استقلالية
من غير المنطقي أبداً أن يتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وزارة الإعلام، وتحديداً مزاج وزراء الإعلام المتعاقبين الذين إما أن يكونوا جهلة بالإعلام والثقافة بشكل كبير، وإما أن يكونوا في أحسن الأحوال خائفين من ملاحقات سياسية جاهلة في مجملها، فيمنعوا ويساوموا ويحرموا.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
ما المنطق في هذه التبعية إن كان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كيانا منفصلا عن الوزارة أصلا من حيث الموقع والمناصب الإدارية؟أعود الآن إلى النص الدستوري في المادة 14 من دستور دولة الكويت، والذي ينص على: «ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي»، هو نص صريح وواضح برعاية الدولة لهذه المجالات، فأما على صعيد العلوم فهناك مؤسسة للكويت تعنى بالتقدم العلمي، ويرأس هذه المؤسسة صاحب السمو أمير البلاد بشكل مباشر، وفي مجال البحث العلمي هناك أيضا معهد الكويت للأبحاث العلمية الذي يتبع بشكل مباشر مجلس الوزراء حسب المرسوم الأميري لعام 1973، أما الفنون والآداب فهما المجالان الوحيدان اللذان تضمنهما النص الدستوري، ولا يحظيان باستقلالية كالتي تحظى بها العلوم، متمثلة بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، أو التي يحظى بها البحث العلمي متمثلا بمعهد الكويت للأبحاث العلمية!!وهو أمر غير مبرر أو مفهوم أبداً، فالوضع السليم والقويم هو استقلالية كل المجالات التي تضمنها النص الدستوري لا أن تحظى بعض المجالات بالاستقلالية وتحرم الأخرى منها، وتكون أسيرة لمقصلة وزير الإعلام.لذلك أشدد وأؤيد ما دعت له الفاضلة فارعة السقاف، وتداعى له كم كبير من المهتمين بضرورة استقلالية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لكي يتمكن من القيام بدوره دون خوف من أحد أو مزاج وزير جاهل في الإعلام، أو خائف من محاسبة سياسية غير موضوعية في أكثر الأحيان؟