المتحف المصري يحتفي بمرور 116 عاماً على التأسيس
• يضمّ 150 ألف قطعة أثرية
احتفلت الأوساط الثقافية والأثرية المصرية بمرور 116 عاماً على إنشاء المتحف المصري الكائن بميدان التحرير، بتنظيم مهرجانات ومؤتمرات موسعة حضرها سفراء دول أجنبية وعربية ووزراء ولفيف من كبار مسؤولي الدولة.
فتح المتحف المصري أبوابه للجمهور والسياح مجاناً بمناسة مرور 116 عاماً على إنشائه، ووضعت لوحات إرشادية جديدة في حديقته وعلى الأسوار الخارجية، وعند منافذ الدخول والخروج والمدخل الرئيس.وقالت مديرة المتحف صباح عبدالرازق، إن تصميم اللوحات يأتي في إطار الاحتفال بالمتحف، موضحة أن ذلك يشكل أول مرحلة من مشروع التطوير الذي يتحقق بالتعاون مع «اليونسكو». أما المرحلة الثانية؛ فتتضمن تصميم وعرض لوحات أخرى عن تخطيط المتحف من الداخل وأعمال الترميم، والقطع الأثرية.وأضافت عبدالرازق: «يعرض المتحف مجموعة يويا وتويا، أجداد الملك أخناتون، بدلاً من مجموعة توت عنخ آمون بعد نقلها إلى المتحف المصري الكبير».
سجل أثري
المتحف المصري بالتحرير أحد أعرق متاحف العالم، ويشكل موقع اعتزاز للشعب المصري، إذ يشهد على إبداعات القدماء في العمارة والفنون والآداب والدين والعلوم.بدأ الاهتمام بإنشاء متحف يضم الآثار المصرية مع الاهتمام العالمي الكبير الذي حظي به فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، وكان بيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة (وسط القاهرة) النواة الأولى للمتحف، إذ أمر محمد علي باشا عام 1835م بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة إلى هذا البيت الذي سمي متحف الأزبكية، وأشرف عليه رفاعة الطهطاوي.قبل هذا التاريخ كانت القنصليات الأجنبية في مصر ترسل الآثار المصرية إلى أوروبا، وازدهرت تجارة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر، ولكن أصدر الطهطاوي قراراً بمنع التهريب والاتجار في الآثار، إلا أن بوفاة محمد علي باشا عام 1849م عادت الأمور إلى عهدها الأول فرجعت سرقة الآثار إلى الواجهة.وفي عام 1858م عُيِّن مارييت أول مأمور «لإشغال العاديات» أي ما يقابل رئيس مصلحة الآثار راهناً ورأى أنه لا بد من وجود إدارة ومتحف للآثار، ولذلك اختار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليه الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره (كآثار مقبرة إعح حتب). وفي عام 1863م أقرّ الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذه وإنما اكتفى بإعطاء مارييت أرضاً إزاء دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه.في عام 1878م حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل تسبّب في إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي العام نفسه توفي مارييت وخلفه «ماسبيرو» كمدير للآثار وللمتحف. وفي عام 1880م، وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق نُقلت إلى سراي الجيزة. وعندما جاء العالم «دي مورجان» كرئيس للمصلحة والمتحف أعاد تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة.ووضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري في 19 أبريل 1897، وكانت الأرض المقام عليها المتحف في الأصل زراعية، وفي عام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة.وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1902، وقد سجل مبنى المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها، وكان محمود حمزة أول مدير مصري للمتحف وعيِّن عام 1950م، وقد كان للمتحف دليل موجز من وضع ماسبيرو يرجع إلى عام 1883م إلا أنه وضع دليلاً كبيراً للمتحف الجديد يُطبع ويُكرر منذ عام 1915م.إبداعات القدماء
يضم المتحف المصري أكثر من 150 ألف قطعة أثرية، أهمها المجموعات الأثرية التي عُثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894. ومن مجموعاته المهمة مجموعة عصور ما قبل التاريخ وتتضمن أنواعاً مختلفة من الفخار وأدوات الزينة وأدوات الصيد ومتطلبات الحياة اليومية، كذلك مجموعة عصر التأسيس (الأسرتان الأولى والثانية) وتضم صلاية نعرمر وتمثال خع سخموي وأواني وأدوات كثيرة، ومجموعة الدولة القديمة وتشتمل على تماثيل زوسر وخفرع ومنكاورع وشيخ البلد والقزم سنب وبيي الأول وابنه مري أن رع، فضلاً عن توابيت وتماثيل الأفراد والصور الجدارية ومجموعة الملكة حتب حرس.وفي مجموعة الدولة الوسطى آثار كثيرة أبرزها تمثال الملك منتوحب الثاني ومجموعة تماثيل بعض ملوك الأسرة 12 مثل سنوسرت الأول وامنمحات الثالث وغيرهما، كذلك تماثيل الأفراد والتوابيت والحلي وأدوات الحياة اليومية، وهريمات بعض أهرامات الفيوم. أما مجموعة الدولة الحديثة فتضم تمثال توت عنخ آمون وتماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني، بالإضافة إلى العجلات الحربية والبرديات والحلي ومجموعة إخناتون ولوحة إسرائيل وتمثالي أمنحتب الثالث وزوجته ت، ومجموعة التمائم وأدوات الكتابة والزراعة، ثم مجموعة المومياوات الملكية التي تعرض في قاعة خاصة بها والتي افتتحت عام 1994م. ولا ننسى مجموعة العصور المتأخرة وتضم آثاراً متنوعة من بينها كنوز تانيس التي تمثل بعض الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والتي عثر عليها في مقابر بعض ملوك وملكات الأسرتين 21، 22 في صان الحجر. ذلك كله بالإضافة إلى بعض التماثيل المهمة مثل تمثال آمون ومنتومحات وتمثال للإلهة تاورت ولوحة قرار كانوب «أبو قير».طراز معماري فريد
يتميز المتحف المصري عن متاحف العالم بطرازه المعماري اليوناني الروماني والفرنسي، فيما يحتوي على آثار فرعونية ويرجع البعض ذلك إلى انجذاب المسؤولين المصريين إلى العمارة الفرنسية آنذاك، وقد اختير تصميم المتحف من ضمن 73 تصميماً إذ فاز تصميم المهندس الفرنسي «مارسيل دورنون» الذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية. أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برأسين فرعونيين.
المتحف يشهد على إبداعات المصريين القدماء في العمارة والفنون والآداب والدين والعلوم