الشعوب الموحدة تنتصر
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
نفس التحرُّك المعيشي المطلبي حدث في العالم العربي، لكنه انتهى بكوارث وهزائم لـ"الربيع العربي"، لكن لماذا؟ لأنها شعوب مقسَّمة ومتعصبة لطوائفها وعرقياتها ومناطقها، بينما في فرنسا كانت حركة مدنية، فلم نرَ قسيساً أو معمماً أو ملتحياً يقود الشارع، فيعطي الحاكم هامشاً للعب على المتناقضات وضرب أمن الناس ومقدَّراتهم، فيستغيثون بالمستبد، ليعيد الأمن لهم.ففي الربيع العربي استغلت الحركات الدينية الحدث، لتسرق اللحظة و"الكرسي"، فدمرت كل شيء، الكنائس تُحرق في مصر، والمعمم يتصدر المشهد في دوار اللؤلؤة، وجند الشام وجيش الإسلام ووحدات الدفاع الكردية في سورية، والحركات الجهادية تهدد ثقافة التونسيين المنفتحة والعصرية، بالإضافة إلى هشاشة دول المؤسسات وضعف الديمقراطية في دول الربيع العربي، تلك كلها عوامل أعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه، وسارعت بقدوم الخريف العربي مرة أخرى.أهم دروس حركة "السترات الصفراء" الفرنسية، هي أن الشعوب الموحدة والمؤمنة بنظامها الديمقراطي المدني، دون مرجعيات دينية داخلية وخارجية وتقسيمات عرقية ومناطقية، تستطيع دائماً أن تنتصر وتحفظ حقوقها، ولكن مادمنا كعرب نصنف طائفياً ومناطقياً، وبعضنا يتبع مرجعيات دينية وقبلية وخلافه، فإن قدرتنا على انتزاع حقوقنا ومواجهة مستبدينا مازالت عند مؤشر الصفر.