نظمت هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية «مؤتمر الكويت للاستثمار» في «وادي السيليكون» بمدينة «سان فرانسيسكو» الأمريكية من أجل إتاحة الفرصة للمستثمرين لاستكشاف الفرص الجديدة في الكويت ومعرفة المزيد حول تنويع اقتصادها في المستقبل.

وشهد المؤتمر الذي أقيم أمس الخميس بالتعاون مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ومجلة «اف.دي.آي» تحت شعار «اكتشف الفرص في اقتصاد متغير» اجراء مناقشات تفاعلية وإلقاء عدد من رواد عالم الأعمال في الكويت كلمات قدموا من خلالها رؤى قيمة حول دور الاستثمار الأجنبي المباشر في «الكويت الجديدة».

Ad

كما تطرق المشاركون في المؤتمر إلى التطورات بسوق التكنولوجيا المالية في الكويت وتأثير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستقبل الكويت.

وركزت مناقشات المؤتمر على «الكويت الجديدة» حيث سلط المشاركون الضوء على أهداف خطة الكويت الاقتصادية وأسباب اعتبار الاستثمار الأجنبي المباشر جزءاً أساسياً منها إلى جانب التحديات التي لا تزال الكويت تواجهها وكيف يتم التغلب عليها.

كما ناقش المشاركون وضع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الكويت مع التركيز على العلاقات بين الصناعة والتكنولوجيا والاقتصاد فيها إلى جانب كيفية تطور بيئة الأعمال مستفيدة من المستجدات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأبرز المتحدثون ما يجعل الكويت جاذبة للاستثمار قائلين في هذا السياق إن المستثمرين يبحثون عن نظام سياسي مستقر وخلفية قانونية قوية فيما يتعلق بحماية الحقوق وهي أمور تتمتع بها الكويت إضافة لامتلاكها قطاعاً مصرفياً قوياً.

كما اتفق المشاركون في هذا الاطار على تمتع الكويت بموقع استراتيجي وأنها تمثل مركزاً للعديد من الشركات للتوسع في المنطقة إلى جانب الشباب الكويتي الذي يعتبر «قيمة مضافة».

وقال المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح «إننا نعمل على تنويع اقتصادنا والوصول لأهدافنا وتحقيقها»، مشيراً إلى أن الهدف الحالي هو «جذب تكنولوجيات وابتكارات جديدة لخلق فرص العمل والنمو».

وأوضح الشيخ مشعل الجابر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر أن الحدث المقام في «وادي السيليكون» هو الثاني في سلسلة مشكلة من ثلاثة مؤتمرات ترويجية للاستثمار في الكويت حيث أقيم الأول في لندن العام الماضي ومن المقرر عقد الثالث في سنغافورة العام المقبل.

وأشار إلى أن فكرة هذه المؤتمرات تقوم على عرض أحدث التطورات الاقتصادية والقانونية في الكويت وكيفية عمل الدولة بجدية من أجل تنويع اقتصادها من خلال خلق مصادر جديدة للدخل.

وأضاف أن هذا الحدث يهدف كذلك إلى أن يلقي القطاعان العام والخاص في الكويت الضوء على تجربتهما في البلاد ويعرضا كيف يمكن للمستثمرين الأجانب في وادي السيليكون الاستفادة من جميع الفرص في الكويت والمساعدة في رؤية «الكويت 2035».

وشدد على أن رسالته هي أن «الكويت تتغير» وأنها تعمل من أجل تنويع الاقتصاد، مشيراً إلى أن الدولة تسمح للقطاع الخاص بقيادة الاقتصاد مع خلال جميع التغييرات القانونية التي عملت الحكومة والبرلمان عليها على مدى الأعوام القليلة الماضية، مؤكداً أن هناك «فرصة كبيرة للشركات للمشاركة في رؤيتنا لعام 2035».

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الكويتي الدكتور خالد مهدي في تصريح مماثل لـ (كونا) إن من حضروا مؤتمر «وادي السيليكون» أظهروا رغبتهم في التفاعل وهو ما ساعد على تحقيق الهدف من هذا الحدث.

وأكد أن هناك فرصاً عظيمة في تحويل الاقتصاد في الكويت، مضيفاً أن هناك فرصاً تأتي من الاحتياجات والتحديات الفعلية التي نواجهها الآن مثل «نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى الدولة».

وذكر أن «القضية الأكثر أهمية الآن هي الثورة الرابعة التي ستؤدي إلى اختفاء وظائف وخلق وظائف أخرى»، مشدداً على الحاجة للاستعداد لخلق وظائف مع مجموعة مهارات ملائمة لدخول أولادنا للسوق.

وأوضح أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي عيش رؤية الكويت 2035 بشكل حقيقي والسماح بتفاعل أكثر انفتاحاً مع شركائنا في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن «كون الكويت دولة محايدة وتستخدم الدبلوماسية الوقائية فإن هذا سيجعل إقامتها علاقات وشراكات ناجحة مع الآخرين أمراً شديد السهولة».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» مازن الناهض الذي ألقى كلمة رئيسية ركزت على سوق التكنولوجيا المالية في الكويت لـ (كونا) إنه يعتقد أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو عرض رؤية «الكويت 2035» للمشاركين في «وادي السيليكون».

وذكر أن المؤتمر شهد نقل المشاركين قدراً كبيراً من المعرفة إلى الجمهور، معرباً عن اعتقاده بأن الأسئلة التي تلت ذلك كانت «إيجابية جداً» من حيث محاولة فهم المزيد حول تحديات العمل في الكويت مقارنة بالعمل في أماكن أخرى.

وأكد أن الكويت تتمتع بمصادر قوة متمثلة في العنصر البشري والقواعد التنظيمية، مضيفاً «أعتقد أن إحدى نقاط القوة الرئيسية في الكويت هي أن لدينا نظاماً قضائياً قوياً وقواعد تنظيمية تحمي حقوق أي مستثمر قادم إلى الكويت».

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة زين الكويت إيمان الروضان التي قدمت عرضاً بعنوان «أمة ذكية: تمكين رؤية كويت جديدة 2035» لـ (كونا) أن مشاركة القطاع الخاص تعد أمراً حيوياً للاسراع في تحقيق رؤية «كويت جديدة».

وأشارت الروضان في هذا السياق إلى الجهد الكبير الذي يبذله الدكتور مشعل الصباح في مجالات جذب الاستثمارات وريادة الأعمال والابتكار إلى الكويت لتحقيق الاستدامة والنمو وتنويع مصادر الدخل في الكويت وخلق وظائف المستقبل ومشاركة القوى العاملة من قاعدتنا المحلية في التحول الرقمي.

وأكدت أن هناك «إمكانات هائلة في الكويت»، مضيفة أن الكويت «رائدة في الابتكار وكذلك في التكنولوجيا».

وأوضحت الروضان «أنا أمثل إحدى أكبر الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا وأتينا هنا لإظهارها وآمل أنه كان من الواضح جداً أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة وناضجة جداً بشأن التحول الرقمي وإعداد المجتمع بالإضافة إلى البنية التحتية في الكويت».