هجوم كيماوي في حلب... وروسيا ترد بغارات على إدلب

• موسكو تراقب «النصرة»
• دمشق تطلب تدخلاً أممياً
• «محور أستانة» يرعى تبادل أسرى

نشر في 26-11-2018
آخر تحديث 26-11-2018 | 00:05
سوري مصاب باختناق يتلقى العلاج في مستشفى حلب أمس الأول (أ ف ب)
سوري مصاب باختناق يتلقى العلاج في مستشفى حلب أمس الأول (أ ف ب)
خيمت أجواء توتر كبيرة على مختلف جبهات سورية، أمس، مع اتهام موسكو ودمشق فصائل المعارضة المتمركزة في إدلب بقصف مدينة حلب بالغاز السام وإصابة أكثر من 100 شخص بحالات تسمم، تزامناً مع إعلان تركيا عن إشراف "محور أستانة" على عملية نادرة لتبادل الأسرى في المحافظة ذاتها.
عادت حلب ثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية السابقة إلى الواجهة، أمس، مع اتهام موسكو لفصائل المعارضة بقصفها بالغاز السام وإصابة أكثر من 100 شخص واستهداف طائراتها لمناطق غرب المحافظة للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين.

ومع تبدد أجواء ثقة أشاعتها عملية نادرة لتبادل الأسرى بين فصائل المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد برعاية «محور أستانة»، أكدت موسكو أن مصدر القصف هو المنطقة العازلة في إدلب ومحيطها والواقعة خصوصاً تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، قبل أن تُستهدف هذه المنطقة بغارات جوية للمرة الأولى منذ اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان على إقامة منطقة عازلة بالمحافظة في 17 سبتمبر.

وفي الوقت نفسه، أكد المرصد مقتل امرأتين وسبعة أطفال في قصف حكومي لقرية جرجناز بمحافظة إدلب التي اتفقت روسيا وتركيا على إقامة منطقة عازلة فيها.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن مقاتلي المعارضة قصفوا حلب من منطقة لخفض التصعيد في إدلب تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وأنها تعتزم الحديث مع تركيا بشأن الواقعة لأنها الضامن لالتزام الفصائل المسلحة بوقف لإطلاق النار.

ووفق كوناشينكوف فإن "قذائف هاون عيار 120 مم قد تحوي الكلور أطلقت من الضواحي الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات الخاضعة لسيطرة تحرير الشام على حي الخالدية وشارع النيل بحلب"، مشيراً إلى تحذيرات روسية سابقة من "محاولات الخوذ البيضاء تنفيذ استفزازات باستخدام المواد الكيماوية في المنطقة منزوعة السلاح بإدلب لاتهام الجيش السوري بشنها على السكان".

إجراءات رادعة

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن مستشفي الرازي ومستشفى الجامعة في حلب استقبلا 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة بين الخفيفة والمتوسطة وبعضها احتاج للدخول إلى العناية المركزة، مشيرة إلى أن الإصابات ناجمة عن استهداف "المجموعات الإرهابية" أحياء سكنية في حلب "بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة".

وبينما قالت روسيا إنها تعتزم الحديث مع تركيا بشأن الواقعة بما أنها الضامن لوقف المعارضة لإطلاق النار هناك، وجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول "اعتداء التنظيمات الإرهابية بالغازات السامة على أحياء مدينة حلب"، مطالبة باتخاذ "إجراءات رادعة".

وذكرت الوزارة في بيان أن "حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية. عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب".

الجبهة الوطنية

ونفت "الجبهة الوطنية للتحرير" اتهامات موسكو ودمشق للمعارضة بقصف مدينة حلب بغازات سامة. وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة النقيب ناجي مصطفى، في بيان، "افتراءات النظام باتت مكشوفة وتأتي للتغطية على جرائمه وآخرها استهداف مدرسة في بلدة جرجناز البارحة بقذائف مدفعية أسفرت عن مقتل عدد من الأطفال والنساء".

وحذر القائد العسكري في الجبهة عبدالسلام عبدالرزاق فصائل من استخدام القوات الحكومية السلاح الكيماوي في هجوم وشيك على مناطق غرب حلب، مشيراً إلى "وصول معلومات أن النظام عمم على مقاتليه بعد منتصف ليل السبت- الأحد برفع الجاهزية وارتداء الأقنعة الواقية ودعا الأهالي إلى الانتباه والحذر من قصف بالكيماوي".

حلب وأريافها

وتسيطر قوات النظام على مدينة حلب ومعظم أريافها. وتوجد فصائل معارضة، أبرزها "الجبهة الوطنية"، في أجزاء من محافظة إدلب المجاورة التي تضم أيضاً مجموعات جهادية أبرزها "جبهة النصرة" سابقاً.

وفي الأشهر الأخيرة اتّهم النظام وحليفه الروسي الفصائل المعارضة والجهادية في محافظة إدلب بامتلاك أسلحة كيماوية، محذرين من استخدامها ضد مناطق مأهولة بالسكان خاضعة لسيطرتها.

وخلال سنوات النزاع، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص، اتُّهمت الحكومة مراراً بتنفيذ هجمات كيماوية في مناطق تحت سيطرة الفصائل، الأمر الذي تنفيه دمشق.

تبادل أسرى

وقبل ساعات، أعلنت وزارة الخارجية التركية عن "تبادل للمحتجزين بشكل منسق وفي وقت واحد" أمس الأول بين النظام وفصائل معارضة المدعومة منها في "خطوة أولى مهمة" لإشاعة جو من الثقة بين الطرفين، موضحة أن العملية جرت قرب مدينة الباب في محافظة حلب في إطار "مشروع تجريبي" يأتي في إطار مسار آستانة برعاية تركيا وروسيا وإيران.

وأكد رئيس المركز الروسي في سورية الفريق سيرغي سولوماتين أنه "تم في مدينة تادف (35 كم شمال شرق مدينة حلب)، تبادل 10 مواطنين سوريين احتجزتهم جماعات مسلحة غير شرعية، مقابل إطلاق سراح عشرة مسلحين من وحدات المعارضة المسلحة" بحضور الجانبين التركي والإيراني وأيضاً الهلال العربي السوري.

وأكد المرصد أن تبادل المحتجزين جرى بين فصيل "السلطان مراد" الموالي لتركيا وقوات النظام، مبيناً أنه "جرى إطلاق سراح 10 أشخاص من أسرى النظام والمسلحين الموالين لها ومخطوفين لدى الفصائل العاملة في حلب، مقابل الإفراج عن 10 معتقلين".

back to top