لاحت بوادر أزمة خطيرة قد تتخذ أبعاداً عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، عقب احتجاز الجيش الروسي 3 سفن أوكرانية عسكرية قرب مضيق كيرتش في بحر آزوف بذريعة انتهاكها المياه الإقليمية الروسية بعد إطلاق النار عليها.وعقب أخطر اشتباك بين البلدين منذ ضم القرم، وضعت أوكرانيا جيشها في حال تأهب، وقررت فرض «حال الحرب» والأحكام العرفية مدة شهرين، واتهمت روسيا بـ «العدوان العسكري» عليها، وطالبت حلفاءها وشركاءها بـ «اتخاذ التدابير اللازمة لكبح المعتدي، لاسيما عبر فرض عقوبات جديدة» على موسكو، في وقت عُقِد اجتماع مشترك بين حلف «الناتو» وأوكرانيا لمناقشة التطورات.
وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الوطني، إن البحارة الأوكرانيين الـ 20 الذين احتجزتهم موسكو وبينهم 6 جرحى «تم القبض عليهم بشكل وحشي»، مطالباً السلطات الروسية بـ«نقل البحارة على الفور إلى الجانب الأوكراني، مع السفن، مع ضمان عدم تصعيد الموقف في بحر آزوف».في الجانب الروسي، اتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، كييف بـ «انتهاك القانون الدولي، عبر أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في مضيق كيرتش»، معتبراً الأمر «استفزازاً صريحاً».وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين؛ القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معاً»، مشيراً إلى أن «الأمر يتعلق بانتهاك سفن حربية أجنبية للمياه الإقليمية لروسيا الاتحادية».
وأعلنت روسيا أنها أعادت فتح مضيق كيرتش القريب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها قبل سنوات قليلة أمام سفن الشحن في الساعات المبكرة من صباح أمس.وفي تحذير شديد اللهجة، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن بلادها «سوف تكبح بحزم أي محاولة للاعتداء على سيادتها وأمنها»، ورأت أن «سياسة كييف التي تتبعها بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي... تسعى إلى إثارة خلاف مع روسيا»، محذرة من «عواقب وخيمة».في موازاة ذلك، قالت تقارير عسكرية إن طائرة استطلاع عسكرية أميركية من طراز بوينغ «آر سي- 125 ف» اخترقت المجال الجوي للبحر الأسود بعد إقلاعها من القاعدة الجوية في جزيرة كريت اليونانية.ودان الاتحاد الأوروبي استخدام روسيا للقوة، داعياً في بيان الجانبين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون تصعيد الموقف وإلى ضرورة حماية الملاحة في مضيق كيرتش وإطلاق موسكو للبحارة والسفن الأوكرانية.