أزيلوا تلك الوصمة من جبين الكويت
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
كان الكثيرون يتوقعون أن تسعى الحكومة لتعديل هذا الخلل التشريعي، بعد التحرير مباشرة، بمرسوم ضرورة، فلا يعقل أن البلد الذي أنصفه العالم ككل، وقاتل مئات آلاف الجنود من ديانات وأعراق مختلفة لتحريره، ينص قانون جنسيته على تمييز عقائدي مهين للإنسانية، خاصة أنه لا يوجد اليوم دولة تحتكر جنسيتها بمعتقد أو ديانة، سوى الكويت، ودولة أخرى تسعى لذلك، ولا أريد أن أقارنها ببلدي، لأنها دولة اغتصاب واحتلال وجرائم ضد الإنسانية.الجدل الفقهي الذي يثيره بعض نواب الإسلام السياسي وكتابهم وبعض ناشطيهم لا محل له في دولة دستورية مدنية، ومع ذلك لم تكن هناك على مر التاريخ الإسلامي دولة تنفى فيها المواطنة عن غير المسلم على أراضيها، ولذلك كانت الجزية، كما أن الخليفة عمر بن الخطاب أخرج اليهود والنصارى من المدينة المنورة ولم ينفِهم خارج الجزيرة العربية، وكان يسمح لهم بدخول المدينة للتجارة وخلافه.عموماً، إن إثارة الجدل والاختلاف حول هذا التعديل المستحق لقانون الجنسية لا يخدم سمعة الكويت، ولا يخدم المسلمين عموماً في جميع دول العالم، بعد الأحداث المخزية التي قام بها ما يسمى بـ "داعش" ومن قبله القاعدة، فنرجو من الجميع أن يتوقفوا عن هذا الأمر، لأنه حتى لو أزيل شرط الديانة (العنصري) من قانون الجنسية الكويتي فسيبقى الأمر سيادياً، وتحت سلطة الدولة وتقديرها، ولكنه سينقي صفحة الكويت المتميزة بعطائها وإنسانيتها من وصمة سلبية فادحة.