تحول الشارع إلى مسرح للاشتباك السياسي، نتيجة مواقف عالية السقف بين الاطراف المتنازعة حكومياً، تدرّجت من رفض الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقبال النواب السنّة الستة من قوى «8 آذار» لأنهم لا يُشكّلون كتلة موحدة كما الاخرين، مما استدعى رداً من نواب «حزب الله» وشخصيات سياسية تدور في فلكه اعتبرت ان «التعنّت والمكابرة لا يُفيدان لحل الأزمة، وأن من حق هؤلاء النواب التمثّل بالحكومة كغيرهم»، إلى أن بلغت ذروتها مع رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب الذي تفوّه بكلمات نابية في حق الحريري ووالده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، الأمر الذي دفع بجمهور «التيار الأزرق» الى النزول الى الشارع استنكاراً وغضباً، كما وتر الأجواء في الجبل مساء أمس الأول بين انصار الحزب «التقدمي الاشتراكي» وتيار «التوحيد العربي»، حيث قام عدد من المواطنين بالتجول في مواكب سيارة وإطلاق النار في الهواء بين مناطق الشوف ومعاصر الشوف والباروك والمختارة قبل أن يتدخل الجيش اللبناني.

وقال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط عبر «تويتر»، أمس، إن «حملات التشهير والتزوير وصلت بالأمس الى حدود الشغب والتحدي على طرقات الجبل، إنني اشكر الجيش الذي فتح الطرقات واعتقل المشاغبين، لكنني أوضح أن المختارة خط احمر ايا كانت الموازين الاقليمية».

Ad

إلى ذلك، قبل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الإخبار المقدم من مجموعة من المحامين من تيارات سياسية مختلفة ومن محامين مستقلين، ضد وهاب، في جرم إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي، سندا الى المادة 317 عقوبات، وذلك «على خلفية تداول فيديو يتعرض فيه للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته وللرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري»، وأحاله الى شعبة المعلومات للتحقيق واجراء المقتضى.

في السياق، غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر»، أمس، قائلا: «ليس المستهدف من التهجمات الأخيرة سعد أو رفيق الحريري بحد ذاتهما، بل المستهدف هي الدولة اللبنانية بمفهوم الأكثرية الصامتة من اللبنانيين. يجب ان نتكاتف جميعاً لنمنع سقوط هذه الدولة».

في موازاة ذلك، شدد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على «ألا تكون حرية الرأي السياسي نوعا من إثارة الفتنة واستفزاز مشاعر المسلمين واللبنانيين». وأضاف بعد أدائه صلاة الجمعة في جامع محمد الأمين في وسط بيروت أمس: «من المعيب ما يحصل اليوم بحق رمز وطني كبير من رموز الوطن الرئيس سعد الحريري، لما يتعرض له من حملات افتراء وتجريح وتشويه وتضليل تشن عليه لأهداف سياسية بامتياز، ومعروفة الغايات والمقاصد، لإعاقة دوره الوطني الذي يتزامن مع مساعيه المكثفة لتشكيل الحكومة العتيدة ضمن الأطر الدستورية والقانونية التي نص عليها الدستور. وأي كلام أو موقف خارج النظام العام والدستور لن يكون في مصلحة الوطن والمواطن».