أقرّ مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مانهاتن بالكذب على الكونغرس بشأن التحقيق المستمر المتعلّق بصفقة عقارية روسية والسعي للاتصال بالروس خلال انتخابات 2016.

وفيما اعتبر الديمقراطيون اعتراف كوهين دليلاً على أنّ مساعدي ترامب كانوا على استعداد للكذب في شأن صفقاته، سعى ترامب إلى التصدي للضغط السياسي المرتقب عليه في مجلس النواب المقبل الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، باتهامه كوهين بالكذب للحصول على حكم مخفّف.

Ad

واعترف كوهين (52 عاما) الذي اشتهر عنه قوله أنه "يفدي ترامب بروحه"، بأنه أدلى بشهادات كاذبة تتعلّق بصفقة عقارات.

وخرج كوهين، الذي كان لسنوات أقرب مساعدي ترامب، من محكمة مانهاتن الفدرالية أمس الأول، وتجاهل أسئلة الصحافيين قبل أن يغادر المكان في مركبة.

وصفقة "ترامب تاور" التي لم تتحقّق، كانت مركز تحقيق في ما إذا كانت حملة ترامب الانتخابية تآمرت مع روس في 2016، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".

واعترف كوهين بأنه سلّم إفادة مكتوبة "كاذبة وخيالية ومخادعة" إلى الكونغرس في اغسطس 2017 بشأن المشروع.

وكذب كوهين ليوحي بأنّ المشروع تم وقفه في يناير قبل بدء الانتخابات التمهيدية في الانتخابات الرئاسية للتقليل من شأن العلاقة بين المشروع ومساعدين لم يكشف عنهم وعلى أمل الحدّ من التحقيق في التدخّل الروسي، حسب وثائق المحكمة.

وسارع سيد البيت الأبيض إلى التنديد بمحاميه السابق. وقال ترامب للصحافيين، إنّ كوهين "شخص ضعيف. وما يحاول أن يفعله هو الحصول على حكم مخفّف، ولذلك فهو يكذب بشأن مشروع الجميع يعرف بأمره".

ومن الأرجنتين جدد ترامب تأكيده أنه لا علاقة له بصفقة عقارات في موسكو. وكتب على "تويتر": "أنا مطور عقاري ناجح جدا سعيد في حياتي، بوجه كل الصعوبات أقرر الترشح للرئاسة، ومواصلة إدارة أعمالي بشكل قانوني جدا وبارتياح، وتحدثت عنها خلال الحملة الانتخابية".

وتابع: "فكرت قليلا في تشييد مبنى في مكان بروسيا. لم أخصص أي مبلغ، ولا ضمانات ولم أنفذ المشروع. مطاردة شعواء".

وسارع محامي كوهين لاني ديفيز إلى الدفاع عن موكّله وصرّح بأن كوهين "قال الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة".

وأعلن غاي بيتريلو، وهو محامٍ آخر لكوهين انّ موكّله "تعاون وسيواصل التعاون. من المقرّر صدور الحكم في 12 ديسمبر".

وبدأ كوهين التحدّث إلى المحقّقين التابعين لمولر بعد أن أقرّ في اغسطس بذنبه في عملية احتيال مصرفي وانتهاكات في تمويل الحملة الانتخابية، وذلك بموجب اتفاق منفصل أبرمه مع المحقّقين في نيويورك.

ويحقّق مولر في ما إذا كانت حملة ترامب الانتخابية في 2016 تآمرت مع جهود روسية للإضرار بمنافسته هيلاري كلينتون، وما إذا كان ترامب سعى إلى عرقلة التحقيق بشكل غير قانوني.

وفي واشنطن استغلّ المشرّعون الديمقراطيون اعتراف كوهين للدعوة إلى إقرار قانون يضمن استمرار تحقيق مولر من دون أي عرقلة.

وشهد كوهين، الذي كان يُعرف باليد اليمنى لترامب، على اتفاقات بملايين الدولارات ودفعات مالية لامرأتين زعمتا أنّ ترامب أقام معهما علاقة جنسيّة قبل انتخابات 2016.

وفي اغسطس، أقرّ كوهين بذنبه في تهم تتعلّق بترتيبه الدفعات المالية للمرأتين اللتين يعتقد أنهما الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز وعارضة مجلة "بلاي بوي" كارين مادوغال، قبل انتخابات 2016.

وفي ضربة للرئيس الأميركي، اعترف كوهين أمام المحكمة بأنّ ترامب وجّهه إلى انتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية كما اعترف بذنبه في قضايا احتيال ضريبي ومصرفي.