تتزاحم القضايا على طاولة التفاوض أثناء اجتماع بروكسل حاليا لمصادقة قادة الدول الأوروبية على الاتفاق الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فمن ناحية تتساءل إسبانيا عن مصير جبل طارق بعد خروج بريطانيا ملقية العبء على الاتحاد الأوروبي لصياغة ترتيبات خاصة للمنطقة التجارية، فحبست مدريد أنفاسها منتظرة اتفاقا خطيا يضمن جبل طارق، ويحدد الهوية المستقبلية لها قبل تاريخ 29 مارس 2019. ومن ناحية أخرى تأتي أيرلندا الشمالية لتبحث في القواعد الأوروبية المطروحة عن وسيلة لتحدد موقفها من الفرص والتحديات التجارية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، وتستمر في البحث عن صمام الأمان، الذي قد يسمح بتجنب عودة الحدود الفعلية مع جمهورية أيرلندا، وفي السياق ذاته فالرفض مستمر من قبل الحزب الوحدوي الديمقراطي ذي الغالبية المحدودة في مجلس العموم.
أما ميركل فتصف الخروج بأنه تحفة فنية دبلوماسية خلال 17 شهرا، وماكرون يصفه باللحظة الحرجة، وتأتي رئيسة ليتوانيا فتصف طريق الخروج بأنه طويل. لا شك أن القمة لم توصف بالاستثنائية إلا لأنها مثلت كل ما في الكلمة من معنى، فالدولة العظمى سابقا تقف اليوم أمام دول الاتحاد لتستمع لأساليب ترميم العلاقة بها في فترة ما بعد الطلاق، فأي زمن هذا؟ وأي حقبة من الدورات السياسية تلك التي ابتدأت بالولوج من الفردية إلى الإقليمية، وما إن تعزز زمن العولمة حتى عادت إلى الفردية؟ وللحديث بقية.كلمة أخيرة: تشكو مواطنة بعد وصولها على الخطوط الجوية الكويتية من "غرق" أمتعتها بالماء ومن رائحة السمك، ومنا إلى المسؤولين، علما أن شركات الطيران الأخرى قد منعت شحن الأسماك الطازجة والمثلجة مع أمتعة المسافرين.
مقالات
قمة بروكسل والتحفة الفنية الدبلوماسية
28-11-2018