«أوبك» وحلفاؤها يخفضون الانتاج 1.2 مليون برميل بعد مفاوضات

● الرشيدي: الكويت تدعم قرارات المنظمة للمحافظة على استقرار الأسواق
● «نحترم قرار قطر ومن حقها البقاء في المنظمة أو الخروج منها»

نشر في 08-12-2018
آخر تحديث 08-12-2018 | 00:04
خالد الفالح لدى وصوله إلى اجتماع المنظمة أمس (أ ف ب)
خالد الفالح لدى وصوله إلى اجتماع المنظمة أمس (أ ف ب)
أعطت إيران الضوء الأخضر، أمس، لخفض إنتاج النفط نحو 800 ألف برميل يومياً، ابتداء من 2019، بعد أن توصلت إلى تسوية مع السعودية بشأن استثناء محتمل من التخفيضات، مؤكداً أن «طهران وافقت من حيث المبدأ».
قال مصدر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن إيران أعطت الضوء الأخضر، أمس، لخفض إنتاج النفط نحو 800 ألف برميل يومياً، ابتداء من 2019، بعد أن توصلت إلى تسوية مع السعودية بشأن استثناء محتمل من التخفيضات، مؤكداً أن «طهران وافقت من حيث المبدأ».

وكانت طهران عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، لكن مصادر قالت إن الخلافات أصبحت من الماضي، لافتة إلى أن «أوبك» تعيد التركيز على المحادثات مع المنتجين المستقلين، بقيادة روسيا، لخفض الإمدادات ودعم الأسعار.

واجتمعت «أوبك» بفيينا، أمس، لليوم الثاني على التوالي، قبل إجراء مباحثات مع حلفائها من خارج المنظمة بقيادة روسيا، بحلول الساعة 1400 بتوقيت غرينتش، أسفرت عن قرار تخفيض المستقلين للإنتاج 400 ألف برميل إضافية يومياً، اعتباراً من يناير 2019، مدة ستة أشهر.

وأمس الأول، قالت مصادر من «أوبك»، إن المنظمة اتفقت مؤقتاً على خفض إنتاج النفط لكنها لم تتمكن من اتخاذ قرار بشأن معايير محددة في حين تنتظر التزاماً من روسيا.

وقال أحد المصادر في أوبك، «إيران ستصر على استثناء إلى حين إلغاء العقوبات». وقال مصدر آخر إن طهران تريد أن يذكر بيان «أوبك» الختامي على وجه التحديد أن إيران مستثناة من التخفيضات. وسيقدم خفض إنتاج «أوبك» دعما لطهران عبر زيادة سعر النفط.

واجتمع ممثل الولايات المتحدة المعني بإيران برايان هوك مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في فيينا هذا الأسبوع، في تطور غير مسبوق قبيل اجتماع «أوبك».

من جانبه، أكد وزير النفط وزير الكهرباء والماء بخيت الرشيدي أن الكويت تدعم بقوة استقرار أسواق النفط وتدعم جميع القرارات التي تتخذها «أوبك» للمحافظة على استقرار الأسواق وضبط موازنة العرض والطلب.

جاء ذلك في تصريح لـ «كونا» قبيل بدء الاجتماع الوزاري الخامس من نوعه للدول المنتجة من داخل وخارج المنظمة لمناقشة تطورات السوق النفطية ومدى حاجة المنتجين الى تعديل سقف الانتاج من عدمه.

وقال الرشيدي، إن هناك آليات عدة للمحافظة على المخزون، مشيراً إلى أنه خلال الفترة السابقة من يناير العام الماضي حتى شهر نوفمبر الماضي كانت لدى «أوبك» القدرة على استيعاب أكثر من 30 مليون برميل للمحافظة على استقرار الأسواق.

وأعرب عن اعتقاده القوي بأن القرارات الأخيرة لـ «أوبك» منذ الإعلان التاريخي لعام 2016 كانت ناجحة جداً مشيراً إلى حرص المنظمة على المحافظة على الاتفاق المبرم مع المنتجين من خارجها وتحديد مستوى للإنتاج.

وحول قرار قطر الخروج من «أوبك» وتأثير ذلك على المنظمة، ذكر الرشيدي أن الكويت تحترم قرار قطر وهو راجع للسياسة القطرية ومن حقها البقاء في المنظمة أو الخروج منها.

من ناحيته، أكد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في تصريح مماثل لـ«كونا» وجود عدة سيناريوهات خلال اجتماع «أوبك» الوزاري، مضيفاً أن تدني الأسعار ليس في مصلحة العراق أو الدول الأعضاء الأخرى، وأن الرقم الذي اعتمده العراق في الموازنة المالية لا يكفي وهناك ما لا يقل عن 20 في المئة عجز في الموازنة في البلاد خصوصاً أن احتياجات العراق أكبر من الموازنة المتوقعة للسنة المقبلة.

وبشأن خروج قطر من المنظمة، قال وزير النفط العراقي، إنه التقى نظيره وزير الطاقة القطري «وكان لقاء ودياً وأبديت له شخصياً أسفي لهذا القرار»، لكنه أكد ان بلاده «تحترم قرار قطر لأنه سيادي يخصهم وهم يقولون إنهم دولة رائدة في إنتاج الغاز في العالم وبما يفوق إنتاجها من النفط بكثير».

من جانبه، علق وزير النفط القطري سعد الكعبي على انسحاب بلاده من منظمة (أوبك) وفيما اذا ستواصل بلاده دعم السوق النفطية العالمية، قائلاً إن «أوبك قادرة على حماية نفسها وضبط معدلات الإنتاج وفق حاجة السوق العالمي» مشيراً إلى أن بلاده لا تنوي في الوقت الراهن الانخراط في أي مبادرة نفطية خاصة، وأنها دولة تنتج كميات قليلة من النفط.

معضلة روسية

وانخفضت أسعار النفط بنحو الثلث منذ أكتوبر الماضي إلى ما يقل عن 60 دولاراً للبرميل في

حين رفعت السعودية وروسيا والإمارات الإنتاج لتعويض انخفاض صادرات إيران ثالث أكبر منتج في «أوبك».

وحفز انخفاض السعر «أوبك» وحلفاءها على بحث تخفيضات الإنتاج، وقال وزير النفط السعودي أمس، إن تخفيضات محتملة من المشاركين في الاتفاق تتراوح بين نصف مليون و1.5 مليون برميل يومياً.

وقالت إنرجي أسبكتس في مذكرة «استثناء إيران هو العقبة الأكبر... إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن الإطار الزمني للاتفاق سيُرحل إلى الربع الأول من 2019».

وقال الفالح، إن خفضاً قدره مليون برميل يومياً سيكون مقبولاً، وإنه التصور الأساسي حتى الآن، لكنه أضاف أن هناك حاجة لالتزام روسيا بكميات كبيرة.

واجتمع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك مع الرئيس فلاديمير بوتين في سان بطرسبرغ أمس الأول، وعاد إلى العاصمة النمساوية صباح أمس.

وقال مندوبون من «أوبك» إن المنظمة وحلفاءها يمكنهم خفض الإنتاج مليون برميل يوميا إذا ساهمت روسيا بمقدار 150 ألف برميل يومياً. أما إذا ساهمت بنحو 250 ألف برميل فمن الممكن أن يتجاوز حجم الخفض الإجمالي 1.3 مليون برميل يومياً.

وقال مصدر بوزارة الطاقة الروسية أمس، إن موسكو مستعدة للمساهمة بخفض قدره نحو 200 ألف برميل يومياً، وإن إيران وليست روسيا هي العقبة الرئيسية على ما يبدو حالياً أمام التوصل إلى اتفاق.

وتنافست روسيا والسعودية والولايات المتحدة على صدارة منتجي الخام في الأعوام القليلة الماضية. ولا تشارك الولايات المتحدة في أي مبادرات لتقييد الإنتاج بسبب قوانين مكافحة الاحتكار لديها وتشظي قطاعها النفطي.

ويوم الخميس، أظهرت بيانات حكومية أميركية أن الولايات المتحدة أصبحت مصدراً صافياً للنفط الخام والمنتجات المكررة للمرة الأولى على الإطلاق، مما يبرز كيف تسبب ارتفاع الإنتاج في تغيير معادلة المعروض في الأسواق العالمية.

النفط يرتفع بعد تلميح روسيا إلى خفض أكبر للإنتاج

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، أمس، بعد أن بدا مرجحا أن تساهم روسيا بخفض أكبر للإنتاج في اتفاق بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين المستقلين.

وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت عن 60 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة، لكنها صعدت إلى 60.17 دولارا بحلول الساعة 1041 بتوقيت غرينتش، مرتفعة 11 سنتا مقارنة بمستوى الإغلاق. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا إلى 51.3 دولارا للبرميل.

من جانبه، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 40 سنتا في تداولات، أمس الأول، ليبلغ 59.09 دولارا مقابل 59.49 دولارا للبرميل في تداولات الأربعاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وأعلنت «أوبك» أمس أن سعر سلة خاماتها تراجع، أمس الأول، بواقع 1.29 دولار، ليستقر عند 58.79 دولارا للبرميل مقابل 60.08 دولارا الأربعاء.

وذكرت نشرة وكالة أنباء «أوبك» أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 52.43 دولارا للبرميل.

back to top