الإنسان طلال الفهد
قال تعالى: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ".ما أكتبه في هذا المقال ليس له علاقة بالرياضة ولا بتبعاتها، فرأيي فيها قد سبق أن أبديته في أكثر من مقال، لذلك ما سأكتبه يدخل من الجانب الإنساني بعد متابعتي لبعض المقاطع التي يبثها "بو مشعل" لمحبيه ومتابعيه عن حالته المرضية، شفاه الله وشفى سائر المسلمين من كل مرض وسقم.قد يكون وقع خبر اكتشاف مرض السرطان، عافانا الله وإياكم منه، من أكثر الأخبار وقعاً على النفس لخطورة هذا المرض، لذلك لن يكون سهلاً على أي مريض أن يشرح حالته إلا أن يكون مؤمناً ومحتسباً وصابراً بقضاء الله وقدره، وهنا أود أن أسجل إعجابي لكل مريض يواجه المرض دون أن ينكسر من الداخل.
الشيخ طلال، وهو يبث مقاطع حالته الصحية لمحبيه يسطر أروع الأمثلة للمصابين بمرض السرطان، فموقفه ينمّ عن بطولة وفروسية قلما تجدها عند أحد، كما أنه أصبح في نظر الكثيرين قدوة وإلهاماً للكثير من المصابين بهذا المرض، فمع كل إطلالة له وبالرغم من حالته المرضية فإن نفسه المملوءة بالتفاؤل تبعث الأمل في نفوس المصابين بأن العلاج من هذا المرض، بمشيئة الله، ممكنة.دعاء طلال "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني ويشفي جميع مرضى المسلمين"، كلما أسمع هذا لا أعرف ما الذي يصيبني، فهو يذكرني بوالدتي الغالية رحمة الله عليها، وهي محتسبة صابرة، لم تستسلم للمرض طرفة عين، فقد كانت تتعالى على آلامها واضعة كل ثقتها بالله، عز وجل، تدعو لمن يعاني هذا المرض، كما يدعو "بو مشعل" لمعرفتها بحجم الألم.نسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يعجل في شفائهم، ويلبسهم ثوب الصحة والعافية، وأن يرحمهم برحمته الواسعة فهو القادر على كل شيءٍ.قبل الختام قررت أخذ إجازة من الكتابة لبعض الوقت بهدف التفرغ لبعض المهام ومراقبة الأحداث كمتفرج، رغم سخونة الساحة على المستوى المحلي والإقليمي، فالأيام حبلى بالكثير من المفاجآت، مع إعطاء نفسي بعض الراحة للاستمتاع بأجواء المطر والربيع المنتظر، سائلاً المولى، عز وجل، أن تنعم الكويت والمنطقة بالسلام، وأن يدرك العقلاء أهميته، وأن يدرك العقلاء حقيقة الأخطار التي تواجه المنطقة، وأن يوحدوا جهدهم أمام الكيان الإسرائيلي الذي يعيش أجمل أوقاته بعد الربيع العربي والحروب بالوكالة، وهو يتفرج علينا ويتغطرس في ظلم إخواننا الفلسطينيين.ودمتم سالمين.