لا تزال عملية تشكيل الحكومة اللبنانية بانتظار إيجاد حل "للعقدة السنية" وما ستؤول إليه الأمور في مسار التشكيل مع إصرار نواب "اللقاء التشاوري" بدعم من "حزب الله"، على المشاركة في الحكومة، رافعين بذلك سقف المواجهة المفتوحة مع تيار "المستقبل". وقالت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إنه "على الرغم من كل التشاؤم فيما خص الأزمة الحكومية فإن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل سيواصل جهوده للتوصل إلى حل وسطي يرضي جميع الأطراف"، مشيرة إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون طلب من باسيل خلال اليومين الماضيين تكثيف الاتصالات السياسية بعيداً عن الإعلام كي تبصر الحكومة النور قبل عطلة عيد الميلاد الشهر المقبل".
في السياق، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حديث أمس، كلا من الرئيس عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري "اللذين يتحملان المسؤولية الدستورية في التشكيل واللذين يمسكان القلم وصلاحيات التوقيع في أيديهما، إلى اتخاذ قرار حاسم: فإما يقولون لحزب الله نريدك في الحكومة، أعطنا أسماء وزرائك، فإذا سلّمهما إياها كان به، وإلا يشكلان حكومة بمن حضر، أو عليهما، ونظراً إلى حساسية الوضع ونظراً إلى ضرورة اتخاذ أقله بعض الخطوات الضرورية والأساسية لمنع تدهور الواقع الاقتصادي أكثر، الاتفاق على عقد جلسات حكومية للضرورة على غرار جلسات تشريع الضرورة، كي تُتخذ خلالها بضع خطوات أساسية جوهرية لمنع سقوط لبنان في الهاوية". إلى ذلك، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، على أنه "علينا أن نكون أمام حكومة ليس اليوم بل البارحة وليس أمامنا سوى التفاؤل بالخير والدعاء".وفي السياق، أشار عضو "اللقاء التشاوري" النائب الوليد سكرية، أمس، إلى أن "الرئيس الحريري يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات"، متسائلاً:" هل المطلوب إلغاء أنفسنا والإقرار بأن الطائفة السنية ملتزمة بالخيار الأميركي؟" ورأى سكرية أن "الحريري يحارب لنصرة المشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، ونحن نحارب لنصرة خيار المقاومة".في موازاة ذلك، قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، أمس، إن "الرئيس عون واحد من هؤلاء الرجال المسؤولين عن حماية لبنان من أي كبوة يقع فيها، وهو على قدر هذه المسؤولية بصفته المؤتمن على الوطن وحامي الدستور"، مؤكداً أن "هذه ليست الأزمة الأولى التي يمرّ بها لبنان"، معتبراً أنه "لا بدّ للفراغ الحكومي أن ينتهي". وقال: "صحيح نواجه عثرات بعد مرور أكثر من 5 أشهر دون تشكيل الحكومة، لكن هذا التعطيل لا بد أن ينتهي وأن تكتمل الحكومة. يعرف العالم أننا اليوم في لبنان ننعم باستقرار أمني قل نظيره بهذا الجزء من العالم وحتى في كل العالم وبكل ثقة يمكننا القول، إننا نعيش قصة نجاح في لبنان بجوانب كثيرة".
دوليات
لبنان: عون طلب من باسيل حكومة «قبل الأعياد»
27-11-2018