الكويت والاستثناء الثقافي «جائزة سالم العلي للمعلوماتية»
الاستثناء الثقافي الذي أقصده، ليس ذلك المصطلح الذي أطلقه الفرنسيون لحماية أنفسهم من الغزو الثقافي (الأميركي على وجه التحديد)، فالاستثناء الثقافي الذي أعنيه هنا هو هذا الاستثناء المستند إلى أن المعرفة ملكٌ للجميع لا حكرٌ على إحدى الأمم أو الشعوب أو الحضارات. وحتى لا يكون حديثي بالنسبة إلى قارئ المقال تنظيرا مجردا، أنتقل معه لأيام قليلة مضت حيث تشريف سمو الأمير صباح الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، لحفل الفائزين بجائزة سالم العلي للمعلوماتية، هذه الجائزة التي حققت ومنذ انطلاقها نجاحات عدة، أعتبر أهمها يتمثل بقدرتها على استقطاب خبرات المخترعين الرقميين والمساهمة في الصناعة الرقمية بما حقق للكويت حضوراً إقليمياً ودولياً في هذا المجال، لا سيما أن الكويت تنطلق بجهود حثيثة نحو مشروعها (الأمل) المتمثل في رؤية 2035.
في الوقت نفسه، ما أريد قوله أيضاً أنه لا يجوز أن يقتصر عملنا كمثقفين على تحديد الوضع فقط، إنما على إدراك إمكانات التدخل الفعال نحو الوطن ومؤسساته، فوجود مؤسسات مثل مؤسسة سالم العلي للمعلوماتية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي تضع المشككين والمقزمين والمستغلين لبعض الأزمات ومرددي مفردات "ما لي أسمع جعجعةً ولا أرى طحناً" و"تحدث ولم يعالج" أمام حقائق واقعية ملموسة لا يمكن إنكارها، حقائق تؤكد أن الكويت "تتحدث وتعالج"، "الكويت تعمل وتبني"، "الكويت تمتلك روح الأمل والمنافسه بقياداتها وأبنائها ومؤسساتها"، مؤسساتها العلمية والثقافية والأدبية التي أضحى كثيراً منها استثناء، استثناء نستطيع من خلاله المواكبة الحضارية والتكنولوجية، وأن ننطلق نحو المساهمة الفاعلة؛ في مجال المعلوماتية والوسائط والاتصالات ومجتمع المعلومات والمعرفة عموماً، ويظل الأهم في النهاية هو كيفية الاستفادة من تلك المؤسسات ونتاجها. فهنيئا للفائزين المتخصصين والمهتمين بعالم التقانة الاتصالية الذين يجمعهم كما تقول الشيخة عايدة سالم العلي حب الابتكار ومتعة الإنجاز، وشكراً سمو الأمير قائد المسيرة وباني نهضة الكويت الحديثة، وشكراً سمو ولي العهد الأمين، وشكراً سمو الشيخ سالم العلي الصباح.