كييف تحذّر من حرب شاملة... وموسكو تنشر «400 S» بالقرم
• واشنطن تدعو أوروبا إلى فعل المزيد لدعم أوكرانيا
• بوتين: حادث كيرتش ضُخّم لأسباب انتخابية
لا يزال التوتر سيد الموقف بين روسيا وأوكرانيا، الذي بدأ منذ الأحد في أسوأ صراع قوة منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014. فبعد إعلان أوكرانيا فرض حال الطوارئ والأحكام العرفية، قررت موسكو نشر أنظمة صواريخ أرض جو جديدة من طراز «S 400»، في شبه جزيرة القرم قريباً.
وقّع الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، أمس، قانون الطوارئ الذي أقره البرلمان على خلفية التصعيد الأخير مع روسيا، والمفترض أن يُطبق لـ30 يوماً في 10 مناطق حدودية وساحلية مطلة على البحر الأسود وبحر آزوف.وأصدر بوروشينكو، الاثنين، مرسوما بفرض حال الطوارئ، وتأهب الجيش في أراضي أوكرانيا مدة 30 يوما.وجاءت مبادرة هذا المرسوم، بعد أن منعت سفن حربية روسية الأحد الماضي 3 سفن أوكرانية حربية من دخول مياه بحر آزوف عبر مضيق كيرتش، واحتجزتها مع بحارتها الـ 24.
وصرّح رئيس الوزراء الأوكراني، فولوديمير غرويسمان، في مستهلّ جلسة حكومية، أمس، «يجب أن نكون جميعاً مستعدين لصد عدوان من عدوتنا التي كانت - منذ وقت قليل فقط - جارتنا».وأمس الأول، برّر بوروشينكو قرار فرض حال الطوارئ، بأن بلاده معرضة لخطر «حرب شاملة» مع روسيا.وقال إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى حشد المعدات العسكرية الروسية بما فيها أرتال من الدبابات، قرب الحدود الأوكرانية. وأضاف أنه يتعين على كييف بعد حادث مضيق كيرتش «تمكين القوات المسلحة الأوكرانية من صد الهجوم البري الروسي واسع النطاق في حال وقوعه. يجب أن يفهم الجميع أنها ليست مزحة».وقال: «هدف قانون الطوارئ يتمثل بإثبات أن العدو سيدفع ثمنا غاليا كثيرا إذا قرر مهاجمتنا. وسيكون ذلك مفاجأة سيئة توقف المجانين الذين لديهم مشروع مهاجمة أوكرانيا».
«S 400»
وبعد تصريحات بوروشينكو، أعلن مدير المكتب الصحافي للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا فاديم أستافييف، أنه تقرر تشغيل فوج جديد من صواريخ «إس - 400 تريومف» في شبه الجزيرة القرم قبل نهاية العام الحالي. وأضاف: «ستحل البطاريات الجديدة في القريب محل المنظومات الصاروخية القديمة في إطار عملية إعادة تسليح الجيش الروسي».وفي السياق، أفادت «رويترز»، إن سفينة تابعة للبحرية الروسية، هي كاسحة الألغام «فايس-أدميرال زاخارين»، تحركت من البحر الأسود تجاه بحر آزوف أمس.وتزامن تحرك «فايس-أدميرال زاخارين»، مع تحليق طائرتي استطلاع من طراز «بوينغ بي 8 أي بوسيدون» و«RQ-4A Global Hawk»، تابعتين لقوات البحرية الأميركية، قرب أجواء مضيق كيرتش وشبه جزيرة القرم.ترامب
وفي واشنطن، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء اجتماع مقرر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين هذا الأسبوع بسبب أزمة أوكرانيا.وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست» ونشرتها على موقعها الإلكتروني أمس، قال ترامب إنه ينتظر «تقريرا كاملا» من فريقه للأمن القومي، مشيرا إلى أن نتائج ذلك التقرير ستحدد ما إذا كان سيلتقي بوتين أم لا.وأضاف: «ربما لا أعقد هذا الاجتماع، لا أحب ذلك العدوان، ولا أريد ذلك العدوان على الإطلاق».من ناحيتها، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أن الأمر يتعلق بـ «تصعيد خطير» في المواجهة بين موسكو وكييف، ويتعين على الأوروبيين أن يفعلوا «المزيد» لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.بوتين
تهديد ترامب، رد عليه الرئيس الروسي في منتدى مالي في موسكو أمس، قائلاً: «آمل أن أتمكن من التحدث مع ترامب في الأرجنتين، وأن نتمكن من بحث الحواجز التجارية. سلوك ترامب بشكل عام إيجابي».واعتبر بوتين أن «حادث مضيق كيرتش حدودي ضخّمته كييف قبل الانتخابات الرئاسية»، مضيفا أن «خفر السواحل الروس أدوا «واجبهم العسكري واتبعوا القانون باحتجاز السفن الأوكرانية في كيرتش». وأشار الى أن الغرب مستعد للصفح عن أخطاء ساسة أوكرانيا لأن ذلك يصب في مصلحة الرواية المعادية لروسيا والتي تروجها كييف.أما الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف، فأكد من ناحيته أن التحضيرات للقاء بين بوتين وترامب لا تزال جارية، وأن اللقاء متفق عليه، ولم يرد من واشنطن ما يفيد بغير ذلك، رافضاً في الوقت نفسه توصيف ترامب لتحركات القوات الروسية في مضيق كيرتش بـ «العدوان».الاتحاد و«ناتو»
وبينما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتفهم الأسباب التي دفعت أوكرانيا إلى اتخاذ قرار تطبيق قانون الأحكام العرفية، معتبرا أن «أوكرانيا كأي بلد لها حق سيادي في اتخاذ مثل هذا الإجراء»، طالبت دول «الأطلسي» روسيا مرة أخرى رسميا، بممارسة ضبط النفس. وأضافت في بيان نُشِرَ أمس الأول: «ليس هناك أي مبرر لروسيا لاستخدام العنف العسكري ضد سفن أوكرانية والأطقم البحرية على متنها، وندعو روسيا إلى إطلاق السفن المحتجزة والبحارة الأوكرانيين من دون إبطاء».في الوقت نفسه، أوضح البيان بشكل غير مباشر بأن أوكرانيا «لا يمكنها الاعتماد على دعم عسكري من الحلف في الصراع مع روسيا»، مشيرا إن «الحلف يقف إلى جانب أوكرانيا وسيواصل تقدم الدعم السياسي والعملي»، وقيد ذلك بأطر التعاون الراهنة، والتي لا تتضمن تقديم الدعم العسكري.وفي أنقرة، حضّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، نظيريه الروسي والأوكراني في مكالمتين منفصلتين على إيجاد حل للتوتر عبر الحوار والدبلوماسية.
الناتو: لا يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم عسكري من الحلف