة «بث مشاعر الإحباط» لعملية الرحيل.

وفي ألمانيا، عبر ناطق باسم الحكومة عن ثقته بالتوصل إلى حل في الوقت المناسب قبل قمة اليوم.

وكانت برلين أعلنت من قبل أن القمة لا يمكن أن تتضمن المزيد من المفاوضات التفصيلية، وان المستشارة أنجيلا ميركل قد تتخلف عن حضورها إذا لم يتم إعداد كل النصوص سلفا.

ووفقا لمسودة بيان اطلعت عليها «رويترز»، فإن الاتحاد الأوروبي سيتعهد أيضا بمحاولة الحصول على تصديق سريع من البرلمان الأوروبي إذا سار الأمر كما هو مخطط له وتمت الموافقة على حزمة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «من أجل تنفيذ انسحاب منظم».

إلا أن أكبر عقبة أمام اتفاق الخروج تتمثل في المعارضة الشرسة بالبرلمان البريطاني. فمن دون موافقة البرلمان، يمكن أن تخرج بريطانيا من التكتل في 29 مارس دون اتفاق يخفف وطأة الاضطرابات الاقتصادية والقانونية التي ستترتب على ذلك.

back to top