على المستويين الرسمي والشعبي، أبّنت الكويت الرئيس الأميركي الحادي والأربعين للولايات المتحدة جورج بوش الأب، الذي توفي فجر أمس عن 94 عاماً، مؤكدة أنها لن تنسى مساندته لها في حرب الخليج إبان الغزو العراقي الغاشم.

وفي برقية بعث بها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، باسمه وباسم الكويت، حكومة وشعباً، عن خالص تعازيه، مستذكراً مواقف الرئيس الراحل "التاريخية المشرفة والشجاعة تجاه الكويت، ورفضه للاحتلال العراقي للكويت منذ الساعات الأولى، والقرارات المصيرية التي اتخذتها الإدارة الأميركية تحت قيادته، ودوره المحوري في تشكيل التحالف الدولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحرير الكويت والتي ستظل ماثلة في ذاكرة أهل الكويت جميعاً ولن تنسى".

Ad

ونوه سموه بـ "جهود الرئيس الراحل في تعزيز دور بلاده لخلق نظام دولي جديد يقوم على العدالة والمساواة بين الدول"، كما بعث ببرقية تعزية للرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وأخرى لأسرة الراحل.

بدوره، بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد ببرقيات تعزية مماثلة إلى الرئيس ترامب والرئيس الأسبق بوش الابن، وأسرة الراحل.

في السياق، وعرفاناً وتقديراً لمكانة الرئيس الراحل، تم إطفاء أنوار أبراج الكويت ووضعت عليها صورته مع العلمين الكويتي والأميركي، كما ترددت على "تويتر" وغيره من وسائل التواصل منذ إعلان الوفاة تغريدات كويتية تشيد به.

واستذكر الكويتيون خصوصاً ذلك القرار الذي اتخذه الرئيس الراحل في 16 يناير 1991 ببدء شن قوات التحالف الدولي الهجوم الجوي على القوات العراقية؛ لتحرير الكويت، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن في 29 نوفمبر 1990 بأغلبية 12 صوتاً مقابل صوتين وامتناع بلد واحد، باستخدام القوة إذا لم ينسحب العراق بحلول 15 يناير 1991.

كما استذكروا تلك البشرى التي وجهها الرئيس الراحل للكويتيين وهو يخاطب الكونغرس الأميركي والشعب الأميركي والعالم في 26 فبراير 1991 بحضور سفير الكويت لدى الولايات المتحدة آنذاك الراحل الشيخ سعود الناصر، بالخطاب التاريخي الراسخ في قلوبهم، والذي أعلن فيه أن الكويت أصبحت حرة تماماً من القوات الغازية.

وبينما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يحضر حالياً قمة زعماء مجموعة العشرين في الأرجنتين، الرئيس الراحل بأنه زعيم "كان دائماً مثالاً يحتذى"، مضيفاً: "بحكم سليم وفطرة سليمة وقيادة هادئة، قاد بوش بلدنا والعالم إلى نهاية هادئة ومنتصرة للحرب الباردة"، أشاد الرئيس السابق باراك أوباما بعمل بوش الأب وسماحه "بخفض آفة الأسلحة النووية وتشكيل تحالف دولي واسع لطرد دكتاتور من الكويت".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إنه «يجري التحضير لجنازة رسمية مع كل مراسم الشرف المواكبة»، لافتة إلى أن الرئيس ترامب سيعلن الأربعاء ٥ ديسمبر يوم حداد وطني، كما سيحضر مع السيدة الأولى مراسم الجنازة في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن.

دولياً، توالت الإشادات بالرئيس الراحل، ففي ألمانيا أجمع المسؤولون والسياسيون على استذكار دوره في توحيد البلاد مع انتهاء الحرب الباردة عام 1989 وتفكك الاتحاد السوفياتي، في حين قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: "لن أنسى أبداً الدور الذي قام به لجعل أوروبا أكثر أمناً وأكثر توحداً بعد سقوط جدار برلين والستار الحديدي".

وعلقت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي: "عبر عمله على إنهاء الحرب الباردة سلمياً، جعل من العالم مكاناً أكثر أمناً للأجيال القادمة"، في حين ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بوش الأب "كان زعيماً كبيراً وداعماً قوياً للتحالف مع أوروبا".