موسكو تحذّر كييف من التهور وترفض وساطة أوروبية

«الطوارئ» يسري اليوم في أوكرانيا... وواشنطن تدعم حليفتها وأوروبا تدرس تشديد العقوبات

نشر في 28-11-2018
آخر تحديث 28-11-2018 | 00:04
أوكراني أمام لافتة تدعو إلى وقف التعاملات التجارية مع روسيا بواجهة مركز التسوق «أوشين بلازا» في كييف أمس (أ ف ب)
أوكراني أمام لافتة تدعو إلى وقف التعاملات التجارية مع روسيا بواجهة مركز التسوق «أوشين بلازا» في كييف أمس (أ ف ب)
رغم تراجع خطر وقوع مواجهة مسلحة بمنطقة البحر الأسود بعد التعبئة الدولية القوية، حذرت موسكو كييف التي تدخل اليوم في حال الطوارئ من أي فعل متهور، رافضة في الوقت نفسه الوساطة التي عرضتها ألمانيا وفرنسا لحل الأزمة الجديدة التي تهدد الملاحة في مضيق كيرتش.
حذرت روسيا، أمس، أوكرانيا من القيام بأعمال «متهوّرة» بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية مع طواقمها البالغ عدد أفرادها نحو عشرين بحاراً، قبالة شبه جزيرة القرم، وطلبت من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضغط على أوكرانيا، حليفة الدول الغربية.

وهذه المواجهة المفتوحة هي الأولى بين موسكو وكييف منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 واندلاع النزاع المسلح في أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، والذي أوقع منذ ذلك الحين أكثر من 10 آلاف قتيل.

إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال إن بلاده ليست في حاجة إلى وسيط في صراعها مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن سلطات البلدين تستطيع مناقشة المشاكل بنفسها.

وفي أعقاب محادثة أجراها مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في باريس أمس، أضاف لافروف: «في حال كانت هناك أي قضايا فنية ليست واضحة تماما للجانب الأوكراني، فإنه يمكن بحث هذه القضايا على مستوى السلطات الحدودية المحلية للدولتين»، رافضا اقتراحاً بلقاء بين رئيسي البلدين.

بهذه التصريحات، يكون لافروف قد رفض مقترحا بهذا الخصوص من جانب ألمانيا وفرنسا.

«الطوارئ»

وكان البرلمان الأوكراني صوت في وقت متأخّر مساء أمس الأول، لمصلحة فرض قانون الطوارئ في المناطق الأوكرانيّة الحدوديّة.

وفي خطاب متلفز موجّه إلى الأمّة، برّر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو هذا الإجراء الذي لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة في عام 1991، بوجود «تهديد مرتفع للغاية» بإمكان حصول هجوم برّي روسي.

ويدخل قانون الطوارئ حيّز التنفيذ صباح اليوم، في نحو عشر مناطق حدودية خصوصاً مع روسيا وبيلاروسيا ومن جانب بحر آزوف. وسيُتيح على مدى شهر للسلطات أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحدّ من التجمّعات.

بوتين

وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع ميركل ليل الاثنين- الثلاثاء، عن قلق موسكو «البالغ» من قرار كييف فرض حال الطوارئ، منددا بـ «انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي» من جانب السفن العسكرية الأوكرانية. وأعرب عن أمله أن «تتمكن برلين من التأثير على السلطات الأوكرانية وإقناعها بعدم القيام بمزيد من الأعمال المتهورة».

وأشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إلى أنه «من المحتمل أن يشكل ذلك خطراً بما أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلى تصعيد التوترات»، خصوصاً في حوض دونباس في الشرق الانفصالي في أوكرانيا.

من ناحيته، رجح سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، أن إعلان كييف حال الطوارئ، «قد يعني إلغاء الانتخابات في هذا البلد».

وطالبت السفارة الروسية لدى واشنطن الولايات المتحدة بوضع حدّ لانتهاكات «النازيين الجدد» في أوكرانيا بعد رشقهم مبنى سفارة موسكو في كييف بقنابل دخانية.

ودعت السفارة واشنطن إلى «كبح اتباعها ووضع حد لعربدة النازيين الجدد والمتطرفين القوميين في أوكرانيا».

ومَثَلَ معظم البحارة الأوكرانيين المحتجزين أمس، أمام محكمة في سيمفيروبول بالقرم التي قد تأمر بوضعهم قيد الحبس الاحتياطي.

ومساء أمس الأول، نشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات من شريط مصوّر، يُظهر عمليات استجواب لعدد من البحارة الأوكرانيين المحتجزين. وبرز في هذه المقتطفات رجل قُدم على أنه قبطان وأكد خصوصاً أن تنقلات سفينته كانت «استفزازاً»، مكرراً رواية السلطات الروسية للأحداث.

ووصف قائد البحرية الأوكرانية ايغور فورونتشينكو هذه التصريحات بأنها «أكاذيب أعلن عنها تحت الضغط».

عقوبات أوروبية

وتواصلت، أمس ردود الفعل على الحادثة، إذ أعلنت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أمس بعد محادثات مع نظيرها الألماني هايكو ماس، أن الاتحاد سينظر الشهر المقبل في مسألة فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وأشار ماس من جهته إلى أن الحادث في بحر آزوف يثبت أن «ضمّ روسيا القرم كان مشكلة لأمن الجميع في أوروبا». ودعا موسكو إلى تحرير البحارة الأوكرانيين مجددا عرضه للقيام بوساطة بالتعاون مع فرنسا.

تنديد أميركي

ونددت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الأول، بتحركات روسيا «الخارجة عن القانون» التي تجعل «العلاقة الطبيعية» بين واشنطن وموسكو «مستحيلة»، داعية روسيا إلى الإفراج عن السفن الأوكرانية وطواقمها.

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليقاً على الحادثة: «لم يعجبنا ما حدث»، مضيفا: «نحن نعمل على هذا الموضوع مع الأوروبيين».

بدوره، أكد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو مجدداً دعم واشنطن للرئيس الاوكراني ولسيادة اوكرانيا ووحدة أراضيها، وذلك في اتصال هاتفي بينهما.

وذكرت الخارجية الاميركية أن بوروشينكو أكد «أهمية توحيد مواقف الدول الغربية في وجه الاعتداء الروسي».

وفي أنقرة، أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، عن رغبة بلاده في رؤية البحر الأسود منطقة سلام.

تركيا ترغب في رؤية البحر الأسود منطقة سلام إردوغان
back to top