أقوى الملاحين

يرى سقراط «أن الدولة تشبه أبناءها، فلا نطمع بترقية الدولة إلا بترقية أبنائها»، أرى حضوراً لهذه «المقولة» وأنا أطالع فضاءات المعرض الذي نظمة اتحاد الصناعات الكويتية KIU EXPO (جسور) من 2 إلى 4 ديسمبر في أرض المعارض بمشرف، والذي حظي برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.

والحقيقة أن حرص سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، على رعاية هذا الحدث الذي ينظم منذ نحو خمس سنوات يعكس جانباً ذا دلالة لرؤية سموه في مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح التي يقودها، لا سيما الاهتمام بمشاركة الشباب وتطوير القطاع الصناعي في دولة الكويت.

أقول ذلك وأنا على قناعة أن القطاع الصناعي سيظل الخيار المتاح الأوفر حظاً للكويت كبديل عن النفط، أما بخصوص الشباب فإن توثيق الصلة بينهم وبين عمليات التنمية تظل الأساس في أي خطط تطويرية ومستقبلية قادمة للدولة.

أحسب كذلك أن ما لمسناه من اهتمام من قبل رعاة ومنظمي المعرض ومن ضمنهم الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات وغرفة تجارة وصناعة الكويت، والهيئة العامة للصناعة، يعكس أهمية هذا الحدث السنوي ويصبُّ في مصلحة هذا الاستقراء.

ولعل ما أود إيصاله للقارئ من رسالة هنا هو أن صور فضاءات تلك المعارض تحمل معها إعلاناً بأن الدولة وقياداتها حريصة على تجسير التعاون بين كل مؤسساتها (القطاع العام والقطاع الخاص) وأنها تعمل وبشكل ملموس على صقل ونقل خبرات هذين القطاعين والاستفادة من تجاربهما، وأن الشباب نافذة الأمل، فالمجتمعات التي تُهمّش صناعاتها وشبابها ستبقى مجتمعات جامدة غير قادرة على خلق البدائل أو استشراف المستقبل، فالكويت تمتلك أدوات التطوير والتحسين والتقدم، فقط لنتجاوز الاتكاء الدائم على إبراز السلبيات والتحديات وخلق الصراعات الوهمية وفقدان الثقة، فذلك لا يصنع أوطاناً، ألا يقال «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً»؟ ليس هذا فحسب بل بكل (صدق) وفي ظل ما يحيط بنا من تحديات ويتهددنا من مخاطر أرى «أننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى لحشد مزيد من الطاقات والجهود والعطاء، وأن ذلك مرهون بالعمل على ترجمة رؤية وتوجهات حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، وفي هذا الإطار أختم بعبارة مقتبسة من أقوال المؤرخ الإنكليزي إدوارد جيبون يقول فيها «عادةً ما تكون الأمواج والرياح مواتية مع أقوى الملاحين»، فهل ننتهز الفرصة مع أقوى الملاحين؟