وثيقة لها تاريخ : أحمد عبدالصمد مؤسس في «العروبة» ورئيس «العربي» وأصغر وكيل مساعد في وقته
توفي قبل أسبوعين تقريبا العم أحمد سيد عبدالصمد سيد أحمد سيد زاهد عن عمر يبلغ 81 عاماً. ولد رحمه الله تعالى في 18/ 5/ 1937، كما أبلغني في مقابلة معي بتاريخ 24/ 12/ 2011م في منزله وهو طريح الفراش لا يستطيع أن يجلس على الكرسي، وذلك عندما كنت أشتغل في تأليف كتاب "العديلية تاريخ وشخصيات".ورغم مرضه الشديد والتزامه الدائم للفراش، فإنه أعطاني من وقته وتحدث معي حول حياته وعائلته.وقد استفدت كثيراً من حديثه، ونشرت منه ملخصاً في كتاب "العديلية"، وأجدني اليوم في هذا المقال مهتماً بالكتابة عن هذا الرجل الوطني المعطاء.
ينتمي العم "أبو يوسف" إلى أسرة كريمة استقرت في الكويت قبل عقود طويلة من الزمن، وكان والده رحمه الله أول كويتي يستورد الأحذية ويبيعها في محل له بسوق التجار بمدينة الكويت، وفقاً لما أخبر به المرحوم إبراهيم جاسم المضف في مقابلة متلفزة قديمة. كما كان والده عبدالصمد سيد أحمد سيد زاهد من ضمن أوائل من درسوا اللغة الإنكليزية في الكويت على يد القس كالفرلي، وذلك في منتصف العشرينيات من القرن الماضي.أما العم أحمد فقد نشأ في بيت والده بفريج المزيدي في وسط مدينة الكويت، ودرس في البداية بمدرسة "روضة البنين" في الحي القبلي، ثم درس في المدرسة المباركية، ثم أكمل المرحلة الثانوية بثانوية الشويخ التي افتتحت عام 1953م وتخرّج منها عام 1956م. وكان يساعد أباه في محله التجاري منذ أن كان عمره 13 سنة، وكان محباً للرياضة وبارعاً فيها، حيث لعب كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة منذ بداية الخمسينيات مع نادي العروبة، وكان يتمتع بجسم رشيق قوي وطول بديع.وفي عام 1967، انتخب نائباً لرئيس النادي العربي، ثم انتخب رئيساً في عام 1979م، وظل رئيساً لعدة فترات حتى عام 1999م. أما من ناحية عمله المهني، فقد التحق بدائرة الإرشاد والأنباء (حالياً وزارة الإعلام) عند تأسيسها، لكنه سافر للدراسة الجامعية في مصر، وعاد منها عام 1962 بشهادة المحاسبة، واستأنف عمله بوزارة الإعلام وتدرج بالوظائف فيها من رئيس قسم، إلى مراقب، ثم مدير إدارة، ثم وكيلاً مساعداً بتاريخ 16 أبريل 1964م، وهو في سن 27 عاماً، مما يعد في حينها أصغر كويتي في منصب وكيل مساعد. كما شارك أبو يوسف في تأسيس جمعية العديلية التعاونية، وانتخب رئيساً لمجلس إدارتها (ثاني رئيس للجمعية بعد عبدالخالق النوري) لثلاث دورات حتى عام 1981. رحم الله تعالى أحمد عبدالصمد، الذي شهد له من عرفه، وخصوصاً الرياضيين بالأخلاق والعطاء والمثابرة والإخلاص، وعزائي أقدمه لأسرته الكريمة، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».