الفيلم اللبناني «غداء العيد» كان نال جائزة ضمن مشاركته في فعاليات الدورة الـ14 لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، إذ اختارت لجنة التحكيم منح جائزتها الخاصة لفيلم لوسيان بو رجيلي بعد منافسة 18 فيلماً في مسابقة جائزة «المهر الطويل».

Ad

كوميديا وإسقاطات سياسية

في خلال ندوة عقدت حول الفيلم ضمن فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» وأدارها الناقد السينمائي أحمد شوقي، أوضح المخرج لوسيان بو رجيلي أنه كتب الفيلم كاملاً من دون ارتجال من الممثلين معه.

بو رجيلي الذي أخرج أعمالاً مسرحية عدة أكد أنه، في المسرح كما في السينما، يخضع للرقابة التي منعت أعمالاً له بسبب مصطلحات ومعانٍ رأت أنها تحدث مشاكل، لافتاً إلى أنها منعت مشاهد خاصة في الفيلم، «رغم ذلك بقي واضحاً من ناحية اللغة السينمائية والبصرية»، على حد تعبيره.

أضاف: «بلغت كلفة الفيلم مئة ألف دولار وهو إنتاج خاص جداً، ومن أهم مميزات الإنتاج الخاص الحرية الكاملة في الكتابة والتصوير من دون تدخل من أية جهة إنتاجية، أو فرض شروط على السيناريو وأداء الممثلين. وقد استغرق التصوير تسعة أيام، وسادت أجواء من التعاون بين فريق العمل والممثلين».

تابع: «اخترت الكاميرا المحمولة للتصوير وتعاملت مع أشخاص غير محترفين لتعزيز الإحساس بالواقعية. الفيلم روائي طويل، اجتماعي يتضمن كوميديا ودراما وإسقاطات سياسية. كان اختيار العائلة هو أسلوب السياق المعتمد في الأفلام الواقعية، والتركيز على الروابط العائلية كونها أساس كل مجتمع، ومن خلال هذه العائلة دخلت إلى عالم أكبر».

وختم: «رغم أنها ناشئة وفي مرحلة التطور، فإن الأفلام اللبنانية حققت ما لم تحققه أفلام أخرى وباتت تنافس في المهرجانات. نحن سعداء بهذه النتيجة لأنها ترفع اسم لبنان والسينما اللبنانية عالياً».

فيلم خاص جداً

اعتبر الناقد السينمائي أحمد شوقي أن «غداء العيد» فيلم خاص جداً وواضح من خلال السيناريو وحركة الكاميرا، واصفاً لوسيان بو رجيلي بأنه أحد أهم مخرجي المسرح اللبناني.  

بدوره أوضح رئيس «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» المنتج والسيناريست محمد حفظي أن هدف المهرجان الإسهام في تطوير فنون وعلوم الفيلم الروائي والتسجيلي وتشجيع الحوار بين الثقافات.

أضاف: «زخرت الدورة الأخيرة بما يفيد الفيلم، وكنا وضعنا خططاً لازمة لاستقطاب الأفلام من دول مختلفة عربية وغربية في ظل غياب مهرجان دبي السينمائي هذا العام».

وأشار الى أن التواصل مع المخرجين والتنسيق مع المنتجين تم منذ وقت طويل، وقد اعتمدت جوائز مالية وعناصر تفيد صناعة الأفلام، مؤكداً أن التعاون مع الإعلام العربي والأجنبي فرصة للكتابة حول الأفلام المشتركة، وأن هذه الدورة هي انطلاقة لمرحلة جديدة من التكريمات والتركيز على المحتوى والتنوع.

غداء العيد

تدور أحداث الفيلم حول السيدة جوزفين التي تجمع عائلتها للمرة الأولى منذ سنتين حول مائدة غداء عيد الفصح، بعدما باعدت الظروف والمشاكل بين أفرادها، فيسيطر فرح ظاهري يخفي أجواء التوتر السائدة في العائلة، وتكفي حادثة بسيطة لإحداث تغيير جذري في حياتهم، ولتنسى هذه السيدة وأفراد عائلتها أجواء الاحتفال والفرح.

«غداء العيد» هو الفيلم الروائي الطويل الأول للوسيان بو رجيلي، من كتابته وإخراجه، ومن إنتاجه مع فرح شاعر.