فعاليات تشكيلية في القاهرة تحقِّق متعة بصرية
• «الغابة المظلمة» يرصد صراع الفرد والمجتمع و«فضاءات لونية» تغازل النيل والمرأة
شهدت القاهرة خلال الأيام الماضية فعاليات تشكيلية حققت في مجملها متعة بصرية للمتلقي، وناقشت موضوعات مهمة كصراع الإنسان داخل مجتمعه، وهو مضمون معرض «الغابة المظلمة» للفنانة مروة عادل، ونهر النيل والتقارب المصري السوداني للفنان السوداني راشد دياب في أول معرض له بالقاهرة بعنوان «فضاءات لونية».
افتتحت الفنانة التشكيلية الدكتورة مروة عادل معرضها الجديد بعنوان «الغابة المظلمة» في غاليري «مصر» بضاحية الزمالك بحضور لفيف من الفنانين، وسط إقبال جماهيري كبير من عشاق الفن التشكيلي.وقال مدير الغاليري الفنان محمد طلعت: «تستكشف مروة عادل في هذه اللوحات الصراع بين مفهوم الهوية الفردية والاجتماعية، فمع الضغط المستمر لقبولنا اجتماعياً نسعى إلى الحفاظ على صورتنا لتكون مقبولة مجتمعياً، لنشعر معها بتحققنا واندماجنا، ومع هذه الصورة تتلاشى حقيقتنا وهويتنا تدريجياً إلى أن نفقد ذاتنا كلياً، لتُحدد قوة هذا المجتمع الهجين وما يحويه من متناقضات وسيادة شكل ومفهوم الهوية الذاتية».
إبداع سوداني
في موازاة ذلك، احتفى غاليري «بيكاسو إيست» أخيراً، بافتتاح معرض الفنان التشكيلي السوداني الدكتور راشد دياب، بحضور السفير السوداني لدى مصر وأبناء الجالية السودانية بالقاهرة إلى جانب فنانين والجمهور المصري، ويستمر المعرض حتى 14 ديسمبر المقبل. وأكد السفير السوداني أهمية العلاقات بين مصر والسودان، واصفاً إياها بأنها علاقة تآخ وانصهار تام في التوجهات والرؤى، واعتبر الفن زاوية مهمة تعكس انسجام الفكر والثقافة بين البلدين الشقيقين، وقال إن الفنان راشد دياب موجود من خلال هذا المعرض بين إخوانه وإن مصر والسوادن نسيج واحد من الحضارة والثقافة.وعن معرضه قال راشد دياب: «تغيب المساحات وتلتقي بمعزل عن خبرة الفنان، وفي أحيان كثيرة يبحث عنها الفنان نفسه في فراغات جديدة، وفضاء واسع. فالعمل الفني عبارة عن حالة تحول من المعقول إلى المحسوس، حيث تكتسي هذه المساحات المقصودة بظلال تبريرية لمسعى الوفاق بين حالة ظهور الخيال وعمق الرؤية والشكل»، مضيفاً: «في أعمالي، خصوصاً في هذا المعرض أجد ما أبحث عنه بعد إشباع رغبتي في الرسم وفرحتي بالتلوين في المساحات، محققاً وجودي من خلال حالة البحث المتواصلة كمرجعية حتمية لوجودي في هذا العالم»، لافتاً إلى أن النيل والصحراء والمرأة هي موضوعاته الكبرى: «أحببت النيل بعطائه وعشقت الصحراء بعتمتها وبصمتها والمرأة لنبلها».«مراسم سيوة»... تعايش في عمق التراث
افتتحت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، معرض مراسم سيوة، في مركز الجزيرة للفنون بالقاهرة، بحضور عدد من قيادات وزارة الثقافة ولفيف من الفنانين والنقاد.«مراسم سيوة» تجربة فريدة تتبناها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، لتمنح فنانين مختارين الفرصة للتعايش مع بيئة نقية بكر ذات جمال أخاذ تتفجر بالحياة في عمق الصحراء الغربية، وتتيح لهم التعبير عنها في أشكال إبداعية مختلفة تجسد هذا التفاعل بين عبقرية المكان وعبق التاريخ وعمق التراث وثراء البيئة.قال قوميسير عام مراسم سيوة الفنان محمود المغربي، إن أهمية الدورة الخاصة لهذا العام تحت اسم «آفاق معاصرة»، تكمن في أنها اتبعت نظام الترشيح المباشر لفنانين، من أجيال ومدارس فنية مختلفة، كانت دائرة مشاركاتهم محلياً ودولياً أخيراً قائمة على اهتمامهم بثقافات وتراث الشعوب عموماً، والهوية المصرية خصوصاً.