تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبحضور وزير التجارة والصناعة خالد الروضان، وأكثر من 450 ممثلا عن الجهات الحكومية وعالم الأعمال، اختتمت مؤسسة إنجاز العرب، المكتب الإقليمي لمؤسسة جونيور أشيفمنت العالمية، بنجاح فعاليات النسخة 12 من "مسابقة إنجاز العرب للشباب رائدي الأعمال" السنوية في الكويت بحفل توزيع الجوائز على الطلبة الفائزين بالمسابقة، بناء على ما حققته شركاتهم من نتائج وإنجازات مميزة، وذلك يوم أمس الأول في فندق جميرا المسيلة.وبهذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة بنك الخليج عمر الغانم، إن برنامج "إنجاز" يأتي من خلال التنافس الشريف بين ملايين الطلبة على مستوى الدول العربية، مؤكداً أنه يعد برنامجا مختلفا في كل النواحي، إذ إن المتميزين والمبدعين يتجمعون من كل الدول لتقديم فكرة أو عمل مميز.
وأضاف الغانم أن المحاولات الجادة والعمل الطموح هما ما يميز المشاركين والمبدعين في "إنجاز العرب"، ولا يعد ارتكاب الأخطاء خلال العمل المتميز نهاية المطاف، لكن المحاولة والإصرار للوصول إلى الهدف المنشود قد تبدو بداية انطلاق جديد لطريق مميز.وذكر أن "كلا منا لديه المحاولة والتجربة الحقيقية ليكون مبدعا ومتميزا من خلال العمل اليومي الذي يقوم به، سواء كان ذلك العمل في المبيعات أو عبر التعامل مع العملاء، أو من خلال إظهار المسؤولية أمام الوالدين للقيام به على الوجه المطلوب في أسلوب الأداء وتحقيق النجاح المطلوب".وأكد أنه "لا يهم من أين أنت، لكن العمل الجيد يحتاج إلى المحاولة والمثابرة والإصرار"، مشيرا الى أن المبادرين يمثلون أصولا عظيمة للمجتمع، وهم يتمتعون بمهارات مميزة، لاسيما أن لديهم فضول التساؤل والبحث عن المعرفة وحل المشاكل، وهي مهارات باتت تمثل اليوم مطلبا مهما لتقديم كفاءات إلى سوق العمل.
تجربة عملية
من جانبه، عاد الوزير الروضان بالذاكرة إلى 12 عاما مضت، ليثبت من واقع تجربته العملية، موضحا أنه "كان آنذاك متطوعا مشغوفا باحثا في إنجاز، واليوم يقف أمامكم وزيرا للتجارة والصناعة، فماذا حصل بين ذاك اليوم وهذا اليوم؟". وأوضح الروضان أنه "بعزم الشباب المدفوع بالطموح، أسست شركتي الخاصة سنة ٢٠٠٤، وخلالها تعرفت على إنجاز، فكنت من أول المتطوعين الخمسة، إذ دعتنا إنجاز إلى التدرب على العرض وتقديم البرامج للطلبة بشكل تشاركي ومحفز، وخلال هذا التدريب قام المدرب بتنظيم منافسة بيننا كمتطوعين لإنتاج منتج مبتكر، ومازالت السعادة تغمرني حين أتذكر الشعور بالتنافس بيننا، فالطريق إلى الابتكار بحلاوة النجاح".وأشار إلى أنه كان يترك عمله أسبوعيا مدة ساعتين للعمل متطوعا مع "إنجاز" ولتدريب الطلبة في المدارس على مهارات الريادة والقيادة والنجاح في عالم الأعمال.وعن الدروس المستفادة من "إنجاز"، أوضح الروضان أنه "ليس للفشل مكان في حياة الإنسان، لأن أي فشل هو فرصة للتعلم والتطور، فلا تخف من أن تبادر بإنشاء عملك الخاص، ولا تخف من الفشل، لأنك إذا فشلت فستتعلم لتصبح أكثر مهارة في المستقبل، فتحيّة إلى إنجاز الكويت وفريق العمل، ولإنجاز العرب وكل الممولين والداعمين".وأضاف أن "النجاح يأتي نتيجة أخذ المبادرة والتصميم والمثابرة من أجل خلق مشروع جديد، ولن يأتي إلا من خلال جهد، فلا نلقي باللوم والتقصير على الحظ أو الدعم الحكومي أو على الأهل من أجل تحقيق النجاح، لكن على أنفسكم وجاهزيتكم للمبادرة والابتكار والجهد. فتحيّة لكل الشباب الحاضر اليوم، وأهنئكم لأنكم ربحتم مسابقة إنجاز العرب في بلدانكم، فأنتم نموذج للشباب العربي الطامحين والمبادرين والناجحين". وبيّن أن "التطوع من أقصر الطرق وأفضلها لتعلّم مهارات الحياة، ومن أجمل وأرقى سبل خدمة الوطن، ولأن في التطوع شعورا لا يوصف عندما نساعد بعضنا البعض ككويتيين وعرب وبشر في المطلق، عندما أرى طلبة دربتهم في إنجاز يديرون الآن أنجح الشركات في الكويت، حقيقة شعوري لا يوصف، أفتخر بهم وبالكويت، وأفتخر بأنني كنت مساهما في نجاحهم، فتحية للمتطوعين الذين رافقوكم خلال البرنامج". وأشار إلى أن "الريادة شغف، فأن أكون رائداً يعني أن أكون جاهزا للمجازفة والمبادرة والابتكار، وأن أكون متحمسا لفكرة أو لمشروع أو لحلم، كوزير اليوم لم تنته رحلتي الريادية، فأنا أعمل على أن أَدخل فِكرة الريادة إلى العمل السياسي وفي الشأن العام، من خلال المبادرة بإطلاق مشاريع ريادية ومبتكرة، مثل الـرخص المتناهية الصغر، والعربات المتنقلة، وميكنة تسجيل الشركات في مركز الكويت للأعمال، وغيرها، بهدف أن تصبح الكويت من أفضل الدول في العالم وفق تقرير البنك الدولي".ودعا شباب الكويت وشباب العالم العربي، للإيمان بأنفسهم وبدولهم والتعاون فيما بينهم من أجل ترسيخ الفكر الريادي وأخذ المبادرة والعمل التعاوني، مؤكداً أن "الكويت جاهزة لاحتضان أفكاركم ودعمها بكل الوسائل الممكنة، وأعدكم بأنني لن أوفر جهدا في سبيل ذلك، وكما كنت متطوعا في إنجاز، سأبقى متطوعا لخدمة نجاحكم ونجاح الشباب الكويتيين والعرب".مواهب إبداعية
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز العرب، عاكف عقرباوي، أن مسابقة إنجاز العرب شهدت عرضا استثنائيا للأفكار المبتكرة والمواهب الإبداعية ومهارات تنظيم المشاريع خلال منافسات هذا العام، مؤكداً أن"الجوائز والتكريم بمنزلة شهادة على العمل الجاد والتفاني الذي أبداه طلابنا وأعضاء عائلة مؤسسة إنجاز. ومع عام آخر ناجح، نستهدف مواصلة جهودنا لإرساء معايير نحو رسالتنا المتمثلة في تمكين الشباب العربي وتعزيز نظام بيئي مستدام للمبادرات المستدامة في المنطقة العربية".دور متميز
من جهتها، أوضحت رئيسة مجلس إدارة "إنجاز قطر" عضوة مجلس إدارة "إنجاز العرب"، الشيخة هنادي آل ثاني، أن مشروع إنجاز استطاع الوصول إلى نحو ٣.٣ ملايين طالب في الوطن العربي بالتعاون مع المتطوعين والشركات، وبمساعدة وزارات التربية والتعليم، مشيدة بالدور المميز الذي يلعبه هذا المشروع في صقل مهارات الطلبة.ولفتت آل ثاني إلى أن المشروع يطمح إلى أن يصل لنحو مليون طالب سنويا، متقدمة بالشكر الجزيل لدولة الكويت على استضافتها للشباب العرب المثابرين.11 دولة
وشهدت المسابقة تنافس 80 طالبا من 11 دولة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفوز بالجوائز في 12 فئة، وخلال الحفل تم إعلان الفرق الفائزة، والتي أسفرت عن حصد شركة "ناوا" من "إنجاز عمان" وشركة كونتريف من إنجاز البحرين جائزة "أفضل شركة طلابية لعام 2018"، في حين حصدت شركة تاوين من إنجاز البحرين وشركة ري- أل من إنجاز الكويت جائزة "أفضل منتج"، وشركة د. ليدا من إنجاز لبنان وشركة إنسيباير من إنجاز فلسطين جائزة "أفضل شركة ذات أثر اجتماعي"، وشركة د. ليدا من إنجاز لبنان وشركة ري-أل من إنجاز الكويت جائزة "مؤسسة سيتي للعملاء"، وشركة نبتة من إنجاز عمان جائزة "فيديكس أكسس أوورد" وشركة د. ليدا من إنجاز لبنان جائزة "MBC الأمل"، وشركة ستابميد من إنجاز تونس جائزة "تحدي بوينغ للأعمال"، وشركة تاما رن من إنجاز قطر وشركة سمارت باركينغ من إنجاز الإمارات جائزة "مؤسسة ميتلايف للابتكار".لجنة التحكيم
وضمت لجنة تحكيم المسابقة ممثلين عن شركات "غوغل" و"هوني ويل" و"إنفستكورب" و"MBC غروب" و"بنك الخليج" و"متلايف" و"فيديكس" و"سيتي الكويت" و"بوينغ" و"مكينزي" و"شنايدلر الكتريك".شراكة استراتيجية
يشار إلى أن النسخة 12 من "مسابقة إنجاز العرب للشباب رائدي الأعمال" السنوية قد نظمت وفق شراكة استراتيجية مع شركة صناعات الغانم وعدد من كبريات الشركات والمؤسسات المحلية، مثل "بنك الخليج" و"زين"، وبدعم سخي من الشركاء المحليين "لوياك" و"ناس" و"الخطوط الجوية الكويتية" و"مجموعة كوت الغذائية" و"حديقة الشهيد" و"شركة علي عبدالوهاب وأولاده" و"فندق جميرا" و"أرامكس". كما ساهم في رعاية المسابقة شركات إقليمية وعالمية رائدة منها "مؤسسة سيتي" و"مؤسسة متلايف" و"فيديكس" و"MBC الأمل" و"بوينغ العالمية".