عدوى التزوير
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
يظهر أن ما تم نشره من قضايا التزوير في الشهادات الجامعية هو الجزء الظاهر من جبل الجليد، ويكفي لمعرفة حجم المشكلة مراجعة نوعية الجامعات التي يجري التسجيل فيها لطلاب الأمور السهلة، التزوير المراد هنا "ليس مجرد تغيير الحقيقة" في محرر، بل هو الحصول على شهادة جامعية وعليا من جامعات أي كلام في دول عربية أو غير عربية! مثلاً، لو طالعنا عدداً كبيراً من الأسماء التي لها نشاطات اجتماعية كالكتابة أو غيرها، لوجدنا غثاً كبيراً في ضحالة كتاباتهم، ولا نعرف شيئاً عن بحوثهم، كل ذخيرتهم وواجهتهم هو حرف (الدال)، وأمام هذا الكم المهول من "الدكاترة" الكويتيين أضحى الكثيرون ممن يحملون هذا اللقب عن جدارة يخجلون من وضع هذا الحرف قبل أسمائهم.التزوير في الدولة الريعية الثرية أمر سهل، فهو طلب شراء من طالب التزوير المقتدر مالياً يقابله قبول ممن يقوم بعرض الخدمة، وتتم الجريمة بكل بساطة، هو سوق بيع خدمات، ومثلما يشتري رموز من السلطة مواقف سياسية بقصد تغيير الحقيقة حتى تتلاءم مع مصالحهم السياسية والمالية، وهذه صورة لفساد ضارب في أعمق جذور الدولة، أيضاً يستسهل الفرد هنا التلاعب بهذه "الحقيقة"، فمن يكترث ومن يهتم في النهاية في دولة "سيفوه" ومن صادها عشى عياله، الأمور ماشية في عالم الكذب، والمهم أن تصل للقمة وتحقق أحلامك البائسة.