كعادته في كل عام، يضيء «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الثانية والستين على الفكر العربي من جوانبه كافة، وعلى هموم الثقافة والمثقفين، ويشمل نشاطات تدور في هذا الفلك مع ربط الماضي بالحاضر لبناء مستقبل أفضل.

Ad

تكريم شخصيات

يخصص «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» الاثنين 10 ديسمبر يوماً للمفكر والزعيم اللبناني كمال جنبلاط، يتضمن: لقاء مع طلاب المدارس حول فيلم «كمال جنبلاط الشاهد والشهادة»، وقراءات شعرية من ديوان «فرح» مع الفنان جهاد الأطرش، وتوقيع كتب عن المعلم كمال جنبلاط، وندوة بعنوان «كمال جنبلاط والكتاب».

من أبرز فعاليات المعرض ايضاً مشاركة أدونيس في محاضرة بعنوان «هذا هو اسمي أدونيس» يلقيها أدونيس، ولقاء ثقافي في الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر محمود درويش بعنوان «أنا الموقع أدناه... محمود درويش».

كذلك يحتضن المعرض لقاء مع الروائي ابراهيم نصر الله حول أعماله الروائية، وندوة بعنوان «الطيب صالح في عيون الأجيال»، وتكريم الوزير السابق أ. جورج قرم، وتكريم الشاعر والأديب ناجي بيضون، ولقاء وفاء وتقدير للراحل الأب د. جورج مسوح...

أمسيات شعرية

تتخلل المعرض أمسيات شعرية وفنية من بينها: أمسية فنية مع الفنان عباس قعصماني، وأمسية شعرية للشعراء الشباب، وأمسية شعرية يشارك فيها شعراء عرب، وأمسية زجلية تنظمها وزارة الثقافة في لبنان بعنوان «تراث المعاني».

محاضرات وندوات

تتنوع المحاضرات والندوات في المعرض بين مواضيع اجتماعية وسياسية ومناقشة كتب من أبرزها: التوعية من جرائم المعلوماتية، الشفافية والمواطنية، مقاربة عربية لحل النزاعات، الوساطة والنهوض وتسوية الصراعات السياسية، أولادنا والمسؤولية ثروة مستدامة للأهل والوطن، حركة النشر والكتاب والمكتبات في إيران المعاصرة، تاريخ الموسوعات والمعاجم في إيران، الواقع الإنساني والاجتماعي في فلسطين، آفاق الربيع العربي، الجزائر بين ثورة نوفمبر وتموز الحرية.

أما أبرز الندوات حول الكتب فتشمل: «خلف أسوار مصرف لبنان نائب الحاكم يتذكر (1990-1993)»، و«دهاء شبكات التواصل الاجتماعية وخبايا الذكاء الاصطناعي» للدكتور غسان مراد، و«ما هو المثقف» للدكتور نزار دندش، و«سير عشر جامعات حكومية»، وتاريخ أوكرانيا مترجماً إلى العربية، وغيرها...

دور النشر المشاركة

إلى جانب دور النشر اللبنانية والمؤسسات والجامعات، فضلا عن وزارة الثقافة اللبنانية والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت والمنظمة العربية للترجمة، ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان واتحاد الناشرين العرب، تشارك في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الثانية والستين دور نشر عربية من: الكويت، والجزائر، والعراق، والقاهرة، وسورية، وإيران، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والأردن، والشارقة، وفلسطين.

كذلك تشارك دول عربية من بينها: الكويت، وسلطنة عُمان، وفلسطين، والسودان، ومصر، وإيران، فضلا عن سفارة أوكرانيا في لبنان.

الكتاب رمز الثقافة

في بيان له حول المعرض اعتبر النادي الثقافي العربي «أن هذا المعرض تميّز بالثبات والأمان والثقة، رغم ما يحيط بنا وببلدنا من ظروف قاسية ومقلقة، ما يعوق حركة الثقافة عموماً وحركة النشر خصوصاً، وحركة الكتاب وصناعته وتداوله نشراً وتسويقاً».

أضاف: «الآمال معقودة على هذا المعرض ونأمل بأن يعوّض الناشرون اللبنانيون وأشقاؤهم العرب في هذا المعرض، ولو جزئياً عما عانوه ويعانونه من مصاعب ومعوقات في أماكن أخرى مضطربة. نحن نعمل منذ عقود في خدمة الثقافة ورمزها وعنوانها الكتاب».

المعرض الأول للكتاب العربي

في كتاب «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب خمسون عاماً» كتب عمر فاضل رئيس النادي الثقافي العربي حول نشأة المعرض:

أقيم المعرض الأول للكتاب العربي في الثالث والعشرين من مارس من العام 1956، في قاعة وست هول في الجامعة الأميركية في بيروت واستمر لثلاثة أيام. وكان الهدف الأساسي لقيام هذا المعرض تعريف الزوار والوافدين إليه إلى القيّم من المنشورات العربية في مختلف فروع المعرفة. وتمّ المعرض تحت إشراف لجنة مختصة من أعضاء النادي دعيت لجنة المعرض. وكان العمل يتمّ بشكل تطوّعي، وكل هذا النشاط محكوم بالرغبة في تحقيق أهداف النادي وهي تقريب المعرفة والثقافة إلى الجمهور العربي، وصولاً إلى دفع هذا النشاط باتجاه تعزيز الثقافة ورفع الشان الثقافي العام. كانت النتائج التي حققها المعرض الأول هذا دافعاً لأعضاء النادي للمضي قدماً في إقامة هذا المعرض سنوياً وبصورة دائمة، ليغدو مع الزمن، أحد الركائز والمعالم الثقافية لمدينة بيروت.

ومن هذا المنطلق أقيمت المعارض في السنوات التالية في قاعة الوست هول ذاتها، الأمر الذي جعل المعرض يكتسي أهمية قصوى لدى المثقفين والمهتمين والرأي العام أيضاً، فتكاثرت طلبات الاشتراك من دور النشر العربية واللبنانية والدولية، ومن الدول ودور الصحف اللبنانية، حتى لم تعد قاعة الوست هول بقادرة على استيعاب هذا الكمّ من دور النشر، فانتقل المعرض إلى قصر اليونسكو...