عالم الآثار زاهي حواس: أرض مصر مليئة بالكنوز

•فاز أخيراً بجائزة العطاء الاجتماعي من إيطاليا

نشر في 02-12-2018
آخر تحديث 02-12-2018 | 00:00
وسط زخم الاكتشافات الأثرية الأخيرة في مصر، يبرز اسم زاهي حواس الذي يصول ويجول مرتدياً قبعته الشهيرة بين آثار المصريين القدماء، باحثاً، ومكتشفاً، وموثقاً للحقبة الفرعونية، مانحاً جل حياته للكشف عن أسرار تلك الحضارة القديمة. ورغم تركه المنصب الوزاري قبل سنوات فإنه يقوم بدور وزارة كاملة، إذ يرشد البعثات الأثرية، ويتابع أعمال التنقيب في أنحاء مصر، ويرافق السياح. وقد خصص مركزاً للمصريات، وأطلق جائزة تحمل اسمه لأفضل باحث ومرمم أثري، وهو استحق الجوائز والتكريمات، وآخرها «العطاء الاجتماعي» من إيطاليا. التقته «الجريدة» في هذا الحوار.
ماذا يمثل فوزك بجائزة «نجمة العطاء» من منظمة الثقافة والتضامن الإيطالية؟

تمنح جائزة العطاء الاجتماعي واحدة من المنظمات المهمة في العالم وهي تحظى برعاية مجلس النواب الإيطالي ومجلس مدينة ميلانو. وتهدف إلى زيادة الوعي في القضايا العالمية المتعلقة بالحفاظ على تعزيز الثقافة في شتى المجالات سواء الفن أو التاريخ أو الآثار أو المسرح أو السينما أو الفنون.

حصولي على الجائزة جاء لاكتشافاتي الأثرية، خصوصاً مقابر العمال ووادي المومياوات الذهبية وغيرها، وسعدت كثيراً بكلمات رئيس المنظمة فرانشيسكو فيفاكوا إذ أكد أنني فزت بجائزة نجمة العطاء الاجتماعي لإدخالي البهجة إلى الشعب الإيطالي من خلال الاكتشافات والمحاضرات والإنجازات الأثرية، ودوري في الحفاظ على التراث العالمي عموماً والمصري خصوصاً، إضافة إلى مؤلفاتي بلغات مختلفة عن الحضارة المصرية القديمة.

تسلمت الجائزة على مسرح «دال فيرم» التاريخي، أحد أشهر المسارح الإيطالية، والذي افتتح في القرن التاسع عشر عام 1872. وشهدت الحفلة عدداً كبيراً من المسؤولين وآلاف الحضور ووسائل الإعلام العالمية.

تواكب ذلك مع إطلاق جائزة تحمل اسم زاهي حواس. ماذا عنها؟

تقدمت بطلب إطلاق جائزة تحمل اسمي إلى المجلس الأعلى للآثار فوافق مشكوراً، وهي تمنح لأفضل أثري ومرمم «دقيق- ومعماري»، من الأثاريين الشباب والمرممين العاملين في الوزارة.

من شروط المسابقة أن يكون المتقدم من العاملين في الوزارة ممن أنجزوا عملاً أثرياً في مجالات الحفائر أو الترميم بشكل مميز، وألا يزيد عمره عن 40 عاماً.

شكلنا لجنة مصرية دولية مختصة، لتقييم مجموعة الأعمال التي يشارك بها الأثريون والمرممون في مجالات الحفائر الأثرية أو الترميم، ثم اختيار الأفضل، ومنحه جائزة عبارة عن مبلغ مالي قدره 15000 جنيه مصري، تُسلم في عيد الأثريين المقبل 14 يناير 2019.

اكتشافات جديدة

شهدت مصر اكتشافات أثرية عدة هذا العام. ما رؤيتك لها وما مدى انعكاسها على تنشيط السياحة؟

الاكتشافات الأخيرة تسعدنا، فأرض مصر مليئة بالكنوز، و70% من الآثار المصرية لم تكتشف بعد. مصر الحديثة بالكامل مقامة فوق مصر القديمة، من ثم إذا حفر أي إنسان سيجد آثاراً أسفل بيته، في كل المحافظات. وتقوم وزارة الآثار راهناً برئاسة الدكتور خالد العناني بحملات ترويجية مهمة في هذا المجال وإن كان ينقصها تنظيم.

لا بد من قوافل سياحية تضم ممثلين عن شركات السياحة والفنادق، وهيئة تنشيط السياحة، تجوب العالم، وتبلغ الشعوب أن مصر بخير، وتشجعها على زيارتها. كذلك يجب التوسع في افتتاح معارض الآثار في الخارج، خصوصاً في أميركا واليابان والدول الأوروبية الشغوفة بالحضارة المصرية.

ما رأيك في اكتشاف لغز طريقة نقل الكتل الحجرية لبناء الأهرامات؟

توصلت البعثة الفرنسية الإنكليزية المشتركة بالتعاون مع وزارة الآثار في مصر إلى اكتشاف مهم يدحض الأفكار التي تروج بأن ثمة مخلوقات فضائية جاءت من المريخ وبنت الأهرامات، وقد أكدت مراراً أن هذا كلام غير علمي. فالأهرامات تثير خيال الناس في العالم كله، وثمة الكثير من المهووسين بها. وجاء الاكتشاف الأخير ليؤكد الطريقة العلمية التي نقلت بها الأحجار.

ماذا ينقصنا للوعي بأهمية الآثار؟

نحن لا نقدم الحضارة الفرعونية بطريقة تحمل أي تشويق. شخصياً، أقدم برامج في «ديسكوفري وناشيونال جيوغرافيك» كي يرى العالم كله آثارنا، التي لا بد من أن نظهرها من خلال منظومة مدروسة وجذابة. ولا بد من أن تتكاتف الجهات المعنية، الإعلام والآثار والثقافة، في هذا المجال كي يعرف المصريون تاريخهم وحضارتهم.

المتحف الكبير

ما رأيك في مشروع «المتحف المصري الكبير»؟

أرفض افتتاحه جزئياً، لأننا عندما ننقل آثار «توت عنخ آمون» من المتحف المصري يجب ترميمها أولاً، ومع وجود فريق ترميم كامل سيستغرق الأمر عاماً كاملاً. وبعد نقلها إلى «المتحف الكبير» يجب ترميمها مجدداً لأن غالبيتها لم تُنقل من قبل. من ثم، بدلاً من أن نستغرق هذه المدة كلها لفتح قاعة «توت عنخ آمون» فحسب، يجب أن نعمل على فتح المتحف بشكل كامل، حتى لو تأخرنا قليلاً. كذلك يجب نقل مركب خوفو الموجود في الأهرامات ووضعه في مكانه في العرض.

يجب أن يكون المتحف عالمياً بحق، لأنه يعتبر أهم مشروع قومي ثقافي في العالم، ويجب أن نفخر به ونعطيه حقه ليخرج بالشكل الملائم. أتمنى من وزارة الآثار أن تكثف جهودها لافتتاح «المتحف الكبير» بحلول 2020 بشكل كامل.

ماذا عن الاحتفال بمرور مئة عام على اكتشاف «مقبرة توت عنخ آمون»؟

إنه حدث مهم، ويجب الإعداد له من الآن، عن طريق وضع برنامج متكامل له، فضلاً عن إقامة احتفال ضخم سنوياً حتى 2022، يتضمن الإشارة إلى تجهيزات احتفال المئة عام.

ما هي نشاطات «مركز زاهي حواس للمصريات»؟

المركز تابع لمكتبة الاسكندرية، ويرتكز نشاطه على زيادة الوعي الأثري للمصريين والأجانب وعمل موسوعة للآثار المصرية عبارة عن ثلاثة أجزاء تتضمن تفسيراً كاملاً لكل معلومة عن الآثار المصرية، وهي تفيد تلامذة المدارس والمواطن العادي، كذلك نعمل على كتب إلكترونية لتعليم اللغة الهيروغليفية.

ويعتبر هذا المركز باكورة المشروعات التي تتبناها مكتبة الإسكندرية في عهد الدكتور مصطفى الفقي.

ما هي أحدث نشاطاتك؟

رافقت أخيراً وفداً سياحياً متعدد الجنسيات في زيارة إلى محافظة سوهاج، حيث معبد «أبيدوس» بمدينة البلينا، ومعبد «ميرت آمون» بمدينة أحميم الفرعونية، وتمثال رمسيس الثاني على بعد أمتار في المنطقة نفسها.

سفير التراث العالمي

زاهي حواس أحد أشهر الأثريين على مستوى العالم، إذ يعتبر سفيراً للتراث العالمي. كرّمته دول عدة ونال جوائز عالمية من بينها، جائزة ودكتوراه فخرية من بيرو، ولقب سفير التراث العالمي للأمم المتحدة، وجائزة التميز الاجتماعي في ميلانو، والتميز الأثري في روما، والعمود الذهبي من مهرجان السينما في إيطاليا.

صدرت له كتب من بينها «أسرار الرمال» وكتاب عن عائلة الملك «خوفو»، و«الرحلة السرية»، و«أسطورة توت عنخ أمون»، وموسوعة الأهرامات في ثلاثة أجزاء، إضافة إلى تأليفه 24 كتاباً للأطفال في العلوم المختلفة، واختير في 2006 أحد أهم 100 شخصية في العالم.

ينقصنا الوعي بآثارنا والتوسع في المعارض الخارجية
back to top