لماذا لا يعيش شبابنا في سعادة؟!
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
السعادة صورة من صور الجمال التي فطرت عليها النفس الإنسانية، قد تدوم طويلاً أو تأتي على فترات متقطعة تصنعها ظروف تمس شغاف القلب، وتدق على أوتار خاصة في مشاعر البشر. وهي شعور يفيض به القلب والوجدان في حالات يكون الحب والرضا هما أسمى المعاني التي تستقر وتنمو في النفس وتقنع بما تواجه وبما تختار.يمر الإنسان في مسيرته بأنواع من الظروف التي قد تلقى قبولاً تاماً منه أو جزئياً فيعمل على تحقيق المزيد من القبول وصولاً للسعادة التي لا يمكن أن تبقى إلى الأبد، وهذه طبيعة الحياة، ولعلها من الدوافع المهمة التي يجهلها الإنسان فيجتهد ويثابر على العطاء إلى أن يصل إلى مرحلة من الرضى تسهل الولوج في عالم السعادة.في عالم نعيش صخبه واضطرابه بما يشتعل فيه من الحروب والأزمات الاقتصادية ونقمة الطبيعة التي لا ترحم حين تثور، من الطبيعي أن يكون الإنسان قلقاً ومضطرباً أيضاً، وشبابنا جزء من هذا العالم يواجهون صفعاته الكثيرة وهم يقفون بعجزهم عن مقاومته بسبب الحالات التي ذكرناها آنفاً.شبابنا... هم أملنا في الغد، وهم الذين يرثون الأرض وما عليها من خيرات، فكيف لهم أن يحلموا ويرسموا خطط المستقبل ويفرحوا وتغمرهم السعادة بينما هم عاجزون، ترهقهم متطلبات الحياة اليومية وتضيق عليها المساحات وتصيب أحلامهم وآمالهم في مقتل.أن يفكر الشباب في الرحيل عن الوطن إلى المهاجر في بلاد الأرض الكثيرة فهذه قمة اليأس الذي لا يمكن أن تكون السعادة أرضه الخصبة بل يكبر اليأس ويتمدد ويتغلغل في النفس ليقضي على أي بصيص فرح وسعادة، وهذه ظاهرة طبيعية تمس النفس الإنسانية حين تجزع وتقلق، ولا ترى منفذاً إلى فضاء الأماني والأحلام، فتكون الردة الطبيعية هي عدم الشعور بالسعادة، وقد يختفي الشعور بها كلما زادت إرهاصات الحياة واضطرابها وطغت الشرور على أعمال الخير والتسامح!* كاتب فلسطيني - كندا