أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضا مغايرا للفنانة التشكيلية د. منى عيادة، حول "جماليات الحشرات برؤية تشكيلية معاصرة"، افتتحه في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم الأمين العام المساعد في المجلس الوطني

د. بدر الدويش.

Ad

وقدمت عيادة، في معرضها، تجربة تشكيلية متفردة تخص الحشرات التي يرى فيها البعض رمزا للقبح، ومثالا للكائن الذي تنفر منه النفوس، وتخافه، نظرا لما يمثله من أشكال قد تبدو غير محببة وغير مقبولة.

لكن الفنانة استطاعت من خلال معرضها تغيير الفكرة العامة عن الحشرات، كي تجعلها مادة فنية تتألق جمالا، وفق رؤى تشكيلية، اتسمت بالتدفق الوجداني وتحويل القبح إلى جمال، تراه العين في تأمل وانسجام.

ومن خلال "تكنيك المشغولات" الذي برعت فيه الفنانة، شاهد المتلقي أعمالا فنية، احتوت في عناصرها على حزمة من المضامين، تلك التي تتماهى فيها المشاهد في منظومة فنية تتحرك باتجاه الحياة، تلك التي احتفت بها عيادة احتفاء مغايرا لما هو متوقع.

وحشرة خنفساء الأرض التي إن رأيناها نحس بنفور شديد استطاعت الفنانة أن تشكلها في عمل فني أظهرت فيه بشكل جلي جمال منظرها بقرون استشعارها وسيقانها وجسدها، حيث استوحت من رأس هذه الحشرة أقراطاً تعلق في الأذن لتجميلها.

وبدا العمل الفني، الذي استلهمته الفنانة من حشرة "سرعوف الأوركيد"، متوهجا بالحيوية، ومتفاعلا بشكل كبير مع الطبيعة، ثم اختارت حشرة "الحزاز"، كي تستلهم من رأسها "دبوساً للملابس"، بينما صنعت من رأس فراشة "المسمويدس" كذلك دبوسا للملابس.

وحرصت الفنانة، في مجمل أعمالها، على أن تكون متواصلة مع الجمال المعنوي والمادي، كلما تناولت في أعمالها الفنية حشرة، وبالتالي شاهد المتلقي الجمال في حشرة ذباب النخيل، وسرعوف أدولو والخنفساء فلر وغيرها، لتصنع منها زينة تستخدمها النساء في زينتها على شكل قرض أو عقد.