تستمر عملية المماطلة في عملية تأليف الحكومة اللبنانية بسبب الشروط والشروط المضادة المطروحة على طاولة المفاوضات.

وفي حين لا يبدو أن هناك مجالاً لأي حل قريب، وهو ما عززه كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، عندما قال "إننا نجتاز اليوم أزمة تأليف الحكومة التي لم تعد أزمة صغيرة، لأنها كبرت".

Ad

وأضاف خلال استقباله زوار في القصر الجمهوري: "هي أزمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم أتت اليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي أنّها أمه. وبعد جهد جهيد، قال إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكٍّل واحدة قطعة. فصرخت إحداهنّ: لا تقتله، بل أعطه كلّه الى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الأم الحقيقية. ونحن اليوم نريد أن نعرف من هي أم لبنان لكي نعطيها لبنان".

إلى ذلك، تساءلت مصادر سياسية مطلعة عن جدوى اللقاء مع الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يطالب به نواب "اللقاء" التشاوري ما دامت مواقف الطرفين معروفة، مضيفة أن "مثل هذا اللقاء لن يقدم ولن يؤخر بشيء على صعيد حلحلة عقدة تمثيل أحد هؤلاء النواب الستة في الحكومة من ضمن حصّة الرئيس المكّلف".

وأكدت المصادر أن "ما طرحه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل من أفكار تتعلق بتخلي رئيس الجمهورية عن الوزير السنّي من ضمن حصّته والاستعاضة عنه بوزير مسيحي، على الأرجح من الحصة المارونية، باعتبار أن التبادل في الحصص كان يقوم على أن يوزّر الرئيس عون سنّيًا مقابل توزير الرئيس الحريري مارونيًا، لن يلقى الصدى الإيجابي في أوساط بيت الوسط".

في موازاة ذلك، كشفت أوساط نيابية شاركت في اللقاء الذي جمع وزير خارجية الفاتيكان بول غلغر، مع الوفد النيابي اللبناني وأعضاء "المؤسسة المارونية للانتشار"، قبل يومين، أن الدبلوماسي الفاتيكاني أخبرهم بأن المعطيات التي تملكها الفاتيكان من الولايات المتحدة تشير الى أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يرغب بإعادة النازحين المنتشرين في البلاد المجاورة الى بلدهم سورية، وذلك لجملة اعتبارات. وكشفت صحيفة "الأخبار" في عددها الصادر أمس، أن "غلغر أرخى ظلالا من التشاؤم على أوضاع المنطقة".

وقالت: "بعدما أصغى الى النواب اللبنانيين فرداً فرداً، أورد المعطيات الآتية: أود الآن التحدث معكم بواقعية. لن أروي لكم قصص أطفال. الوضع اللبناني غير سليم. في ما يتعلق بالنازحين السوريين، لن تحصل عودتهم، لأن المجتمع الدولي برمته ضد هذه العودة في الوقت الحاضر. إذا أردتم المعالجة الفعلية لهذه المشكلة اذهبوا الى واشنطن. هذا الموضوع غير قابل للمناقشة في حساب المجتمع الدولي في الظرف الراهن".

وختم غلغر: "الرئيس الأسد سيبقى رئيساً الى وقت طويل، طويل للغاية. وهو يفضل أن يكون رئيساً لسورية على شعب أقل عددا مما كان عليه قبلا".

وعلّق رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط على الكلام الذي ورد في الفاتيكان على لسان غلغر، وقال في تغريدة نشرها عبر "تويتر" أمس: "بعد كلام غلغر وبحضور الحبر الأعظم وبعيدا عن الاعتبارات المحلية الضيقة، فإن التسوية ضرورية أيا كانت مرارتها تفاديا للانهيار".