مرافعة : متعاطون بلا علاج!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
ليس ذلك فحسب، بل إن الأرقام، وفق مصادر لـ»الجريدة»، تقدر بوجود ما يزيد على 70 ألف متعاطٍ؛ بعضهم يراجع للعلاج، وبعضهم انقطع عنه، ويعيشون معنا بالمجتمع، ومنهم من هو محبوس لأكثر من 20 عاما في السجن لم يتنفس طعم الحرية إلا لأيام بسيطة بعد قضائه أيام العقوبة، ثم يعود مجددا إلى زنزانته بجناية تعاطٍ جديدة، فالحياة بالنسبة له مجرد إدمان على المواد المخدرة، لأنه لا علاج حقيقيا من هذا المرض سوى إيداعه بزنزانة مع تجار للمخدرات!قضية علاج الإدمان من المخدرات قد تكبر وتتزايد معدلاتها بشكل مخيف، خصوصا مع ابتكار تجار الهوى لأصناف جديدة من المواد المخدرة، والتي لم تعد للجان التجريم من النيابة والصحة والداخلية القدرة على مجاراتها، وهو الأمر الذي يتطلب من المشرع الكويتي، ممثلا بمجلس الأمة، أن يخصص جلسة لمناقشة قضية التعاطي في الكويت، ومطالبة الحكومة بسرعة إنشاء مستشفى لعلاج الإدمان، حفاظا على أبناء الوطن من آفة المخدرات والمواد المؤثرة، وأن يعيد النظر في اعتبار المتعاطي مجرما، وأن يفكر فيه كمريض بالإدمان، إذ لا يصح اعتباره مريضا فيودع للعلاج إذا أبلغت عنه أسرته، ويعتبر مجرما إذا ما ضبط بالشارع!تشهد قاعات الجنايات في قصر العدل يوميا نظر المئات من قضايا التعاطي والاتجار بالمواد المخدرة، ووصل الأمر في إدارة تجارتها من داخل السجن المركزي، وهو المكان الذي يفترض أن يقضي به المدانون حياتهم، لكنه للأسف أصبح المكان الآمن لكي يكملوا تجارتهم فيه، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من كبح جماحهم، أو إيقاف تجارتهم المدمرة، والتي أصبحت تستهدف كل فئات المجتمع من شباب وشابات بالمدارس والجامعات دون أن أي تحرك حقيقي وجاد نحوها!