معرض الكتاب يناقش الثقافة الأدبية والعلمية

اختتمت فعاليات معرض الكتاب الـ 43، أمس، بتقديم أنشطة متنوعة لزوار المعرض أتاحت لكل الفئات التعرف على جوانب من الثقافة الأدبية والعلمية، إضافة إلى ما يمكن تسميته بثقافة المواطنة، وهي تلك التي تتيح للمواطن التعرف على مناحي النشاط الحكومي وآليات عمل بعض الهيئات التي تمس حياة المواطن.

وقد كان لرواد المعرض وندواته موعد ثان مع "ديوان المحاسبة" للتعرف على نشأته وأسلوب عمله.

فبعد ندوة "تقرير المواطن"، التي عقدت منذ أيام، جاءت ندوة "فريق نشر الثقافة المعرفية" بديوان المحاسبة التي ألقاها حمد الربيعان، لتلقي مزيدا من الضوء على مجموعة العمل التي تحمل الاسم نفسه، والتي تعمل على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على المال العام، ودور الرقابة المالية المستقلة في ذلك.

تضمنت ندوة الربيعان فقرة عرض خلالها فيديو قصير بلهجة مبسطة لتصل المعلومات إلى نطاق واسع من المواطنين. المجموعة، وفق ما قال الربيعان، تحمل على عاتقها التعريف بديوان المحاسبة، خاصة لطلاب المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية، وذلك بإقامة محاضرات وفيديوهات تعريفية تتحرى البساطة والوضوح، والبعد عن المصطلحات الخاصة من أجل توصيل المعلومة إلى الطلاب في هذه السن.

وقال الربيعان في محاضرته إن رقابة الديوان تنقسم إلى نوعين: رقابة سابقة على المشروعات والتعاقدات الحكومية التي تتجاوز قيمتها 100 ألف دينار، ورقابة لاحقة ضمانا لسلامة التنفيذ.

إن المهمة التي يقوم بها فريق نشر الثقافة المعرفية بالديوان تعد عملا بالغ الأهمية يدعم ثقة الأجيال الجديدة في مستقبلها، في ظل قانون يحمي مصالحها ورقابة تصون ثروات البلاد، وتحفظ للمواطن حقه في المال العام، وتنشئ جيلا جديدا يحرص على أداء مهامه، دون أن يخلط المصلحة الخاصة بالعامة، أو يسعى إلى الاستئثار بالخير العام دون أبناء جلدته.

الرجل الحديدي

أما في الفعالية الثانية، وهو قراءة في كتاب "كيف تصبح رجلا حديديا" للدكتور ناصر المهندي، فسلطت هذه المحاضرة الضوء على هذا الكتاب وأهمية الرياضة ليس في أنها تبنى جسما صحيا فقط، بل توفر ذهنا صحيا بمهارات عالية، مثل الاستراتيجية والتخطيط والإدارة والتفكير الإيجابي الذي يمكن استخدامه في حياتنا اليومية والعملية.

وخلال كلمته، عرض د. المهندي رحلة طفل صغير يحلم بأن يصبح رجلا حديديا، ويحتاج إلى العمل الجاد والمثابرة لتحقيقه.

سباق الرجل الحديدي هو أطول رياضة تحمّل من دون توقف في العالم، تظهر لنا القصة أهمية وضع أهداف واضحة وإطار الفرص في الأعمال لتحقيقها والوصول إلى النجاح، فطموح لا حدود له يؤدي إلى فائدة لا حدود لها.

ومن جانب آخر، أكد مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، سعد العنزي، نجاح المعرض في استقطاب أكثر من 170 ألف زائر منذ انطلاق فعاليات نسخته، الـ 43 في 14 الجاري، رغم الأحوال الجوية السيئة التي تعرضت لها البلاد أخيرا.

وقال العنزي إن المعرض شهد إقبالا كثيفا من المواطنين والمقيمين، مما كان له بالغ الأثر في حركة البيع، مبينا أن العدد زاد خلال اليومين الأخيرين من فعالياته.

وأضاف أن المعرض شهد أيضا زيارة أعداد كبيرة من طلبة المدارس، إذ حرصت وزارة التربية على تنظيم رحلات صباحية للطلبة والطالبات طوال الأيام الماضية، مبينا أن نسخة هذا العام تميزت بتخصيص أجنحة للجهات الرسمية المحلية والخليجية في الصالة 7، مما أسهم في زيادة عدد الجهات المشاركة.

وأشار إلى أن اهتمام المعرض بفئة الشباب نابع من اهتمام القيادة السياسية بهذه الفئة تحديدا، وقد برز وجودهم بكثافة في الأجنحة المخصصة لهم أو إتاحة الفرصة للتعرف إليهم عن قرب على ثقافة منصة التواقيع التي أقيمت خصيصا لدعم أعمالهم الأدبية.

ولفت إلى تعاون إدارة المعرض المتميز مع وزارة الدولة لشؤون الشباب، والمتمثل في تخصيص جناح للوزارة لاستعراض الأنشطة والفعاليات المصاحبة، إلى جانب استعراض رؤى الشباب في دعم خطط التنمية والتطوير في مختلف التخصصات.

وقال العنزي، إن هناك أكثر من 47 دار نشر شاركت للمرة الأولى في المعرض، مما يعد إضافة كبيرة ومتميزة، مشيرا إلى أن أغلبيتها دور نشر شبابية كويتية متميزة تم انتقاؤها بعناية من إدارة المعرض.

وأفاد بأن الكويت تعد الأولى خليجيا بالنسبة إلى المبيعات في دور النشر، وفق تقارير من كل المعارض الخليجية، مما يعد نجاحا لدور النشر المحلية.

يذكر أن معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي اختتم أعماله أمس، شاركت فيه هذا العام نحو 505 دور نشر و35 جهة حكومية و9 منظمات و12 ناديا للقراءة، ويمثّل الدور الثقافي المهم للكويت، باعتباره فرصة يلتقي من خلالها المسؤولون عن الشأن الثقافي وصناع الكتاب والأدباء والمثقفون.