أعلنت حركة «السترات الصفراء» الأول من ديسمبر موعداً لتحركها الاحتجاجي الثالث، ودعت المتضامنين معها للخروج إلى الشارع بهدف «إسقاط الرئيس إيمانويل ماكرون».

وبدأت التظاهرات ضد مشروع قانون يطرحه ماكرون لزيادة الضرائب على الوقود الأحفوري، لمواجهة التغير المناخي.

Ad

ورفع ناشطو «السترات الصفراء»، رداً على سياسة ماكرون للحد من انبعاثات الغاز، شعار «النخبة تتحدث عن نهاية العالم، بينما نتحدث نحن عن نهاية الشهر».

وبدأت الحركة من الوقود، لكنها توسعت بعد ذلك للاحتجاج على ملفات أخرى، من بينها تقلص في قدرة الأسر على الإنفاق.

جاء ذلك، غداة مهاجمة ماكرون للمتظاهرين، بعد أن شهدت الموجة الثانية من التظاهرات ضد ارتفاع أسعار الوقود، أمس الأول في باريس، أعمال شغب.

وبعد أن حيا قوات الأمن، كتب ماكرون على «تويتر»: «عار على الذين هاجموا قوات الأمن، وعار على أولئك الذين كانوا يمارسون العنف ضد المواطنين الآخرين والصحافيين، وعار على أولئك الذين حاولوا ترهيب المسؤولين المنتخبين»، مؤكدا أنه «لا مجال لهذا العنف في الجمهورية». ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» فإن ماكرون يتطلع إلى العمل مع الأعضاء «المخلصين» من حركة الاحتجاجات، لتجنب الارتهان إلى العناصر العنيفة.

إلى ذلك، أفادت صحيفة «جورنال دو ديمانش»، أمس، بأن ساكن الإليزيه ينوي تشكيل فريق عمل لتقييم الوضع الراهن والنظر في الأثر الاجتماعي والاقتصادي لسياسات الطاقة، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أنه يعتزم الإبقاء على الزيادات المخطط لها في الضرائب على البنزين والديزل.

ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي، أن الفريق سيجري مشاورات مع النقابات والمزارعين، وغير ذلك من الأطراف التي شكت من استثنائها من مشاورات صياغة سياسة الطاقة.

وأعلنت مديرية شرطة باريس أن 103 أشخاص اعتُقلوا أثناء تظاهرة «السترات الصفراء»، التي تخللتها أعمال عنف، في جادة الشانزليزيه في باريس، مشيرة إلى أن 101 شخص من هؤلاء أوقفوا قيد التحقيق.

وتمثل تظاهرات، أمس الأول، التحرك الثاني لحركة «السترات الصفراء»، بعد نجاح التحرك الأول في باريس السبت الماضي، عندما أغلق نحو 300 ألف شخص محاور الطرق والمواقع الاستراتيجية.

وصباح أمس، كانت جرافة ترفع أحد المتاريس الأخيرة من الشارع، في حين كانت شاحنات النظافة في العاصمة تنظف الجادة.

وكُسرت هياكل محطات الحافلات وعدد من واجهات المحلات. وانشغل عمال أحد المطاعم في وضع ألواح خشبية في مكان النوافذ، في وقت كان آخرون يرتّبون شرفاتهم.

وصرح وزير الداخلية كريستوف كاستانيه بأن «الأضرار في باريس قليلة، وهي مادية». ونسب أعمال العنف إلى «مشاغبين» من «اليمين المتطرف» لبّوا دعوة زعيمة اليمين مارين لوبن.