بقدر ما يجيء اعتراف القائد البحري والسياسي البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك بأنه ترك وراءه مدينة جميلة محترقة ومشوهة، شارحاً ما فعله الاكتساح البرتغالي بمسقط في أوائل عام 1507 الميلادي، ما أدى إلى ظهور حركات شعبية وتحركات سياسية ثورية أدت إلى الإطاحة بالأنظمة القديمة، وقيام دول وإمارات جديدة أخذت على عاتقها محاربة الغزاة، بقدر ما يبرر هجرة ساكني الساحل الذي نزلت عليه القوات البرتغالية حينئذ ليستوطنوا جبال ووديان وصحاري المدينة "الجميلة" التي كتب عنها ألبوكيرك نفسه يقول: "ان مسقط مدينة ضخمة كثيرة السكان... وفيها بساتين وحدائق ومزارع للنخيل وبرك من الماء لريها بواسطة محركات خشبية، أما ميناؤها فصغير وله شكل حدوة الحصان، يوفر الوقاية من كل الرياح. كانت مسقط في الآونة الأخيرة سوقا لنقل الخيول والتمور، وهي مدينة على درجة كبيرة من الأناقة والجمال، ومنازلها بديعة جدا، تمون من المناطق الداخلية بكميات كبيرة من القمح والذرة والشعير والتمور، تكفي لتحميل كل السفن التي تأتي لابتياعها".فبعد سقوط دولة بني نبهان في عمان، وتشعب النزاعات والخلافات بين القوى العُمانية، قبل ناصر بن مرشد آل يعربي منصب الإمامة، واستطاع أن يوحد البلاد تحت رايته لينجح في تأمين العمق العُماني، وتوجه بعد ذلك نحو مدن الساحل التي كانت تحت سيطرة البرتغاليين، فظل يغير على حصونهم حتى قام البرتغاليون ببناء حصنين جديدين هما: قلعتا الجلالي والميراني في مسقط سنة 1588م.
ورغم أن هاتين القلعتين تم بناؤهما من قبل البرتغاليين، فإنهما في الأصل كانا بناءين قديمين تم بناؤهما من قبل أهل مسقط كموقعين دفاعيين يتم من خلالهما مراقبة المدينة من مختلف الجهات، قبل أن يعيد الاحتلال البرتغالي بناءهما لاستخدامهما حصنين وقاعدتين لانطلاق الهجمات ضد حركات المقاومة العمانية.
حارستا مسقط
وبالتفصيل، فقلعة الجلالي أو الكوت الشرقي أو قلعة الشرقية قلعة أثرية تقع على صخور مطلّة على بحر عمان شمال شرق مسقط، بُنيت من قبل البرتغاليين عام 1588م لتحل محل بناء قديم يعتقد أنه كان مرصداً في شكل أبراج أقامها أهل مسقط، واستخدمت القلعة مكانا للمساجين السياسيين وموقعا دفاعيا يتم من خلالها مراقبة المدينة من مختلف الجهات.وتقع القلعة بمسقط القديمة على ارتفاع 45 متراً من سطح البحر، وبُنِيت من حجر رملي على صخور شرقية قديمة، ويتألف الهيكل من برجين يصل بينهما سور تتخلله ثماني فتحات مقوّسة لإطلاق المدافع، وبالقلعة مجموعة أخرى من الأبراج المختلفة الارتفاع.أما قلعة الميراني فبنيت على شكل برج كبير قبل قدوم البرتغاليين إلى عمان، وفي عام 1588م أعاد البرتغاليون بناء القلعة، وذلك على أنقاض المبنى القديم وأضافوا لها منصات للمدافع ومخازن وسكنا للقائد ومكانا للعبادة، وتم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر، وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.قصر العلم العامر
هاتان القلعتان "الحارستان" تحتضنان، اليوم، قصر العلم العامر الذي يعتبر من أقدم القصور في سلطنة عمان، والذي كان يعرف فيما قبل السبعينيات باسم "بيت العلم"، وهو يعتبر بيتا تاريخيا أكثر من أنه قصر، سكنه السلطان سعيد بن تيمور وقبلة السلطان تيمور، وأعيد بناؤه في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد. والقصر يتميز بواجهة فريدة تتميز به الأعمدة المغطاة بحجر الفسيفساء باللونين الأزرق والذهبي، ويتوسط مساحة واسعة وحديقة مكسوة بالزهور والأشجار. ويحيط قصر العلم "الميراني" و"الجلالي". ويتم استخدام القصر لمناسبات جلالته الرسمية كاستقبال الملوك ورؤساء الدول وعقد اجتماعات لكبار القادة والمسؤولين في الدولة.الجبل الأخضر
يقع في نيابة بركة الموز بولاية نزوى، ويعد محمية طبيعية نظراً إلى التنوع البيولوجي، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ومن أكثر الجبال إثارة ويتميز بالطبيعة الساحرة، والمناخ الممتاز، إذ لا ترتفع الحرارة في أغسطس عن 25 درجة أما الشتاء فتهبط إلى الصفر، ويشتهر الجبل الأخضر بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والرمان والخوخ والمشمش والجوز والورود، التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي عدا الجبل الأخضر نتيجة الطقس المتميز ويبلغ ارتفاعه حوالي 3000 متر(10 آلاف قدم).وادي شاب
يعد وادي شاب من أشهر الأودية في عمان، وتنحدر مياهه من أعالي جبال بني جابر وبه مياه وفيرة، يقع هذا الوادي في نيابة طيوي التابعة لولاية صور على مسافة 76 كم من قريات، وهو من الأودية الجميلة، ويجمع هذا الوادي بين الطبيعة الساحلية الجميلة والتكوينات الجبلية التي تحتضن الكثير من مقومات الجذب السياحي.ويميز هذا الوادي المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال التي تختلط مع مياه البحر المالحة، وذلك نتيجة قرب الوادي من البحر الذي بدوره ساعد على إيجاد مميزات منفردة له غير تلك التي تمتاز بها بقية الأدوية، أما بالنسبة إلى التكوينات الصخرية لهذا الوادي فهي تختلف عن تلك الموجودة في العالم، حيث إن المياه وعوامل التعرية المختلفة قد نحتت فيها مشاهد فنية بديعة.وادي طيوي
يقع في نيابة طيوي بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، ويبعد عن وادي شاب 2 كم ويمتد إلى مسافة 36كم عند قرية جبلية تعرف بقرية ميبام، وهو وادي خصب يمر بالعديد من القرى الزراعية التي تزرع النخيل والموز، وتطل على مشاهد الجبال الشامخة، كما يمكن مشاهدة الوادي في الأسفل ومن بعض المواقع يمكن كذلك مشاهدة ساحل البحر بلون مياهه الزرقاء من مسافة مرتفعة.رأس الجنز ومحمية سلاحف
شاطئ رأس الجنز يطل على جبال عظيمة وكثبان رملية صفراء، ومياه زرقاء تمتاز بالنقاء والصفاء وأشجار خضراء، ويضم 20 ألف نوع من السلاحف.وكل عام، تهاجر أفواج ومجموعات هائلة من السلاحف مواطنها باتجاه سواحل السلطنة لوضع بيضها في جو من الدفء والسكينة بأحضان الرمال الذهبية. ويقدر عدد تلك التي تأتي نحو السلطنة بـ20,000 سلحفاة بشتى صنوفها.هوية نجم
تقع في الشمال الشرقي لساحل خليج عمان بالقرب من قرية بمة، وهي أسفل جبال حجر وشكل كهوف في الحجر الرملي الناعم والحفرة تشكلت بواسطة انهيار ثقيلن وحوالي 70 في المئة أسفل الحفرة مغطى بالماء، ماء المجرى مالح، لكنه اقل ملوحة من البحر القريب، لأنه اختلط مع الماء الجوفي، وهناك أسطورة تقول ان الحفرة تكونت نتيجة سقوط نيزك وارتطامه بالأرض.الريامي: خطواتنا السياحية رصينة وليست متسرعة
على الرغم مما تمتلكه سلطنة عمان من مقومات للجذب السياحي، بما يوفر لها إمكانية تصدر الخريطة السياحية بالمنطقة، فإنها كما كشف المكلف أعمال مدير دائرة المكاتب الخارجية بوزارة السياحة العمانية محمد بن سيف الريامي، ملتزمة بخطوات رصينة ومدروسة، وليس انفتاحاً متسرعاً.وقال الريامي، خلال لقائه وفداً صحافياً من الكويت، إن السلطنة تسعى إلى زيادة عدد زوارها إلى 11 مليون سائح وزائر سنوياً، ضمن استراتيجية قطاع السياحة التي تمتد حتى 2040.وأوضح أن السلطنة تسعى دائماً لأن يكون هناك ارتفاع وزيادة عدد السائحين إلى السلطنة ليتجاوز الـ ٣ في المئة سنوياً، خصوصاً أن نسبة زيادة السياح في تزايد مستمر، "وهذه كلها جهود مكتملة مع الجهات الأخرى في الدولة من المستثمرين والاقتصاديين لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السلطنة". وأكد أن عُمان تعمل على تحسين البنى التحتية وجذب استثمارات من شأنها النهوض بالبنى التحتية للقطاع السياحي، سواء أكانت أماكن ترفيهية أو مجمعات تجارية أو غيرها من عوامل الجذب، مبيناً أن سلطنة عُمان تسعى للوصول بقطاع السياحة إلى نسبة مشاركة تتراوح بين 6 و7 في المئة خلال العقدين المقبلين.وعن مساهمة السياحة في الناتج المحلي للدولة، أوضح أن السلطنة تعمل على تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد فقط على النفط كمصدر وحيد للدخل، مؤكداً السعي إلى رفع نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي من أقل من ٣ في المئة حالياً إلى ٦ أو ٧ في المئة في الناتج المحلي خلال عشرين عاماً.وقال إن السياحة نمت في عُمان في الفترة الأخيرة بشكلٍ كبير، وتعدّ السلطنة من أكثر البلاد في الشرق الأوسط تنوّعاً في البيئات، مع العديد من المناطق ذات الجذب السياحيّ، وتمّ اختيار العاصمة العُمانيّة مسقط في عام 2012 عاصمة السياحة في الدول العربيّة من قبل "لونلي بلانت".وأشار إلى أن سلطنة عُمان تستهدف السياح من دول مجلس التعاون في خلال مختلف المواسم السياحية، أبرزها موسم الخريف والشتاء، مبيناً أنه في عام 2017 استقطبت السلطنة 576 ألف سائح من دول مجلس التعاون لصلالة وحدها، مقارنة بـ 748 ألفاً في الأشهر الماضية من 2018، بارتفاع بلغ 30 في المئة حتى الآن.وقال الريامي، إنه تربطنا علاقات طيبة مع جميع دول الخليج بما فيها الكويت الشقيقة، ونتعاون مع جميع الإخوة في دول مجلس التعاون الخليجي كأشقاء لبعضنا بعضاً ونعمل معهم يداً بيد لتحقيق أهدافنا جميعاً، لافتاً إلى أن هناك تطوراً وتعاوناً كبيرين بين السلطنة والكويت الشقيقة في مجال الاستثمارات ولدينا تبادل تجاري واقتصادي بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات ومتعددة الأطر في مشاريع اقتصادية متعددة.وذكر أن هناك شركات كويتية كثيرة التي قامت بالكثير من الاستثمارات في عمان، كما أن الأخوة الكويتيين موجودون في السلطنة على مدار العام وأعدادهم في تزايد مستمر في المواسم السياحية.وبين أن هناك تطوراً كبيراً في الخدمات المقدمة للسائح في مختلف المناطق مثل ظفار والجبل الأخضر الذي تسعى وزارة السياحة لتحويله إلى منطقة جذب محلية وإقليمية وعالمية، موضحاً أن هناك مشاريع جارية حالياً مع مستثمرين محليين، إضافة إلى استثمارات الصندوق العماني، "كما قطعنا شوطاً كبيراً في تبسيط الإجراءات للمستثمرين ونحو 91 في المئة من خدمات وزارة السياحة تقدم إلكترونياً حالياً، كما تسعى الوزارة إلى تقديم مزيد من التسهيلات مع التفعيل الكامل لخدمات (استثمر بسهولة)".وادي بني خالد
تتبع ولاية وادي بني خالد المنطقة الشرقية العُمانية، وهي عبارة عن وادي طبيعي ويمتاز بطبيعته الساحرة، ومعالمه السياحية الفريدة، ويتصدر قائمة الوديان العُمانية، لأنه وادي دائم الجريان، بالإضافة إلى وجود عدد من البرك المائية الكبيرة المتجمعة، وسط التكوينات الصخرية سنوياً.ويشتهر بعدد من المعالم الأثرية والتاريخية، حيث يوجد بها بعض الحصون، أهمها: حصن الموالك في قرية العوينة، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الهجري، وحصن العدفين في قرية قصوة. وحصن الرزيقيين، كما يوجد تسعة أبراج في الولاية.سوق مطرح
يقع سوق مطرح، الذي يُعتبر من أقدم الأسواق في السلطنة في منطقة مطرح، ويرجع تاريخ نشأته إلى حوالي 200 عام، وهو امتداد عميق داخل المدينة، يبدأ ببوابة تواجه بحر عُمان وطريق مطرح البحري، وينتهي ببوابة أخرى على المدينة القديمة من الجانب الذي تستقبل منه زوارها، ويُعتبر السوق نموذجاً للأسواق الشرقية القديمة، إذ يمتاز بممراته الضيقة المتعرجة المسقوفة بالخشب. وتنبعث من السوق دوما روائح اللبان والبخور والعطور العربية، ويتميز بتنوع معروضاته سواء من المشغولات اليدوية كالفضيات، والخناجر، والأقمشة التقليدية، والأواني النحاسية، والفخارية، والملابس، والأحذية وغيرها، هذا بالإضافة إلى الحلوى العُمانية الشهيرة، والبهارات المتنوعة. بركة موز
تعود التسمية لكثرة هطول الأمطار على قرية بركة الموز، وتكوّن البرك وارتفاع منسوب المياه. وتشير بعض الكتابات إلى حفرة كبيرة فيها تتجمع بها المياه حين تسقط الأمطار مكونة بركة من الماء، أما عن لفظة الموز فتعود إلى أن أول شجرة غرست بأرضها كانت الموز.رمال الشرقية
تشهد رمال الشرقية إقبالاً كبيراً من السياح الأجانب والعرب والعمانيين، لاسيما وسط توافر الخدمات والمنشآت السياحية بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية، أهمها المخيمات السياحية، حيث تعد رمال الشرقية من أجمل مناطق التخييم في السلطنة، وتحتضن حوالي 200 نوع من الكائنات الحية. وتتدرج ألوان الرمال من الأحمر إلى البني على امتداد البصر، وتجذب هذه المنطقة الكثير من محبي مغامرات الصحراء، ويفضل الزوار تلك المنطقة نظراً إلى سهولة الوصول إليها وتوفر الخدمات القريبة منها، لتشكل موقعاً سياحياً متميزاً.قلعة نزوى
إحدى أقدم القلاع في عمان وتقع في محافظة الداخلية، تنفرد بشكلها الدائري الضخم، ويصل ارتفاعها إلى 24 متراً، وقطرها الخارجي إلى 43 متراً، والقطر الداخلي إلى 36 متراً، بها سبع آبار وفتحات متعددة لمرابطة المقاتلين المدافعين عن القلعة، بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي في منتصف القرن السابع عشر الميلادي وهو الإمام الذي طرد البرتغاليين من عمان. وترتبط القلعة بحصن ذي ممرات معقدة. واستغرق بناء القلعة 12عاماً.