توتر عسكري بين روسيا وأوكرانيا... و«الناتو» يجتمع

• كييف تعلن «حال الحرب»... وموسكو تدافع عن احتجاز 3 قوارب أوكرانية ببحر آزوف
• أوروبا تدعو الروس إلى إعادة السفن وطواقمها وتحذّر من تضرر الملاحة بمضيق كيرتش

نشر في 27-11-2018
آخر تحديث 27-11-2018 | 00:04
 أوكرانيون أمام البرلمان في كييف أمس يطالبون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا (أ ف ب)
أوكرانيون أمام البرلمان في كييف أمس يطالبون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا (أ ف ب)
لاحت بوادر تصعيد خطير قد يتخذ أبعاداً عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، عقب قيام الجيش الروسي باحتجاز 3 سفن أوكرانية عسكرية في بحر آزوف. وأعلنت أوكرانيا حال الحرب، في حين اجتمع ممثلون عنها مع حلف "الناتو" لبحث التطورات، وسط دعوات دولية إلى المحافظة على سلامة الملاحة في مضيق كيرتش.
خيم التوتر على العلاقات الروسية الأوكرانية المتدهورة أصلاً، ولاحت بوادر تصعيد عسكري خطير، غداة قيام روسيا باحتجاز 3 سفن أوكرانية، بعد اطلاق النار تجاهها، قرب مضيق كيرتش ببحر آزوف، بذريعة انتهاكها المياه الاقليمية الروسية.

حال الحرب

وعقب أخطر اشتباك بين البلدين منذ ضم القرم، وضعت أوكرانيا جيشها في حال تأهب، وقررت فرض "حال الحرب" والأحكام العرفية لمدة شهرين، نافية في المقابل ارتكاب أي انتهاكات، واتهمت روسيا بـ "العدوان العسكري" وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمعاقبتها.

وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الوطني، إن البحارة الأوكرانيين "تم القبض عليهم بشكل وحشي، في انتهاك للقانون الدولي"، وطالب السلطات الروسية بأن "تنقل البحارة على الفور إلى الجانب الأوكراني، مع السفن، وأن تضمن عدم تصعيد الموقف في بحر آزوف".

وصوت مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، لمصلحة إعلان حال التأهب في البلاد لمدة 60 يوماً، الذي ينتظر المصادقة عليه في البرلمان.

وقال الرئيس إن "فرض حال التأهب لا يعني بالضرورة أن كييف ستقوم بعمليات هجومية، بل ستتخذ إجراءات محددة للدفاع عن أراضيها وحماية مواطنيها وتأمينهم".

وكان الجيش الأوكراني قام، أمس الأول، بجولة قصف مدفعي على مناطق المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

موسكو

وفي الجانب الروسي، أعادت روسيا فتح مضيق كيرتش القريب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل سنوات، أمام سفن الشحن في الساعات المبكرة من صباح أمس.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، كييف بـ "انتهاك القانون الدولي، عبر أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في مضيق كيرتش"، معتبراً الأمر "استفزازاً صريحاً".

وقبيل عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً طلبته كلّ من روسيا وأوكرانيا، قال لافروف: "ليس لدينا أي أوهام، باعتبار أن الغرب اتخذ موقف دعم أعمى للرئيس بوروشينكو ونظامه".

وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن وزارة الخارجية الروسية استدعت القائم بالأعمال الأوكراني في روسيا، روسلان نيمتشينسكي، "على خلفية الاستفزازات الأوكرانية في بحر آزوف".

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن "الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معاً"، مشيراً إلى أن "الأمر يتعلق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية".

أوروبا

ودان الاتحاد الأوروبي التصرف الروسي، ودعا -في بيان- الجانبين إلى ممارسة أقسى درجات ضبط النفس للحيلولة دون تصعيد الموقف. ودان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "استخدام روسيا للقوة في بحر آزوف"، وطلب "السلطات الروسية بإعادة البحارة والسفن الأوكرانية والامتناع عن أي استفزاز جديد".

كذلك دانت ناطقة باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) السلوك الروسي، في حين عقد الحلف اجتماعاً طارئاً بمقره في بروكسل، مع مسؤولين أوكرانيين، لمناقشة الوضع الراهن.

وقال وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسن على "تويتر"، إن بلاده تدعم أوكرانيا بشكل كامل. وأضاف: "التطورات مزعجة جدا وقد تتصاعد".

وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريدلاند، إن بلادها تندد أيضا بـ"العدوان الروسي"، ودعت موسكو للإفراج عن السفن المحتجزة.

وفي مدريد التي وصلها، أمس، اعتبر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، أن إعاقة روسيا الملاحة في بحر آزوف "غير مقبولة"، ووصف التطورات بأنها "مقلقة"، داعياً روسيا وأوكرانيا إلى "خفض التصعيد، ويتعين علينا إنهاء هذه الحرب التي تدور في جوارنا".

وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنها لا ترى "مبرراً ظاهراً في استخدام روسيا القوة" في بحر آزوف.

أما في أنقرة، فقد ذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان: "بصفتنا دولة تطل على البحر الأسود نشدّد على أنه لا يتعين عرقلة المرور عبر مضيق كيرتش". ودعت أيضا لتجنب أي خطوات قد تعرض الاستقرار والسلام في المنطقة للخطر.

back to top