ماكرون يتراجع أمام «السترات الصفراء» ويجمد الضرائب

فيليب يدعو إلى الهدوء والحوار: لا ضريبة تستحق أن تضع وحدة البلاد في خطر

نشر في 05-12-2018
آخر تحديث 05-12-2018 | 00:02
طلاب أمام إطارات مشتعلة احتجاجاً على قرار الحكومة رفع الأسعار على التعليم في بوردو أمس  (ا ف ب)
طلاب أمام إطارات مشتعلة احتجاجاً على قرار الحكومة رفع الأسعار على التعليم في بوردو أمس (ا ف ب)
بعد تظاهرات لثلاثة أسابيع في يوم السبت فقط، تمكنت حركة السترات الصفراء، التي ليس لها زعيم، ولا حتى هيكلية تنظيمية، من إرغام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته على التراجع، تجنبا لسبت رابع من الاحتجاجات.

وفي أكبر تراجع كبير يتخذه ماكرون بشأن سياسة مهمة منذ توليه السلطة عام 2017، أعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب، بعد حوارات مع قادة الأحزاب، تعليق الزيادة المقررة على أسعار الوقود 6 أشهر، إضافة إلى تجميد إجراءين ماليين آخرين. وقال فيليب، في كلمة متلفزة، «القرارات المتخذة بتجميد الإجراءات الضريبية يجب أن تسمح لنا ببدء الحوار وتهدئة الأوضاع»، مضيفا أن «المشاورات المقبلة يجب أن تكون وطنية، وتجمع ممثلين عن كل الطبقات الفرنسية».

ورغم أن فيليب جدد رفض أعمال العنف والشغب، مشددا على ضرورة الإبلاغ عن أي احتجاجات مستقبلية مسبقا، و«إجرائها بهدوء»، فإنه اقر بأن «الغضب في الشارع نابع عن شعور عميق بالظلم وعدم القدرة على العيش بكرامة من العمل الذي يقوم به المرء».

وتابع: «لا ضريبة تستحق أن تضع وحدة البلاد في خطر، ومن أجل تهدئة الأوضاع قررنا اتخاذ 3 إجراءات ضريبية، وهي تجميد زيادة الضرائب على الوقود لمدة 6 أشهر، الامتناع عن رفع أسعار الغاز والكهرباء خلال فصل الشتاء، وتجميد التحكم الفني على السيارات».

وكان فيليب عقد اجتماعا مساء أمس الأول، مع عدد من الوزراء في قصر الإليزيه، عقب اجتماعه مع رؤساء الأحزاب السياسية الرئيسية خلال النهار، للاستماع إلى اقتراحاتهم.

ودعا العديد من السياسيين، من المعارضة والغالبية الرئاسية، الحكومة إلى تأجيل أو إلغاء الزيادة في الضرائب المفروضة على الوقود، والتي كانت مقررة في أول يناير، وهو المطلب الرئيسي لـ«السترات الصفراء»، الحركة غير النمطية التي نشأت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، دون قيادة أو هيكلية، والتي لا تزال تلقى التفهم والدعم من 72 في المئة من مواطنيهم.

وتعتبر الخطوة، التي اتخذها ماكرون «حاجة ملحة»، خصوصا مع انتشار الدعوة إلى بدء «سبت رابع» من التحركات على شبكة الإنترنت، كما بدأت أمس الأول مع إشارات لتحرك طلابي، وكان من المتوقع أن يلتقي فيليب أمس ممثلي «السترات الصفراء»، لكن اثنين من مندوبي التحرك لم يشاركا لـ «أسباب أمنية».

قضائياً، قضت محكمة بسجن اثنين من «السترات الصفراء» 3 أشهر مع النفاذ، بعد توقيفهما خلال تجمع مساء السبت وسط فرنسا، تم خلاله إحراق مقر إدارة محلية.

ومثل الرجلان وفق آلية فورية أمام القاضي، الذي حكم على أحدهما بالسجن 12 شهرا مع وقف النفاذ لتسعة منها، وعلى الثاني بالسجن ستة أشهر مع وقف النفاذ لثلاثة منها، لإدانتهما بارتكاب «أعمال عنف مشددة»، مع «محاولات تخريب» لأحدهما.

كما أودع محتج ثالث السجن إلى حين محاكمته في 7 يناير، «ريثما يعد دفاعه»، وسيمثل أمام المحكمة بتهمة ارتكاب «أعمال عنف واضرار مشددة».

ومع تصاعد الاحتجاجات، وفي وقت قرر ماكرون تأجيل زيارته لصربيا لأسابيع، إلى أن يجد سبيلا لإنهاء الأزمة، التي تفيد مؤشرات بأنها أضرت بالاقتصاد الفرنسي، أظهر استطلاع أجرته «إيفوب فيدوسيال» لمصلحة مجلة «باري ماتش» وإذاعة «سود راديو» ونشر أمس، أن شعبية ماكرون ورئيس وزرائه، هبطت إلى مستوى قياسي.

وهبطت نسبة الرضا عن أداء ماكرون إلى 23 في المئة في الاستطلاع الذي أجري أواخر الأسبوع الماضي بانخفاض 6 نقاط عن الشهر السابق، وهبطت نسبة الرضا عن أداء فيليب 10 نقاط إلى 26 في المئة.

back to top