انتهت الجولة العاشرة من منافسات دوري ڤيڤا للدرجة الممتازة لكرة القدم، وخرج الكويت وكاظمة فقط من هذه الجولة بمكاسب عديدة، أهمها استمرار الأبيض على القمة منفردا، ومواصلة انتصاراته عبر "التضامن"، بينما حقق البرتقالي فوزاً مهماً على الجهراء صعد به للمركز الثالث في جدول الترتيب للمرة الأولى في الموسم الحالي.

وفيما عدا الكويت وكاظمة، خرجت الأندية الثمانية خاسرة من هذه الجولة، والخسارة بالطبع متفاوتة بين فريق وآخر، وربما المكسب الوحيد لها هو بقاء الحال على ما هو عليه في جدول الترتيب إلا قليلا!

Ad

تعادل عادل

بالطبع، تابعت الجماهير الكويتية عن بكرة أبيها المباراة الممتعة التي جمعت القادسية والعربي في ديربي الكرة، الأصفر كان يريد الفوز ولعب مهاجما وتحلى لاعبوه بروح قتالية، دفعتهم للهجوم دون هوادة وكانوا قريبين بالفعل من تحقيق أهدافهم، غير أن مارين واصل أخطاءه ومنها على سبيل المثال الدفع بأحمد الرياحي غير الجاهز فنيا وبدنيا.

أما العربي، فاعتمد مدربه السوري حسام السيد على تكتيك دفاع المنطقة وهو أشبه بالدفاع المتبع في كرة اليد، مع شن هجمات مرتدة شكلت خطورة على مرمى الحارس خالد الرشيدي، لكن يبقى الحارس سليمان عبدالغفور هو رجل المباراة الأول وربما الأوحد والذي حال دون خسارة الأخضر بالتصدي لتسديدات خرافية آخرها في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.

الأبيض لا يتوقف

الأبيض لا يتوقف، هذا هو حال الكويت في الموسم الجاري، فالفريق لا يعرف إلا لغة الانتصارات ولعل أهم ما يميزه هو الاعتماد في الهجوم على الأطراف وكذلك العمق، لذلك يصعب على المنافسين إيقاف لاعبيه بطرق مشروعة، لكن تبقى الأخطاء الدفاعية والتي قد ترجع إلى الغرور أحيانا بلا حلول عملية وواقعية.

من جهته، قدم التضامن مستوى لا بأس به قياسا إلى قوة المنافس، الفريق هز شباك حميد القلاف، وكان قادراً على إحراز أكثر من هدف، لكن تبقى خسارته أمام الأبيض متوقعة.

البرتقالي يعود

يبدو أن مدرب كاظمة البرتغالي توني اوليفيرا تعلم من أين تؤكل الكتف، الفريق لم يقدم المستوى المأمول أمام الجهراء، لكنه حقق الأهم وهو الفوز في الدقائق العشر الأخيرة، تغييرات المدرب حسمت النقاط الثلاث، فالبرازيلي فاندرلي اقتنص هدف الفوز في الدقائق الأخيرة بعد نزوله مباشرة.

أما الجهراء فمستواه ارتفع بشكل ملحوظ مع مدربه الوطني أحمد عبدالكريم والقادم سيكون أفضل، وما يؤخذ على الفريق فقط في مواجهة البرتقالي هو حال اللاتركيز في الدقائق الأخيرة والذي ذهب بالفوز أدراج الرياح.

ربما لم يرض التعادل فريقي النصر والفحيحيل، لكن هناك مكاسب بالجملة حققها الفريقان، فالعنابي قدم واحدة من أفضل مبارياته وهاجم بشراسة وادرك التعادل في الوقت المحتسب بدلا من الضائع في الشوط الثاني، وهجومه جاء بأكثر من طريقة سواء من لعبات ثابتة او متحركة، ليستعيد الكثير من مستواه وروحه القتالية.

في المقابل، اقتنص الفحيحيل نقطة ثمينة، كادت تصبح ثلاثا، غير أن التعادل أفضل من الخسارة، خصوصا أن الفريق خرج فائزا بأربعة لاعبين من أصحاب الأعمار السنية الصغيرة، وهم خالد الفضلي وأحمد النصر وسعد العازمي وفواز العجمي.

تعادل غريب

فقد السالمية نقطتين ثمينتين بشكل غريب للغاية مما يثير حوله العديد من علامات الاستفهام، خصوصا بعد تقدمه على الشباب بهدفين من دون رد، المباراة علامة فارقة، فإما أن يتدهور حال الفريق أو يعود بشكل أقوى، ومجلس الإدارة فقط هو الذي سيحدد مستقبل الفريق.

يحسب للشباب استعادة الروح وإحراز هدفين اقتنص بهما نقطة ثمينة وتعادلاً بطعم الفوز، كما يحسب له عدم الاستسلام للخسارة بهدفين، والقتال حتى الدقيقة الأخيرة لتلافي الهزيمة، وقد تحقق له ما أراد.

الحكام في الميزان

تعد الجولة العاشرة هي الأفضل على الإطلاق تحكيميا، حيث لم تلعب قرارات الحكام الخاطئة دورا في نتائج المباريات، على غرار ما حدث بالجولات الماضية.

• عبدالله جمالي: أدار مباراة القادسية والعربي بكفاءة يُحسد عليها، وما ساعده على الخروج بالمباراة إلى برِّ الأمان مساعده الثاني سعود السمحان، الذي أشار إلى استمرار اللعبة التي شهدت هدف التعادل لـ"الأصفر"، حيث أكدت الإعادة التلفزيونية صحة قراره، وعدم جود تسلل على عبدالله ماوي.

• سعد الفضلي: حالفه التوفيق بشكل لافت، وكان على حق حينما طرد لاعب التضامن سلطان خلف، الموجود على مقاعد البدلاء، بعد تلفظه على طاقم الحكام.

• أما الحكام عبدالله الكندري (السالمية والشباب)، وهاشم الرفاعي (الفحيحيل والنصر)، ويوسف نصار (كاظمة والجهراء)، فقد نجحوا تماما، وحالفهم التوفيق، حتى القرارات الخاطئة لم تكن مؤثرة على الإطلاق.

رسائل قصيرة

• حارس العربي سليمان عبدالغفور: أنت الحارس رقم 1 في الكويت دون جدال... تمتلك الروح والموهبة، وتعد امتدادا شرعيا للحراس العمالقة... تألقك اللافت للنظر أمام القادسية كان متوقعا... الحفاظ على مستواك مهمة ليست سهلة.

• حارس الكويت حميد القلاف: لا يختلف أحد على أنك أحد الحراس الكبار... لكن أخطاءك متكررة... لقطة تمرير الكرة بالخطأ إلى مهاجم التضامن مشعل حميد تؤكد أنك تشغل نفسك بأمور بعيدة عن الكرة.

• حارس التضامن شهاب كنكوني: رغم اهتزاز شباكك بخمسة أهداف من لاعبي الكويت فإنك تألقت وأنقذت مرماك من 5 أهداف محققة.

• حارس الفحيحيل خالد الفضلي: ظهورك بهذا المستوى في المباراة الأولى لك وأنت من مواليد 1997 يؤكد أن مستقبلك سيكون كبيرا في حالة الاستمرار بالتدريبات الجادة والعمل على الارتقاء بمستواك بشكل مستمر.

• لاعب القادسية عبدالله ماوي: يوما بعد آخر تؤكد أنك لاعب من العيار الثقيل، تمريرتك التي أحرز منها اكسيا مايي هدف التعادل أهم من الهدف.

• محترفا الكويت التونسيان صابر خليفة وحمزة لحمر: أنتما مكسب كبير للأبيض، يؤكد أن مسؤوليه يجيدون التعاقد مع المحترفين الأكفاء.

• محترف كاظمة البرازيلي فاندرلي: مستواك رائع، لكن وجودك على مقاعد البدلاء يؤكد أن هناك شيئا ما خطأ، إما منك أو من الجهاز الفني.

أرقام

• شهدت الجولة العاشرة إحراز الأندية 17 هدفاً بمعدل تهديفي 3.4 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل جيد.

• انتهت مباراتان بالفوز، في حين انتهت 3 مباريات بالتعادل، وهذه الجولة هي الأكثر تعادلاً حتى الآن.

• حالة طرد واحدة شهدتها الجولة كانت من نصيب لاعب التضامن سلطان خلف... الطريف أن اللاعب كان في التشكيل الاحتياطي لفريقه.

• الكويت هو الفريق الأكثر فوزاً (8 مباريات)، والأقوى هجوماً (34 هدفاً)، وصاحب الدفاع الصلد (اهتزت شباكه بـ 7 أهداف فقط)، كما أن رصيده من الهزائم مازال خالياً على عروشه.

• مازال الفحيحيل والجهراء بلا انتصارات، ويعد الشباب صاحب الدفاع الأضعف (اهتزت شباكه بـ 27 هدفاً)، في حين يعد هجوم التضامن الأقل فاعلية (7 أهداف) والجهراء الأكثر خسارة (8 مباريات).

• يتربع على قمة الهدافين مهاجم العربي حسين الموسوي برصيد 10 أهداف، ويتقاسم محترف السالمية البرازيلي باتريك فابيانو ومحترف الكويت التونسي صابر خليفة المركز الثاني، ولكل منهما 10 أهداف، ويأتي محترف الكويت الإيفواري جمعة سعيد في المركز الثالث وله 7 أهداف، ويتبعه زميله فيصل زايد في المركز الرابع وله 4 أهداف.

لقطات

• عقد رئيس مجلس إدارة النادي العربي جمال الكاظمي اجتماعا مع اللاعبين عقب انتهاء الديربي اشاد خلاله بروحهم القتالية، وقرر صرف مكافآت لهم دون الافصاح عن قيمتها.

•حالة من عدم الرضى سيطرت على الجهازين الفني والإداري لنادي القادسية بعد الديربي سببها التعادل، حيث كان هناك اجماع على أن الفريق كان يستحق تحقيق الفوز لولا اهدار الفرص تباعا.

• فرضت الانتخابات نفسها بقوة على منافسات الجولة العاشرة، حيث حرص عدد كبير من المرشحين الجدد على التواجد في الملاعب، مع تواجد مجالس الإدارات الحالية أيضا للسبب ذاته.

• انتابت الأندية حالة من الرضى عن الحكام في هذه الجولة، باستثناء الجهاز الإداري للعربي الذي انتقد الحكم عبدالله جمالي بسبب الهدف الذي احرزه أكسيل ماي.

• ابدى مسؤولو الفحيحيل والنصر رضاهم عن النتيجة التي آلت إليها مباراة الفريقين (التعادل 1-1)، خصوصا في ظل مرحلة انعدام الوزن التي مر بها الفريقان في الفترة الماضية.

همسات مدربين

• مدرب العربي حسام السيد: العربي معك في تقدم مستمر رغم الظروف الصعبة.

• مدرب القادسية إيوان مارين: ما يقدمه لاعبوك يرجع إلى خبراتهم المتراكمة وروحهم القتالية فقط.

• مدرب النصر ظاهر العدواني: مباراة الفحيحيل رغم التعادل تبقى مؤشراً ايجابياً إلى استعادة العنابي مستواه ونتائجه.

• مدرب الفحيحيل محمد دهيليس: ستضع الأحمر على الطريق الصحيح سواء في النتائج أو اكتشاف المواهب.

• مدرب كاظمة البرتغالي توني أوليفيرا: استمرارك مع البرتقالي بدأ يؤتي ثماره.

إضراب اللاعبين!

في واقعة غريبة ومثيرة، هدد لاعبو أحد الأندية "محليين ومحترفين" بالإضراب عن اللقاء لعدم الحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة، وقد تراجعوا في اللحظات الأخيرة عن تنفيذ قرارهم بعد الحصول على الوعود بصرف مستحقاتهم في أسرع وقت ممكن!

حالة الاضراب ألقت بظلالها السلبية على الفريق، خصوصا أنه فشل في تحقيق الفوز وخسر نقطتين ثمينتين كانتا في متناوله!