يشكل المعرض الاستعادي «مالغورزاتا باشكو، أربعون سنة من الرسم» رحلة في مسار فني بني بصبر، مطعمّ ببحوث شخصية تجمع بين الجرأة والدقة. منذ أعمال الطبيعة الصامتة في البدايات وصولاً إلى المجرّات؛ ومروراً بحميميات دواخل البيوت والمناظر الخارجية؛ لا تنفك الفنانة البولونية مالغورزاتا باشكو تعيد النظر برصيدها التشكيلي، بحثاً عن تعبير فني أكثر تماسكاً يتمحور حول رسم الإحساس بالطبيعة وليس نقل المناظر الطبيعية فحسب.

في نصه النقدي حول المعرض، كتب أيف ميشو: «أمام عمل لمالغورزاتا باشكو لا يقتصر الإعجاب على المادة التشكيلية وطريقة معالجتها؛ ولا يمكن أن يتوقف هذا الإعجاب عند حدود جمال المشهد، النباتات، الأضواء؛ ولكن نبقى مشدودين إلى حدّ الحيرة؛ حيرة لا يساورها القلق؛ بين الجاذبية والانخطاف؛ بين المادة والصورة».

Ad

معارض كبرى

ولدت مالغورزاتا باشكو في بولونيا سنة 1956، ودخلت معهد الفنون الجميلة في فرصوفيا سنة 1975؛ وتابعت دراستها في «المعهد الوطني العالي للفنون الجميلة» في باريس – قسم الرسم.

بعد تخرجها مباشرة سنة 1979، أقامت معرضها الأول في باريس، بعد ذلك عرضت أعمالها بمختلف تقنيات الرسم في أوروبا، وشاركت في المعارض الكبرى للفن الحديث. حازت جوائز من بينها جائزة Villa Médicis التي منحتها إقامة لمدة سنة كاملة في مدينة روما.

عرضت مالغورزاتا باشكو في غاليري أليس مغبغب في بيروت للمرة الأولى سنة 1999، ثم تتابعت المعارض: «أشكال ووجوه (2002)، أضواء وانعكاسات (2005)، دروب وانعكاسات (2007)، دروب، انعكاسات وأشجار (2009)، قلب الليل، وضح النهار (2013)، مطر الربيع ( 2016)».

تزين أعمال الفنانة المجموعات العامة التالية: المجموعة الوطنية للفن الحديث (فرنسا)، متحف بيكاسو في مدينة أنتيب (فرنسا)، مؤسسة فرنسا، المكتبة الوطنية في باريس، البنك الوطني في باريس، مدينة دودولانج في اللوكسنبورغ، جامعة تورون في بولونيا، المتحف الوطني في سراييفو في جمهورية البوسنة، متاحف مدينتي لونغ زهو وتوشنغ في الصين.

إيف ميشو

فيلسوف وأستاذ الفلسفة ونظرية المعرفة في الجامعات الفرنسية والأجنبية. بتشجيع من أصدقائه ومعارفه، خاض مجال النقد الفني كاتباً عن فنانين فرنسيين وأجانب مرموقين، ثم ارتبط بعلاقة صداقة مع كثر من بينهم (فياليه، بوراغليو، ووديشكو، شين زهين، ميتشيل، ريبول، فرنسيس، فوس، كليمان، غوتييه، بينزاكن، هولان وغيرهم).

بعد ذلك، تسلم مسؤولية رئاسة تحرير مجلة التاريخ والفن المعاصر في «المتحف الوطني للفن الحديث» في مركز جورج بومبيدو (Les cahiers de MNAM). ثم تولى إدارة مدرسة الفن المعاصر في مركز بومبيدو، حيث عمل على إصلاحها وتطويرها؛ قبل أن يتبوأ كرسي الفلسفة في جامعة السوربون.

يواصل حاضراً كتابة نصوص فنية نقدية، توازياً مع كتاباته الفلسفية التي يصدر معظمها في كتب. يركز بشكل محدد على فلسفة الجمالية الفنية (أزمة الذوق المعاصر، المعايير الجمالية ونقد الذوق الفني، الفن في حالة الهيولى، مجالات المشاهدة وغيرها)؛ يسهم في كتابة مقدمات العديد من الكتب في هذا المجال. يتابع أيف ميشو مسيرة مالغورزاتا باشكو منذ معرضها الأول.