تمسكت حركة «السترات الصفراء» الفرنسية بدعوتها إلى التظاهر السبت المقبل، غداة الخطاب الذي وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الشعب الفرنسي، أمس الأول، وتحدث فيه عن قضية رفع الضرائب على الوقود الأحفوري.

وقال إريك درويت، أحد ممثلي الحركة، إن «الفرنسيين لم يقتنعوا مطلقا بما أعلنه الرئيس ماكرون»، مضيفاً: «نريد أكثر من ذلك».

Ad

وفشل اجتماع دام ساعتين، مساء أمس الأول، بين وزير البيئة فرانسو دي روغي، والحركة التي تحتج على قانون تقترحه الحكومة لرفع الضرائب على الوقود الأحفوري، وكذلك على تراجع القدرة الشرائية للفرنسيين.

وذكر موقع «بي إف إم تي في» الفرنسي، أن اللقاء بين الطرفين لم ينجح في احتواء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أيام، مضيفا أن ممثلي «السترات الصفراء» عبروا عن استيائهم من فشل الاجتماع، كما أنهم «لم يقتنعوا بكلام الوزير».

وعقب خروجهم من الاجتماع، جدد أصحاب «السترات الصفراء» عزمهم تنظيم تظاهرة جديدة، بعد غد، في باريس، كما اعلنوا قبل ايام.

وتتخوف قوات الأمن من اندلاع مواجهات جديدة بين المتظاهرين والشرطة، على غرار ما حدث السبت الماضي، خصوصا في جادة الشانزليزيه في باريس.

وفي أول رد فعل رئيسي على الغضب الشعبي بشأن رفع الضرائب على الوقود أصر ماكرون، أمس الأول، على أنه أمر ضروري لمكافحة التلوث، وتعهد باتخاذ تدابير تهدئة لاسترضاء المحتجين على زيادة الضرائب على الوقود، لكنه تمسك بمواجة مظاهر العنف التي تخللت التظاهرات.

وفي حديثه إلى مجلس جديد شكل مؤخرا لقضايا المناخ، وعد الرئيس الفرنسي بعملية تشاور واسعة النطاق مع المحتجين وغيرهم من أصحاب المصلحة، على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، للسعى إلى إيجاد حلول واقعية قدر الإمكان.

وقال إن المشاورات يمكن أن تسفر عن تدابير مثل ربط الزيادة الضريبية المخطط لها بأسعار سوق النفط، بحيث لا يتعرض المواطنون لضربة شديدة بسبب الارتفاعات العالمية في أسعار النفط.

ولم تعد تصريحات ماكرون بأي تغيير فوري تجاه زيادات الضرائب، والتي يعتبر إلغاؤها مطلبا أساسيا لحركة «السترات الصفراء».

ومن المقرر أن يبدأ في يناير المقبل سريان زيادة ضريبة الوقود، وهي زيادة بنسبة 4 في المئة على البنزين و7 في المئة على الديزل. ومن المتوقع حدوث زيادات أخرى حتى عام 2022.

وشهدت البلاد 10 أيام من الاحتجاجات وقطع الطرق ضد ارتفاع الضرائب. وشارك متظاهرون يرتدون سترات السلامة الصفراء، في احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد على مدار يومين متتاليين، مع حدوث أعمال عنف وتخريب في وسط العاصمة، السبت الماضي.

وأظهرت استطلاعات للرأي دعماً عاماً واسع النطاق لحركة الاحتجاج، على عكس التظاهرات التي نظمتها النقابات العمالية، رفضاً لخطة ماكرون لإعادة هيكلة قطاع سكة الحديد المتهالك.

وتعتمد «السترات الصفراء» على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم الاحتجاجات والتعبئة لها، ولا تزال هيكليتها التنظيمية مجهولة لدى السلطات.