أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الحرب ستستمر في شرق أوكرانيا ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية باقية في الحكم»، موضحا أنه شرح لنظيره الأميركي دونالد ترامب الوضع بين موسكو وكييف أثناء قمة مجموعة العشرين G20.

وأكد بوتين أنه دافع عن موقف موسكو في أثناء لقائه ترامب على هامش عشاء خلال قمة بوينوس آيرس، مضيفا في ختام القمة: «تحادثنا - كما يقولون - وقوفاً، باختصار وباقتضاب، أجبت عن أسئلته المتعلقة بأزمة حادث آزوف في البحر الأسود. لديه موقفه الخاص حول هذه القضايا والمشاكل، ولديّ موقفي، بقينا على مواقفنا، ولكن على أي حال، أبلغته رؤيتنا».

Ad

وحول إلغاء الرئيس الأميركي للقاء المخطط له مسبقا معه، أعرب بوتين عن أسفه لذلك، مضيفا أنه يعتبر الحوار مع واشنطن أمرا ضروريا وينتظر الجانب الأميركي.

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قال أمس الأول إن ترامب ألغى الاجتماع احتجاجا على احتجاز موسكو 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية الأحد الماضي، واعتقال 24 بحارا أوكرانيا، قبالة القرم. واعتبر الرئيس الروسي في مؤتمره الصحافي أن «لا مصلحة للسلطات الأوكرانية الحالية في تسوية النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، خصوصا بوسائل سلمية». وأضاف: «ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية باقية في الحكم، فإن الحرب ستستمر، ومن السهل دوما تبرير الإخفاقات الاقتصادية بالحرب من خلال إلقاء المسؤولية على معتد خارجي».

ونفى بوتين أن يكون قد أجرى تفاوضا مع كييف جول إطلاق سراح بحاريها.

وفي كييف، أكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو في مقابلة مع قناة «فرانس 24» أن بوتين يرفض التحدث إليه منذ بداية الأزمة.

من ناحيته، ندد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بشدة بـ«انتهاكات» روسيا على الصعيد الدولي.

وقال في مستهل خطاب خلال منتدى عن الدفاع في «مكتبة رونالد ريغان» في سيمي فالي بكاليفورنيا أمس الأول: «نواجه راهنا انتهاكات مخادعة من جانب بوتين لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى». وندد أيضا بـ «الازدراء والرفض الوقحين لاتفاق 2003 الذي كان يضمن للسفن الروسية والأوكرانية حرية الملاحة عبر مضيق كيرتش»، مؤكدا أنه «اتفاق تعرض لانتهاك وقح نهاية الأسبوع الفائت».

في غضون ذلك، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تنوي فرض الجزء الثاني من العقوبات ضد روسيا على خلفية قضية تسميم العقيد الروسي السابق، سيرغي سكريبال، في بريطانيا.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن المصدر: «نحن لا نبادر في قرار العقوبات، لكننا ننوي تنفيذ مطالب القانون الأميركي».

وفرضت الولايات المتحدة أول جزء من عقوباتها على روسيا بشأن قضية سكريبال في 27 أغسطس الماضي. وقالت «الخارجية» الأميركية، آنذاك، إن واشنطن ستفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال عدم تنفيذ الأخيرة عددا من المطالب خلال 90 يوما. ولم تتخذ الإدارة الأميركية أي خطوات جديدة حتى الآن، رغم انتهاء هذه المهلة.

ويقضي الجزء الثاني من العقوبات الأميركية بإمكان تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية الثنائية بمبادرة من الجانب الأميركي، وحتى تجميدها بالكامل، إضافة إلى الحظر الكامل لتصدير كل السلع الأميركية، باستثناء المواد الغذائية، إلى روسيا.