حكومة ماي تنفي تأجيل التصويت على «بريكست»

ردود فعل «عكسية» لاستراتيجية مخاطبة الجمهور للضغط على النواب

نشر في 04-12-2018
آخر تحديث 04-12-2018 | 00:02
معارضون لـ«بريكست» يتظاهرون أمام مجلس العموم في لندن أمس (ا ف ب)
معارضون لـ«بريكست» يتظاهرون أمام مجلس العموم في لندن أمس (ا ف ب)
قبل التصويت الحاسم في مجلس العموم البريطاني المقرر 11 الجاري على الخطة التي اقترحتها رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ونالت موافقة قادة الاتحاد، قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، أمس، إن التصويت سيمضي قدماً كما هو مقرر، نافياً تكهنات إعلامية بأن الحكومة قد لا تقدم على التصويت على الاتفاق خوفا من رفضه.

كلام جاويد يتعارض مع ما أعلنته العديد من أحزاب المعارضة والحزب الصغير في أيرلندا الشمالية الذي يدعم حكومة ماي، فضلا عن العديد من أعضاء البرلمان، بأنهم سيرفضون الاتفاق.

وقال جاويد، في حديث مع "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي)، إن تفاصيل نظام الهجرة في مرحلة ما بعد "بريكست" لن تنشر قبل التصويت، لكنه أشار إلى أنها ستخفض صافي أعداد المهاجرين الجدد بدرجة كبيرة.

وعشية التصويت، ربما تكون ماي كشفت أولى مفاجآت حملتها التي تهدف إلى حشد البريطانيين خلف خطتها، عندما اقترحت إجراء مناظرة تلفزيونية.

ومن المعتاد إجراء مثل هذه المناظرات في إطار حملات الترويج التي تسبق الانتخابات العامة، وتم إجراء واحدة قبل الاستفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، حينما صوت 52 في المئة من ناخبي بريطانيا لمصلحة الانفصال، ووضعوا بلادهم على مسار لم تسلكه دولة عضو في التكتل منذ نشأته قبل عقود.

وكانت ماي رفضت خوض مناظرة مباشرة قبل الانتخابات العامة التي وصفت بالكارثية في بريطانيا عام 2017، لكن هذه المرة، ليس هناك اقتراع شعبي منتظر عقب المناظرة بينها وبين زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين في 9 الجاري.

ويقول جون كورتيس، وهو أستاذ علم السياسة في "جامعة ستراثكلايد" البريطانية، إن "ماي تحاول صناعة رأي عام لمصلحة الاتفاقية، ربما بصفة خاصة بين مؤيدي بريكست"، مضيفا أن رئيسة الحكومة تريد أن يكون لديها القدرة على القول للنواب: "أملك التفويض الذي منحنا إياه الشعب، لذلك عليكم أن تؤيدوه".

ومن المقرر أن تبدأ النقاشات 7 الجاري مدة 5 أيام في مجلس العموم قبل أن يصوت الأعضاء الـ650 على الاتفاقية.

وأعلن النواب المؤيدون للاتحاد الأوروبي وأنصار الانسحاب من التكتل من أعضاء حزب المحافظين الـ315 في مجلس العموم، أنهم سيصوتون ضد اتفاق ماي، في وقت ذكر حزب العمال أن نوابه الـ257 سيصوتون ضد الاتفاقية.

ورغم الصعوبات التي تواجهها، يبدو أن ماي تعتمد إلى حد كبير على حشد الضغوط الشعبية للتأثير على نواب حزبي المحافظين والعمال، واللعب على مخاوف الحزبين من عملية انسحاب غير منظمة من الاتحاد الأوروبي قد تكون مدمرة.

ويصف النواب المؤيدون للاتحاد الأوروبي هذه الرؤية بأنها "انشقاق زائف"، ويدعون إلى وضع الخيارات الأخرى في الاعتبار وبينها إجراء استفتاء ثانٍ على الانسحاب.

ورفض معظم نواب المعارضة لجوء ماي إلى الناخبين، في حين اتهمها النواب المحافظين المتشككين في أوروبا، بأنها تدير "خطة للترهيب" من خلال تقارير حكومية، التي تحذر من آثار اقتصادية قاسية في حال الانسحاب من أوروبا دون اتفاق.

على صعيد آخر، حذر رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية السرية "MI16" أليكس يانغر، الكرملين، مطالباً إياه بعدم الاستهانة بالغرب بعد الاعتداء بغاز أعصاب على جاسوس مزدوج متقاعد في إنكلترا والذي أثار المخاوف من الأنشطة الروسية السرية بالخارج.

وفي ثاني كلمة مهمة له منذ تعيينه في منصبه عام 2014، قال يانغر إن روسيا تتخذ موقف "المواجهة الدائمة" مع الغرب.

وتابع أمام طلبة في "جامعة سانت أندروز" في اسكتلندا: "استخدمت روسيا سلاحا كيماويا عسكريا على الأراضي البريطانية"، مضيفا: "أحضّ روسيا أو أي دولة أخرى تعتزم تخريب طريقة حياتنا على ألا تستهين بإصرارنا وقدراتنا أو إصرار وقدرات حلفائنا... نحن لا نسعى لزعزعة استقرار روسيا".

back to top