بعد عرض الأمم المتحدة لعب دور رئيس في إدارة ميناء الحديدة اليمني الاستراتيجي الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، رأى وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الإرياني، أنه لا يمكن القبول بأي صيغة لإدارة الميناء الذي تدخل منه 75 في المئة من احتياجات السكان الضرورية، لا تضمن عودته للسلطة الشرعية وكذلك خروج الميليشيات الحوثية من المدينة المطلة على البحر الأحمر.وقال الإرياني، عبر "تويتر"، مساء أمس الأول، إن السلطة الشرعية أكدت في أكثر من مناسبة الترحيب بالسلام على قاعدة المرجعيات الثلاث، مبديا ترحيبه بأي خطوات أو مجهود بذله المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لإقناع الانقلابيين بالانسحاب من الحديدة ومينائها وتسليمهما للسلطة الشرعية.
وكان المبعوث الأممي قد زار ميناء الحديدة أمس الأول، معلنا أن الأمم المتحدة تقوم بمفاوضات تفصيلية مع الأطراف اليمنية للقيام بدور رئيس في إدارة الميناء الذي وصفه بـ "شريان الحياة" لملايين اليمنيين.
جولة غريفيث
وبعد اجتماعه مع مسؤولي المتمردين في صنعاء والحديدة، توجه غريفيث إلى الرياض للقاء مسؤولين في الحكومة اليمنية. وأفاد مصدر أممي أمس بأن غريفيث "سيلتقي غدا الاثنين مسؤولين في الحكومة اليمنية" التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا لها. ولم يتضح ما إذا كانت اللقاءات ستشمل الرئيس عبدربه منصور هادي من عدمه.ويأتي تكثيف غريفيث جهوده الدبلوماسية في محاولة لتجنب حرب شوارع بمحيط ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، والذي وصلت القوات الحكومية إلى مشارفه.وتهدد المعارك في الحديدة إمدادات الغذاء التي تأتي عبر ميناء المدينة، ويعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد فقير تهدد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال.من جانب آخر، اتهم المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، في تصريحات أمس، جماعة "أنصار الله" المتمردة باشتراط نقل جرحى بينهم أجانب من العاصمة اليمنية صنعاء ضمن خطوات بناء الثقة التي تسبق جولة مشاورات سلام مرتقبة يسعى غريفيث لعقدها بين أطراف النزاع اليمني مطلع ديسمبر المقبل في السويد.وقال إن من بين الجرحى الذين تتمسك الميليشيات الحوثية بنقلهم كشرط من شروط الموافقة على التفاوض في السويد، أربعة عناصر لبنانية، يرجح أنهم من "حزب الله"، واثنين إيرانيين من عناصر "الحرس الثوري".يذكر أن مسألة نقل الجرحى هي واحدة من ثلاثة شروط وضعتها "أنصار الله" في اللحظات الأخيرة قبيل بدء مشاورات جنيف السابقة في سبتمبر الماضي، وحالت دون حضور وفدهم وفشل المشاورات.وكان غريفيث قد تناول مع زعيم الميليشيات الحوثية، الخميس الماضي، ملف نقل الجرحى، فضلا عن مسألة الحديدة ومينائها، بهدف التحضير للمشاورات التي تسعى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 4 سنوات.شرط سوداني
في السياق، أكد وزير الخارجية السودانية، الدرديري محمد أحمد، أن الوجود العسكري لبلاده ضمن "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في اليمن، مستمر حتى التوصل إلى تسوية سياسية.وقال الدرديري في مقابلة مع قناة "فرانس 24" إن الهدف الأساسي لمشاركة السودان في الحرب ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هو دعم الحكومة الشرعية وإعادتها إلى مواقعها في صنعاء.وعن وقت انسحاب قوات بلاده من اليمن، قال: "بالتأكيد هناك مساع سياسية بموازاة العسكرية لتحقيق التسوية السياسية، فالأمور تبدأ دوما في الميدان العسكري وتنتهي على طاولة المفاوضات"، مشددا على أن "التوصل إلى وضعية سياسية تعيد الاستقرار في اليمن بشكل عام سيكون المقدمة لسحب الوجود العسكري السوداني من اليمن".تشغيل منفذ
من جهة أخرى، ذكرت تقارير سعودية، أمس، أن المملكة تستعد لفتح ثاني منفذ بري بين السعودية واليمن أمام حركة المسافرين.وأفادت التقارير نقلا عن مصادر بأن العمل سيستأنف في ديسمبر المقبل بمنفذ "الخضراء - البقع".ومنفذ الخضراء كما تسميه السعودیة أو منفذ البقع، كما یسميه الیمنیون، یقع في الحدود ما بین مدیریة البقع في محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين ومنطقة نجران السعودیة.یتبع لـ "البقع" مدیریات العطفین الیتمة ووادي الفرع ووادي ال أبو جبارة وكتاف ونشور، وهي منطقة رملیة في صعدة. كما كان المنفذ یمثّل حركة تجاریة لنقل المواد الغذائية البسيطة، إضافة إلى تصدير البن والعسل الیمني وبعض البهارات الیمنیة إلى السعودیة.في هذه الأثناء، اعترفت الميليشيات الحوثية بمقتل أحد قياداتها الميدانية البارزة في الساحل الغربي اليمني، مع العشرات من مسلحيها في غارة لطيران "التحالف". وشيع الحوثيون، أمس الأول، بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، القيادي الميداني محمد عبدالله أبوخرفشة، المكنى "أبو نذير"، دون ذكر مكان أو تاريخ مقتله، غير أن مصادر متطابقة أكدت أنه قتل إلى جانب 30 عنصرا من الانقلابيين قبل يومين في مدينة الحديدة.من جهته، أفاد المركز الإعلامي لـ "ألوية العمالقة" في الجيش اليمني بأن أبوخرفشة قاد هجوما كبيرا على مواقعها في مدينة الصالح وسط الحديدة، مما أدى إلى مقتله مع 30 فردا من أتباعه بكمين نفذته ألوية العمالقة.