هجوم روسيا الأخير على الأوكرانيين تحذير للغرب
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
لكن روسيا تمر أيضاً بمرحلة مثيرة للاهتمام في سياستها المحلية. تأتي هذه المغامرة العسكرية الصغيرة في أعقاب تظاهرات واسعة ضد التغييرات في قانون التقاعد الروسي ترافقت مع استياء شعبي كبير من جراء التباطؤ الاقتصادي. مع انتشار أخبار ما وُصف بالتأكيد بالاستفزاز الأوكراني في روسيا، أشار الناشط المعارض الأبرز في هذا البلد ألكسي نافالني في الحال إلى أن استطلاعات الرأي عكست تراجعاً في شعبية بوتين، وكتب ساخراً أن علينا توقع سماع المزيد على شاشات التلفزيون عن "جيش كييف العدائي المدعوم من الصقور في واشنطن". علاوة على ذلك، قد يكون التوقيت مرتبطاً بالسياسات الدولية. بدأت اليوم بريطانيا، التي كانت إحدى الدول الأكثر تشدداً بشأن العقوبات المفروضة على روسيا، تستدير إلى الداخل استعداداً لمعركة ضخمة بسبب انسحابها من الاتحاد الأوروبي، لذلك تبدو لندن أكثر انشغالاً من أن تقلق حيال أوكرانيا. في المقابل، تبدو إدارة ترامب، منقسمة، ومتلهية، ومنهمكة بالاستعداد لمواجهة الديمقراطيين في أكثرية مجلس النواب المقبلة، الذين سيحرصون من بين مسائل عدة على التحقيق في روابط هذه الإدارة السابقة مع روسيا. أصدر الاتحاد الأوروبي، وكندا، وحتى بولندا بيانات رسمية تدين أعمال روسيا قبل وقت طويل من سماع أي تصريح من الولايات المتحدة، فحتى مساء يوم الاثنين بتوقيت كييف، ما كنا شهدنا أي رد فعل من وزارة الخارجية الأميركية بشأن هذه الأحداث في مضيق كيرتش. كذلك جاءت إدانة سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي "لأعمال روسيا الخارجة عن القانون" بعد ساعات عدة من التصريحات الأخرى.مهما كانت الدوافع الأخرى وراء هذا الهجوم المنظَّم، فلا شك أن هذه السلبية هي ما تعوّل عليه روسيا. كان هذا أسلوب العمل الذي اتبعته سابقاً: لنتخذ بضع خطوات إلى الأمام وننتظر رد الفعل، وإذا لم نشهد أي رد فعل، نمضي قدماً، وإذا ظل رد الفعل غائباً، ننتظر إلى أن تخبوا المشاعر ونواصل التقدم بعد ذلك. قد تنتهي هذه الحادثة عند هذا الحد أو قد تؤدي إلى تصعيد إضافي، ولكن من الضروري اعتبارها تحذيراً: إذا لم نعتمد استراتيجية أشمل لإنهاء هذه الحرب، فسيكون هذا النمط الذي سنواجهه خلال السنوات المقبلة.* آن أبلبوم*«واشنطن بوست»