«المختطفات» يوثِّق شهادات فتيات «بوكو حرام» و«الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية» يغوص في التكنولوجيات الطبية
كتابان لافتان حظيا بالترجمة إلى العربية في القاهرة أخيراً: «المختطفات: شهادات من فتيات بوكو حرام» للصحافي الألماني فولفغانغ باور، ترجمة د. علا عادل، و«الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية: مشكلات واّفاق» لداريوش أتيجتكي، ترجمة لبنى الريدي.
أعلنت دار «العربي للنشر والتوزيع» في القاهرة أنها تتولى طرح ترجمة كتاب «المختطفات: شهادات من فتيات بوكو حرام» من تأليف الصحافي الألماني فولفغانغ.صوَّر المصور الفوتوغرافي أندي سبيرا الفتيات اللواتي أدلين بشهادات عما حدث لهن في معسكرات «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا، وهي جماعة موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.ذكرت دار «العربي»، في بيان صحافي، أن الكتاب وثيقة مهمة ومناشدة حقيقية من أجل سياسات لجوء أكثر إنسانية، مشيرة إلى أن الصحافي الألماني فولفغانغ باور يعرض حوارات مع فتيات ونساء من اللواتي اختطفتهن «بوكو حرام»، واستطعن الهرب لاحقاً. كذلك يوثِّق الأمور بصورهن التي التقطها المصور الفوتوغرافي أندي سبيرا، فهما يريدان أن يوضحا لنا واقع الأمر مع هذه الجماعة وما ترتكبه من جرائم في حق الشعب النيجيري، من ثم يناشدان بمساعدتهن بأية وسيلة.
يقول باور في الكتاب: «عندما أعود من رحلاتي، كثيراً ما يسألني الناس: «ما علاقتنا نحن بذلك؟، لماذا؟». هكذا يتساءل البعض بنبرة تنطوي على اتهام. «لماذا يتعين علينا أن نثقل على أنفسنا بذلك؟ ما الذي سيتغير إذا عرفنا؟». لا يبقى أي من هذا الجنون الذي يجتاح بلداً ما من بلاد العالم مقتصراً على الأخير وحده في زمننا هذا. فلطالما كنا نظن أننا نستطيع أن نغض البصر عن جرائم القتل التي تحدث في سورية. ما شأننا نحن بمشاكل سورية؟ وها هي الحرب الأهلية في سورية أمر يشغل اليوم الدول كافة».عموماً، يشرح باور في كتابه كيف أن «الأمير الأكبر» أبا بكر شيكاو ازداد نفوذاً واكتسب أرضاً، وكيف تعمل ماكينات الدعاية، وكيف ارتبطت بوكو حرام تدريجياً بتنظيم «داعش» وبدأت تدريب مقاتلين في الشرق الأوسط. وأخيراً وليس آخراً فهذا التدويل المتنامي للإرهاب هو ما يجعل من ظاهرة بوكو حرام بمنزلة التهديد المتزايد باستمرار والذي لا يمكن ردعه بغزو قصير المدى.ولد باور عام 1970، يعمل في صحيفة «دي تسايت» واسعة الانتشار في ألمانيا. وتقديراً لتقاريره المتميزة، حصل على جائزتي وسائل الإعلام الكاثوليكية و«بريكس بايو - كالفادو» الصادرة عن صحيفة «دي جيرو». ترجمت له «دار العربي للنشر والتوزيع» كتاب «هاربون من الموت» عام 2016 حيث يحكي عن تجربته مع لاجئي سورية، ونال عنه جائزة «ريمتيزما» لحرية الصحافة في العام ذاته، ونُشرت النسخة الألمانية منه بعنوان «عبر البحار».
زرع الأعضاء والتخصيب
أما كتاب «الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية» لداريوش أتيجتكي فيحلل الجدل الدائر في البلدان الإسلامية نتيجة استخدام التكنولوجيات الطبية الجديدة. صدرت حديثاً عن «المركز القومي للترجمة في القاهرة» النسخة العربية منه.يقدم الكتاب تحليلاً نقدياً للجدل الدائر في البلدان الإسلامية نتيجة استخدام التكنولوجيات الطبية الجديدة مثل الاستنساخ وزرع الأعضاء والتخصيب في المختبر.يتناول هذا التحليل مستويات عدة دينية وقانونية وسياسية، إذ يقارن مواقف السلطات الدينية المعاصرة والتقليدية، والقوانين السارية في البلدان الإسلامية، ومواقف وسلوك السكان والأسر والأفراد، كذلك لوائح الجمعيات الطبية ولجان أخلاقيات البيولوجيا.ويلاحظ الكاتب وجود ثروة عظيمة من الأفكار، والمواقف والتيارات الفرعية في الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية، وهو يعتقد أن هذه الثروة لا تعرقل، بل على النقيض تحفز، لأن جذورها ممتدة في المصادر المقدسة، حتى وإن كانت القضايا محل النقاش تتعلق بالأخلاق.بحسب المؤلف، نحن نواجه إشكالية تتعلق بما يجب عمله عندما تكون مصادر الشريعة، بتفسيراتها الفقهية التي صيغت قبل القرن الحادي عشر، لا تعبر عن نفسها، أو لا تعبر عن نفسها بوضوح، في المواقف الجديدة الناجمة عن التغيرات التاريخية والاجتماعية المستمرة عبر القرون، فهنا تلجأ جماعة المؤمنين، وهي كثيرة، إلى أساتذة الشريعة (مفتون، وفقهاء، وعلماء) الذين يصدرون الفتاوى شارحين من خلالها الأوامر والقواعد المتضمنة في المصادر، مبينين كيفية التصرف في الحالة موضوع البحث، مستخدمين في ذلك طرائق القياس والاجتهاد. يجب أن نذكر مجدداً أن الفقهاء، من خلال الفتاوى، يجب ألا يعرضوا حلولاً شرعية جديدة للمشكلات، فقد يتهمون بالانحراف عن الشريعة، لذا فإنهم يقدمون تفسيرات تقنية لقواعد موجودة من أجل صياغتها على مواقف جديدة.على مدار 13 فصلاً، يناقش الكتاب مقومات الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية، وتتناول الرؤية الإسلامية لمنع الحمل وتحديد النسل، والإجهاض، والإنجاب بمساعدة طبية، وتطور زرع الأعضاء، والمبادئ الأخلاقية والشرعية، وآراء في علم الوراثة مثل الاستنساخ البشري وبحوث الخلايا الجذعية وإجهاض الأجنة المعاقة، ونهاية الحياة بعد مرض عضال، وغيرها من إشكاليات مختلفة.المؤلف، داريوش أتيجتكي، شغل سنوات عدة منصب أستاذ الأخلاقيات الإسلامية في جامعة نابولي الثانية وعدد من الجامعات الإيطالية الأخرى، وهو راهناً أستاذ الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية في كلية اللاهوت الإسلامي في جامعة لوغانو بسويسرا. له عدد من المقالات والبحوث حول الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية ومقارنة الشريعة اليهودية والكنسية والإسلامية.مترجمة الكتاب لبنى الريدي، لها أعمال عدة من بينها: «عن العلم»، و«نظرية الببغاء»، و«تحول السلطة»، و«ضحايا العولمة»، و«النظرية السياسية»، و«الإنسان الأول».