«جوغينغ»، مونودراما ترفع من خلال حنان الحاج علي المرأة والزوجة والأم الحجاب عن هويّتها، وشخصيّتها، وتتداخل أوجه معاصرة لشخصية البطلة الميثولوجية ميديا. في مستهل العرض في منطقة زغرتا عرفت المخرجة عن نفسها بالقول: «أنا حنان علي الحاج علي، مواطنة لبنانية أصيلة منذ أكثر من عشر سنوات، مواليد النبطية، متزوجة لبناني أصيل، فرنساوي أصلي، ماروني مأصل».
حول النص، وهل يتناول حكايتها الشخصية، أوضحت أنها تمرر من خلال الواقع القليل من الخيال ولا يمكن للمتابع الفصل بينهما، أي اللعب على الحد الفاصل، وهنا تكمن الشطارة في المسرح، على حدّ رأيها.
ثلاث نهايات
وضعت حنان الحاج علي ثلاث نهايات مختلفة لعملها بحيث تختار بعد كلّ عرضين أو ثلاثة نهاية مختلفة، وإذا طرأ أي جديد في البلاد أو في المحيط، تغيّر النهاية بكلّ سهولة لأنّ بُنية المسرحية قادرة على التفاعل مع ما يحصل من حولنا. في هذا السياق روت أنها، بعد إشكال حدث معها في بريطانيا قبل عرض مسرحيتها غيرت البداية ما أثار دهشة المتابعين. في مسرحها، وهو مختبر دائم تتفاعل فيه وعبره مع ما يحصل في المجتمع اللبناني، مزجت الحاج علي المسرح الكلاسيكي بالمسرح المعاصر وعبرت من شخصية الأسطورة اليونانية «ميديه» في مسرحية «اوريبيدس»، الأم التي تقتل ولديها، إلى أحداث واقعية تتطابق معها في الجوهر لتنقلها بكامل تفاصيلها القاسية. الأم «إيفون» التي قتلت بناتها الثلاث وانتحرت انتقاماً من زوجها، و«زهرة» الأم الجنوبية التي فقدت أولادها الثلاثة وعانت خيانة زوجها لها.تحرص حنان الحاج علي على المزج بين التسلية وإعمال العقل، وتعتبر أن أعمالاً كثيرة تقدم بهدف التسلية والترفيه، «فلا بأس إن قدّمنا بعض الأعمال التي تتطلّب القليل من التفكير. أحاول أن أنقل الناس من التسلية المجرّدة إلى تسلية من قماشٍ مختلف»، على حد تعبيرها.مسرح «قيد التطوير»
توضح حنان الحاج علي أن عبارة «مسرح قيد التطوير» لا تعني عرضاً قيد التطوير، بل تشير إلى ما تحلم به في أن يكون المسرح نوعاً من المختبر الدائم، خلية مستمرّة تتفاعل مع كلّ ما يحصل في البلاد.يذكر أن مسرحية «جوغينغ» حصدت جوائز في بلدان مختلفة حول العالم منذ إطلاقها في عام 2016، من بينها جائزة «أفضل ممثلة» في «مهرجان إدنبره»، وأن حنان الحاج علي قدمت نحو 80 عرضاً لغاية الآن في أنحاء العالم.