في خطوة تعزز قدرات المملكة العربية السعودية الدفاعية، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن السعودية ستشتري نظاماً للدفاع الصاروخي من صنع شركة "لوكهيد مارتن" بقيمة 15 مليار دولار، بعد جهود مكثفة من الحكومة الأميركية لإنجاز الاتفاق شملت اتصالاً شخصياً بين الرئيس دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان.

وقالت وزارة الخارجية، مساء أمس الأول، إن مسؤولين سعوديين وأميركيين وقعوا خطابات العرض والقبول، الاثنين، في حين يضفي الطابع الرسمي على شروط شراء الرياض 44 قاذفة صواريخ" ثاد" إلى جانب صواريخ ومعدات أخرى ذات صلة.

Ad

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية أن صفقة نظام "ثاد" للدفاع الصاروخي كانت قيد النقاش منذ ديسمبر 2016 وإنها تمت الآن.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الاتفاق يدعم "أمن السعودية ومنطقة الخليج في المدى البعيد في مواجهة تهديد الصواريخ الباليستية المتنامي من جانب النظام الإيراني والجماعات المتطرفة المدعومة من طهران".

فوز بيلوسي

إلى ذلك، فازت زعيمة الديموقراطيين في "الكونغرس" الأميركي نانسي بيلوسي بترشيح حزبها كزعيمة للكتلة الديموقراطية في مجلس النواب ولقيادة المعارضة في مواجهة ترامب.

لكن بعض نواب الحزب توعدوا بمواجهتها في الأسابيع المقبلة مهددين بعدم منحها أصواتهم إذا لم يحصلوا منها على تنازلات.

وتم ترشيح بيلوسي، 78 عاماً، التي مثلت منطقة في سان فرانسيسكو بـ"الكونغرس" مدة 31 عاماً، في تصويت خاص بواقع 203 أصوات إلى 32 صوتاً. ومن المقرر أن يصوت المجلس بكامل هيئته على الترشيح عندما يبدأ "الكونغرس" الجديد أعماله في الأسبوع الأول من يناير. وستحتاج بيلوسي إلى أغلبية في المجلس للفوز بهذا التصويت.

وكان قرار الحزب بالعودة إلى بيلوسي متوقعاً على نطاق واسع رغم أنها واجهت معارضة من جانب مجموعة صغيرة من النواب الذين قالوا إن الحزب يجب أن يسعى إلى قيادة جديدة.

وحصل الديمقراطيون على أغلبية في مجلس النواب نتيجة انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في 6 نوفمبر الجاري، وحصل الحزب على 234 مقعداً.

يذكر أنه بعد الضربة التي تلقاها الرئيس الأميركي، في انتخابات "الكونغرس"، خرج ليغازل بيلوسي، قائلاً، إنها ينبغي أن تكون رئيسة مجلس النواب، و"إذا جعلوها تواجه وقتا عصيباً ربما نضيف لها بعض أصوات الجمهوريين. لقد نالت هذا الشرف العظيم".

وبفوز بيلوسي، التي تحتفل في مارس المقبل بعيد ميلادها الـ79، باتت السلطة في الولايات المتحدة بأيدي مسنين، فترامب البالغ 72 عاماً هو أكبر الرؤساء الأميركيين المنتخبين سناً في حين يقود مجلس الشيوخ ميتشل ماكونل الذي يكبره بأربع سنوات.

من جهة أخرى، وفي تحد لـ"البيت الأبيض"، صوت مجلس الشيوخ، لمصلحة المضي قدماً في مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأميركي لـ"التحالف العربي" بقيادة السعودية في حرب اليمن الأهلية، فيما يمهد الطريق أمام تصويت نهائي محتمل على مشروع القرار خلال أيام.

ورغم تحذيرات وزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيين مايك بومبيو وجيم ماتيس من أنّ سحب الدعم سيؤدي إلى تفاقم النزاع الدموي في اليمن، صوّت 63 سيناتوراً جمهورياً وديموقراطياً، مقابل 37، لمصلحة إجراءٍ أتاح لمشروع القرار بأن يتجاوز عقبة رئيسية في مجلس الشيوخ.

وأحيل مشروع القرار إلى تصويت إجرائي، أمس، قبل المناقشات والتصويت النهائي الذي قد يحصل الأسبوع المقبل.

وكان بومبيو وماتيس قد سعيا إلى إقناع أعضاء "الكونغرس" بمواصلة الدعم الأميركي للحيلولة دون تقوية نفوذ طهران في المنطقة.

وبحسب تصريحات معدّة سابقاً، قال بومبيو في جلسة استماع مغلقة: "إنّ المعاناة في اليمن تحزنني، لكن لو لم تكن الولايات المتحدة ضالعة في اليمن، لكان الوضع أسوأ بكثير".

وتابع: "ما الذي سيحدث في حال انسحاب واشنطن من الجهود في اليمن؟ الحرب لن تنتهي".

جدل واستياء

ويعني تصويت مجلس الشيوخ المزيد من الجدل والنقاش بشأن دعم "التحالف".

ويدعم بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا لمصلحة الإجراء جهود التحالف في اليمن، لكنهم أرادوا إظهار استياء عميق بشأن الطريقة التي عالجت بها إدارة ترامب حادثة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده مطلع أكتوبر الماضي. وقال السناتور الديمقراطي كريس مورفي: "أمام مجلس الشيوخ خيار: إنهاء الدعم الأميركي للسعودية في حربها في اليمن، أو البقاء ضالعاً في أكبر أزمة إنسانية في العالم".

أزعج دعم ترامب القويّ للرياض أعضاء الكونغرس ومن بينهم عدد من أعضاء حزبه الجمهوري، خصوصاً بعد مقتل خاشقجي الذي أقرت به الرياض.

ووصف ترامب السعودية الأسبوع الماضي بأنها "شريك قوي"، وقال إن من غير الواضح ما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان على علم بخطة قتل خاشقجي.

وأمس لوح البيت الأبيض برفض مشروع القانون الذي ينهي الدعم للحرب باليمن إذا أقره الكونغرس بصيغته الحالية. ويستطيع الرئيس منع صدور القرار باستخدام الفيتو الرئاسي.