أكد مدير مجموعة المشاريع الكبرى في شركة نفط الكويت يعقوب دشتي، أن استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية تمتد إلى تسليط الضوء على مورد النفط الثقيل من خلال مشروع «تطوير طبقة فارس السفلية للنفط الثقيل»، لافتاً في لقاء مع «الجريدة» إلى أنه أول مشروع استثماري لهذا النوع من النفوط في الكويت، ويهدف إلى إنتاج 60 ألف برميل يومياً في المرحلة الأولى بالربع الأخير من عام 2019. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

Ad

• بدايةً ما تعريف النفط الثقيل، وما الهدف من المشروع الخاص به؟

- عندما يكون معدل اللزوجة للنفط أقل من 20 درجة "API" يطلق عليه نفط ثقيل، ولهذه النوعية من النفط خصائص معينة وطرق معينة بالاستخراج، فمنذ اكتشاف النفط الثقيل في مكمن "فارس السفلي" بحقل "الرتقة" الجنوبي شمال الكويت وبكميات مغرية بدأت شركة نفط الكويت التفكير في استغلال هذا المورد النفطي، الذي يمتد على مساحة تقدر بـ 1200 كم2.

ومع تطور استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، تمت إعادة تسليط الضوء جدياً على هذا المورد بإعداد خطة واضحة تطورت فيما بعد لمشروع سمي "تطوير طبقة فارس السفلية للنفط الثقيل" - المرحلة الأولى- كأول مشروع استثماري للنفط الثقيل في الكويت ويهدف إلى إنتاج 60 ألف برميل نفط يومياً (في مرحلة أولى) خلال الربع الأخير من عام 2019 لتحقيق الهدف العام للقطاع النفطي واستراتيجيته المعلنة، بالتالي كانت تلك الانطلاقة لهذا المشروع الذي وقع عقده في يناير 2015 ويتوقع إنجازه في الربع الأخير من العام المقبل.

ويعتبر هذا المشروع أحد المشاريع الفريدة والمتميزة في تاريخ شركة نفط الكويت، لما يتضمنه من مواصفات ومعدات ومنشآت يتم تنفيذها والعمل بها للمرة الأولى، إذ يحتوي هذا المشروع على شبكة كبيرة ومعقدة من سلسلة عمليات غير مسبوقة تهدف في مجملها إلى تحقيق طاقة إنتاجية قوامها 60 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل، كمرحلة أولى.

• ما مكونات المشروع، ومن المقاول الذي سيتولى تنفيذه؟

- يعد مشروع النفط الثقيل الأكبر والأضخم على مستوى شركة نفط الكويت، ونظراً إلى ضخامة المشروع وكمية الأعمال فيه اتخذت الشركة قراراً بأن يتم تنفيذه من تحالف عالمي، وعليه تمت ترسية المشروع على تحالف شركة "بتروفاك العالمية" وشركة "اتحاد المقاولين"، ويتكون المشروع من إنشاء مبنى الإنتاج المساند الذي يتسع لـ 450 موظفاً ومبنى التحكم الرئيسي وإنشاء وحدة إنتاج مركزية للنفط الثقيل وحقن البخار وشبكة أنابيب وكابلات ضخمة لعدد يفوق الـ 1000 بئر نفطية ومنشأتي تجميع، وخطوط أنابيب لتغذية المنشأة بالغاز والماء، وأنبوب بطول 162 كيلومتراً لنقل النفط من شمال الكويت إلى حظيرة الخزانات الجنوبية بمدينة الأحمدي، التي يتم فيها إنشاء عدد 4 خزانات بسعة 300 ألف برميل لتجميع هذا النفط حتى يمكن للشركة أخيراً إرساله إلى مصفاة الزور الجديدة أو بالإمكان تصديره للأسواق العالمية.

• ما التكنولوجيا الحديثة التي سوف تستخدم لاستخراج النفط الثقيل؟

- يتطلب إنتاج النفط الثقيل استخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل عمليات إنتاجه، بسبب كثافته ولزوجته العالية وصعوبة حركته، لذا فإن التكنولوجيا المستخدمة في مشروع النفط الثقيل منها استخدام السخانات الحرارية للحصول على بخار الماء اللازم ضخه في آبار النفط الثقيل بعد مروره من خلال وحدة المعالجة ذات الفلاتر المتطورة بغية التخلص من الشوائب المصاحبة له وضمان الحصول على المواصفات المطلوبة للبخار، وسيتم مبدئياً استخدام إحدى طرق الإنتاج والمعالجة وهي طريقة (Thermal Recovery) وتحديداً طريقة (Cycle Stream Stimulation) وهي عبارة عن ضخ كميات كبيرة من بخار الماء في الآبار مدة ثلاثة أسابيع وبعدها يتم إغلاق البئر من أسبوع إلى أسبوعين لاستيعاب البخار وتقليل كثافة النفط لتسهيل حركته، ثم تبدأ بعدها مرحلة الإنتاج مدة سنة تقريباً، وتكرر هذه العملية مدة أربع سنوات إلى أن يتم استخدام طريقة ضخ البخار المستمر في آبار معينة واستخراج النفط من الآبار المجاورة وتسمى هذه الطريقة بـ (Steam Flood).

• لأي مدى يصاحب المشروع ميزة المحافظة على البيئة؟

- للإشارة هنا فإن مصدر الماء الذي ستتم الاستعانة به في المشروع سيكون من محطة الصليبية لمعالجة المياه (وهي منشأة تابعة لوزارة الأشغال العامة) إذ سيتم استغلال المياه المعدومة الناتجة عن محطة الصليبية، وبناء على ذلك، فإن المشروع يتضمن إنشاء وحدة معالجة بمواصفات خاصة لهذه النوعية من المياه حتى يتم استخدامها في المشروع والمحافظة على بيئة الكويت نظيفة وتقدر كمية المياه المستخدمة بنحو 300 ألف برميل يومياً، كما أن المياه المصاحبة لعمليات إنتاج النفط الثقيل ستستخدم في المستقبل بمنشأة معالجة المياه للمشروع بدلاً من تصريفها.

• ما التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع؟

- كنا نأمل ألا تكون هناك تحديات في تنفيذ المشروع، لكن لابد من التعامل مع الأمر الواقع، فالرقعة الجغرافية التي يتم تنفيذ المشروع فيها كبيرة جداً، تمتد من أقصى شمال الكويت إلى جنوبها، لذا فإن تنسيق كمية الأعمال الضخمة حتماً سيكون بالأمر المعقد نظراً إلى صعوبة عمليات النقل وتوفر العمالة اللازمة، هذا إضافة إلى وجود مشاريع حيوية تنفذ حالياً كالمصفاة الجديدة والوقود البيئي ومراكز التجميع وغيرها من المشاريع الكثيرة الأخرى، التي تنفذ في جميع قطاعات الدولة، مما يصعب معه توفير العمالة اللازمة والمعدات لتنفيذ هذه المشاريع، إذ سيكون هناك تنافس شديد بين المقاولين المنفذين لتلبية متطلبات مشاريعهم حتى يتم إنجاز المشاريع في الأوقات المحددة، كما نأمل أيضاً تنفيذ المشروع في فترته المحددة نظراً إلى وجود كمية أعمال ضخمة يجب مراعاتها، لهذا تم التحضير السابق للمشروع من قبلنا لإدارته وتنسيق الأعمال المتطلبة ومتابعتها أولاً بأول، لهذا تم إعداد فريق متكامل ومتخصص لعمليات الإدارة والمتابعة.

• ما أثر هذا المشروع على نسبة "التكويت"، ومدى اهتمام المشروع بتدريب الكفاءات الكويتية؟

- من أبرز أولويات شركة نفط الكويت للمرحلة المقبلة هي أن تكون جزءاً من عملية دفع عجلة تقدم القطاع النفطي والسعي جاهدة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال توظيف وتطوير وتأهيل القوى العاملة الكويتية، وجذب الكفاءات والعمل على المحافظة عليها، ومع وجود النفط الثقيل في الكويت والعمل على استغلاله حالياً من خلال مشروع تطوير النفط الثقيل من مكمن فارس السفلي تم استحداث فرق جديدة بهذا الشأن أخيراً، وهذا الأمر سيعمل على توفير فرص وظيفية جديدة ستزيد من نسبة العمالة الكويتية في القطاع النفطي، فضلاً عن العمل على تدريب تلك العمالة عبر أحدث الوسائل خصوصاً مع تطور التكنولوجيا المستمر. وللإشارة فإن عقد مشروع النفط الثقيل يوفر فرصاً وظيفية أخرى للكويتيين من خلال المقاول المنفذ تحت بند "التكويت" بتوظيف عدد من العمالة الكويتية وتدريبها مما يعد قيمة مضافة لاقتصاد البلاد مستقبلاً.

• ما العوائد الاقتصادية من ذلك المشروع؟ وهل يعد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني؟

- يهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى إنتاج 60 ألف برميل يومياً عام 2019 وأن يرتفع الإنتاج في مراحله الأخرى كما هو مخطط له، مما سيسهم في زيادة إنتاج الكويت وتحقيق هدف القطاع النفطي العام للإنتاج، الذي سيساهم بالتالي في زيادة إيرادات الدولة المالية من النفط، كما يعد تنفيذ هذا المشروع حدثاً بارزاً في تاريخ شركة نفط الكويت، إذ سيمكنها من تحقيق هدف استراتيجي للشركة، ويساهم في تطوير القدرات الفنية والتشغيلية لاحتياطيات النفط الثقيل، التي تمتلكها الكويت، وسيجعلها تمتلك الخبرات اللازمة، التي تضعها بمصاف الشركات النفطية الكبرى في العالم. وأخيراً، نتيجة لضخامة المواد والمعدات والعمليات المستخدمة في المشروع سيكون للمحتوى المحلي في جميع قطاعاته نصيب كبير جداً منها، مما يؤدي الى ارتفاع معدلات نمو اقتصاد الدولة.