لهذا الاحتفاظ بـ «النصرة»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ويفترض أنه من المعروف أنَّ "النصرة"، مثلها مثل "داعش"، قد أُوجدت، في الأساس، لتكون ورقة جاهزة للاستخدام عند اللزوم، وهذا ما حصل في "مناورة" الغازات السامة هذه، وما كان قد حصل في مرات سابقة كثيرة، ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أن حكاية هذين التنظيمين، "النصرة" و"داعش"، هي كحكاية "راجح" في مسرحية "بياع الخواتم" للفنانة اللبنانية المبدعة فيروز، أمدَّ الله في عمرها.كان "داعش" قد اختطف، أمام عيون ضباط وجنود الجيش العربي السوري، عدداً من النساء من منطقة السويداء "الدرزية"، واحتفظ بهن فترة طويلة، ثم ما لبث أن أبلغ ذويهن وقيادات هذه المنطقة العروبية، التي أنجبت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش ونجله منصور وعدداً من القيادات والرموز القومية كـ "شبلي العيسمي" وغيره، أنه على استعداد لإطلاق سراحهن إذا استأنف الدروز التحاقهم بالخدمة العسكرية الإجبارية... فماذا يعني هذا؟!كان المفترض أن تُقتلع "النصرة"، التي أصبح اسمها من أجل التشويه والضحك على الذقون "جبهة فتح الشام"، ثم أصبح "هيئة تحرير الشام"، منذ البدايات، لكن لأن الذين أوجدوها ويقفون خلفها أرادوها مثل "راجح" في مسرحية "بياع الخواتم" فقد أبقوا عليها كما أبقوا على "داعش"، لتشويه المعارضة السورية والجيش الحر، وهذا ما حصل في "لعبة الغازات" الأخيرة، وما كان قد حصل سابقاً، وما سيبقى يحصل مادام هذا النظام موجوداً، ومادام تدخل إيران في هذا البلد العربي مستمراً، ومادام الروس لم يحققوا كل أهدافهم التي يسعون إليها في هذه المنطقة!