تتواصل فعاليات "الأسبوع الثقافي الإثيوبي"، حرصاً من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على أهمية التبادل الثقافي بين الدول، فقد أقيمت محاضرة بعنوان "تاريخ العلاقة بين القرن الإفريقي والشرق الأوسط" للدكتور آدم كامل، في مكتبة الكويت الوطنية بقاعة التراث، بحضور القائم بالأعمال في السفارة الإثيوبية في الكويت أول علي جارسو، وجمع من كبير من الجالية الإثيوبية والمهتمين.وتناول محاضرة د. كامل عدة محاور، أهمها عن العلاقات العربية الإثيوبية في العصور المختلفة ما قبل ظهور الإسلام وبعده، والإسلام والحبشة، وفرص الاستثمار في الحبشة حتى تستفيد منه دول الخليج. وأيضا تناول جانبا سياسيا من وجهة نظره، وهي إثيوبيا والشرق الأوسط.
وأشار كامل إلى أنه من خلال الأسبوع الثقافي، حاولنا أن نقدم صورة كاملة ومختصرة عن إثيوبيا، مبيناً أن الاسم الثاني لإثيوبيا، وهو الحبشة، يعني في اللغة الأمهرية الخاصة بسكان المنطقة: الشعب المختلط الذي يجمع بين السكان الأصليين ومن هاجروا من شبه الجزيرة العربية إلى اثيوبيا، والعكس. وذكر ستة عوامل رئيسية ساهمت في خلق رابط خاص بين الحبشة وشبه الجزيرة العربية، ومنها الأديان السماوية التي ظهرت قبل الميلاد، مثل اليهودية وبعد الميلاد أيضاً في الشرق الاوسط، وتركت بصماتها في الحبشة، واللغة الجيزانية المعتمدة في الكنيسة الحبشية، وهي مزيج من اللغتين العربية والأمهرية، والعامل التجاري، ورحلتي الشتاء والصيف الشهيرتين عند أهل مكة وشبه الجزيرة العربية واللتين كانت الحبشة فيهما محطة أساسية لتبادل السلع والمنتجات الزراعية، ورابعاً حكم الحبشة لليمن قبل ظهور الإسلام، الذي دام 72 سنة.وتحدث عن دخول الإسلام إلى منطقة الحبشة، سنة 615 للميلاد، أي قبل دخوله المدينة المنورة بـ7 سنين، وفلسطين بـ21 عاماً، وسورية والعراق بـ18 عاماً، ومصر بـ24 عاماً، مؤكداً أهمية البلاط الملكي النجاشي في بداية نشر الرسالة الاسلامية، الذي تجسد فيه أروع وأسمى القيم لحقوق الانسان والمهاجرين والحوار بين الاديان، بفضل عدل وسماحة الملك النجاشي.واعتبر الباحث أن أرض الحبشة كانت نقطة البدء لنشر الدعوة الإسلامية حول العالم، مبيناً أن المهاجرين الأوائل من المسلمين وصلوا إلى قصر الملك النجاشي في أكسوم، بعد مرورهم بميناء مصوع القديم الواقع بإريتريا حالياً.ووفقاً للمؤرخ الإثيوبي، فإن 14 في المئة من سكان البلاد في الوقت الحالي يقطنون المدن، بينما يعيش 86 في المئة منهم في القرى والأرياف، موضحاً أن المسلمين يشكلون 60 في المئة من مجموع سكان إثيوبيا، على عكس ما تروج له الجهات الرسمية من قلة عددهم.ولفت إلى دور العلماء في حماية الدين الإسلامي وتوجيه السكان، وخصوصا القاطنين منهم في القرى والأرياف، مبينا أن مدارس "الخلوة" توشك أن تنقرض اليوم، بعد أن كان منتشرا جداً في إثيوبيا قبل 50 عاماً من اليوم. والخلوة هي مدارس قرآنية انتشرت في إفريقيا، وهي أشبه بالكتاتيب في مصر؛ وكان لها دور مهم وأساسي في تاريخ التعليم الديني.ودعا إلى ضرورة حماية الإرث الإسلامي في بلاده، وإنشاء متاحف لحماية بعض الآثار النادرة من النهب، وتطوير مدارس "الخلوة".كما لفت كامل الى أن إثيوبيا تتميز بتنوع مناخها وطبيعتها الخلابة، التي تضعها على رأس قائمة الدول الافريقية الافضل للاستثمار في عدد كبير من المجالات الاقتصادية المختلفة، مثل الزراعة والصناعة وغيرهما، متمنياً استغلال كل عوامل التقارب والتاريخ الحافل بالإنجازات والبصمات بين الحبشة والجزيرة العربية في تعزيز العلاقات الاقتصادية وفرص الاستثمار بين إثيوبيا ودول مجلس التعاون الخليجي. واختتم المؤرخ الإثيوبي حديثه بتوجيه جزيل الشكر ووافر الامتنان والتقدير الى الجهات المعنية في الكويت على تنظيمها للأسبوع الثقافي الاثيوبي لأول مرة، مشدداً على أن ذلك من شأنه تنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين إثيوبيا والكويت.
توابل - مسك و عنبر
آدم كامل يرصد تاريخ العلاقات العربية الإثيوبية عبر العصور
05-12-2018