أعلن قائد الجيش البريطاني في مقابلة نشرت اليوم أن روسيا تشكل "بما لا يقبل الجدل" تهديدا أكبر على أمن بريطانيا من الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وحذّر رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك كارلتون-سميث من أن موسكو قد أبدت استعدادا لاستخدام قوتها العسكرية من أجل تحقيق مصالحها القومية في الوقت الذي تسعى فيه ل"استغلال نقاط الضعف الغربية".

Ad

وقال كارلتون-سميث لصحيفة دايلي تلغراف "تمثّل روسيا اليوم بما لا يقبل الجدل تهديدا أبعد بكثير على أمننا القومي من تهديدات الإسلام المتطرف مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية".

وأضاف "بدأت روسيا بجهد ممنهج لاستكشاف نقاط الضعف لدى الغرب واستغلالها، خاصة في بعض النواحي غير التقليدية مثل الانترنت والفضاء وأساليب الحروب تحت الماء".

وتدهورت العلاقات بين روسيا وبريطانيا الى مستويات تاريخية هذا العام.

واتهمت لندن أجهزة المخابرات الروسية بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية في مارس.

وأدى الحادث الى تبادل طرد دبلوماسيين بين موسكو والغرب، إضافة الى تشديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا.

وقال كارلتون-سميث (54 عاما) إنه بعد الهزائم التي مني بها تنظيم الدولة الاسلامية على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي.

وأشار الى "تقلص المظهر المادي لتهديد الاسلاميين مع التدمير الكامل لجغرافية ما يسمى بالخلافة". وأكد "لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له".

وقال إن "أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو في الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي".

وهذه هي المقابلة الاولى للجنرال كارلتون-سميث منذ تعيينه رئيسا لهيئة الأركان البريطانية في يونيو الماضي.

وجاءت تعليقاته بعد زيارة القوات البريطانية المتمركزة في استونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في اطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة.

كما انتهز كارلتون-سميث الفرصة للتقليل من فكرة الحاجة إلى جيش أوروبي منفصل، وهو ما دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا.

وقال "لا أدعم أي مبادرة تضعف التأثير العسكري للحلف"، مضيفا أن "الحلف يشكل نقطة الارتكازالأساسية للأمن الأوروبي".

ووصف حلف شمال الأطلسي بأنه "تحالف ناجح غير عادي، ومن خلال خبرتي يجب أن نعزز هذا النجاح".

"القدرات الذهنية"

وبدوره، شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في "القدرات الذهنية" لرئيس أركان الجيش البريطاني الذي صرّح في مقابلة أن روسيا تشكل تهديدا أكبر على أمن بريطانيا من الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وخلال مؤتمر صحافي في لشبونة قال لافروف ساخرا "في ما يتعلّق بتصريحات رئيس أركان الجيش البريطاني، لا يمكننا أن نثني أحدهم عن إظهار قدراته الذهنية".

وتابع وزير الخارجية الروسي "سمعت من قبل تصريحات كثيرة مشابهة على لسان وزير الدفاع البريطاني". وأضاف "لا يمكننا التأثير على قرارات الحكومة البريطانية في ما يتعلق بتعيين قادة قواتها المسلّحة".

وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس البرتغالي، قال لافروف إن تلك الاتهامات ليست "جديدة".

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان قد "وضع روسيا في مصافي فيروس إيبولا" خلال خطابه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة.

ويبدو أن لافروف كان يشير إلى خطاب ألقاه أوباما في 24 سبتمبر تحدّث خلاله عن الخطر الذي تشكّله روسيا على "نظام ما بعد الحرب" بخاصة عبر سلوكها في أوكرانيا ودعمها للتمرّد على سلطات كييف. وانتقل بعدها أوباما للحديث عن الجهود الأميركية لاحتواء تفشي وباء إيبولا من دون أي إشارة لروسيا.

تدهورت العلاقات بين بريطانيا وروسيا إلى أدنى مستوياتها هذا العام بعد اتّهام لندن للاستخبارات العسكرية الروسية بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبري بواسطة غاز الأعصاب "نوفيتشوك" المحظور.

وتسببت الحادثة بموجة طرد دبلوماسيين متبادلة بين موسكو والغرب، وبتشديد العقوبات الأميركية على روسيا.

وقال كارلتون-سميث (54 عاما) إنه بعد الهزائم التي مني بها تنظيم الدولة الاسلامية على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي.

وأكد رئيس الأركان "لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له".

وقال إن "أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو في الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي".

ومقابلة كارلتون-سميث هي الأولى له منذ تعيينه رئيسا لهيئة الأركان البريطانية في يونيو الماضي.

وجاءت تصريحاته بعد زيارة القوات البريطانية المتمركزة في استونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في اطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة.