كشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نهاد المشنوق، أمس، عن عملية أمنيّة أنجزتها شعبة المعلومات أُطلق عليها اسم «الجبنة القاتلة»، أحبطت بموجبها مخططاً لعمليات إرهابية كانت تستهدف دور عبادة ومؤسسات عسكريّة. وعلمت «الجريدة» من مصادر أمنية، أن «العملية كانت تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من القتلى من خلال استهداف كنيستين تقعان في مساحة جغرافية قريبة من بعضهما بعضاً»، لافتة إلى أن «العملية التي حضر لها تشبه في طريقة تنفيذها استهداف كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا المصرية العام الماضي».
وقال المشنوق خلال مؤتمرٍ صحافي، أمس، إنّ «شعبة المعلومات كشفت محاولة تهريب متفجرات الى لبنان بعد مراقبة سوري لـ10 أشهر، كان يتواصل مع قيادته في إدلب، وجرى تغيير هذه القيادة مرّتين». وأعلن المشنوق أنّه فوجئ بأن يكون «مصدر توجيه العمليات هو إدلب إذ لم نكن نظنّ أن فيها مركزاً للعمليات».
«سطل جبنة»
وإذ أكد أن ما قامت به شعبة المعلومات هو عمل استثنائي وغير تقليدي»، قال: «تعدّ هذه العملية من أطول متابعات شعبة المعلومات وقد حمت لبنان من تفجيرين عبر ارسال متفجرات إلى لبنان مرتين بشكل اساسي، مرة بسطل جبنة، ومرة اخرى سطل شنكليش، وتحت كل سطل كان هناك متفجرات»، موضحًا أنّ «المجموعة الإرهابية كانت ستجري عمليات خلال فترة الانتخابات ومن بين أهدافها كانت دور العبادة والمؤسسات العسكريّة».التعاون بين الأجهزة
وفيما بدا انه رد على تقارير عن تعطل التعاون بين الأجهزة بسبب الخلاف السياسي الذي تفاقم أخيراً، أشار المشنوق إلى أنّ «لبنان بلدٌ آمن لكلّ من فيه والأمور الأمنية على أفضل ما يُرام والتعاون بين الأجهزة مستمرّ»، لافتًا الى أنّ «شعبة المعلومات مستمرّة بالتنسيق والمتابعة ولا تتأثّر بتفاصيل الحياة السياسية اليومية في لبنان». وعلّق رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب، في تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» على العملية الأمنية التي أعلن عنها وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، وكتب: «العملية الأمنية التي نفذتها شعبة المعلومات وأعلن عنها وزير الداخلية مهمة وتثبت فعالية هذا الجهاز لكن الأهم إبعاد الأمن عن السياسة».الفيديوهات
إلى ذلك، علّق المشنوق على الفيديوهين اللذين انتشرا، أمس الأول، على مواقع التواصل الإجتماعي، حيثُ أظهر الأول مجموعة من الأشخاص ملثمين، تطلق على نفسها تسمية «كتيبة سلمان الفارسي - الوحدة الخاصة». وقد هدّدت كلّاً من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. فيما كان الفيديو الآخر لمجموعة ملثمة أيضًا اطلقت على نفسها اسم «شباب من الطريق الجديدة» وبمثابة ردّ على الفيديو الأول.وقال المشنوق: «الأفلام المصوّرة على الأراضي السورية واللبنانية والتي انتشرت كاريكاتورية والرئيس سعد الحريري لا يتأثّر بها».كما غرّد الامين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري عبر حسابه على موقع «تويتر»، أمس، قائلاً: «تعليقاً على الفيديو المتداول باسم شباب من الطريق الجديدة: نؤكد عدم علاقتنا به، وننبه جمهور المستقبل لتجنّب الانجرار إلى الاساليب التي يعتمدها الخارجون على القانون».في موازاة ذلك، لاحت في الأفق بوادر أزمة حول القمة الاقتصادية العربية التي تنظمها الجامعة العربية وتنعقد في بيروت يناير المقبل.واستغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري «كيف لا يدعو لبنان، الذي يستضيف القمة الاقتصادية العربية، سورية إلى حضورها؟!». وقال: «أعجب كيف أنهم لا يدعون سورية، علماً أنّ لبنان وسورية تربطهما علاقات كاملة، ولدى لبنان سفير في سورية، ولدى سورية سفير في لبنان، وإذا أردنا ان نصدّر الموز نطلب من السوريين فتح الحدود، وإذا أردنا ان نُخرِج عناصر داعش نطلب من السوريين أيضاً أن يفتحوا الطريق، وإذا أردنا أن نعيد النازحين ننسق مع السوريين، فكيف يقولون أنه لا توجد علاقة مع سورية». واضاف: «أنا من جهتي قلتُ أكثر من مرة وفي اجتماعات برلمانية عربية، لا أقبل انعقاد الاجتماعات من دون سورية، ولن أقبل بأي اجتماع عربي آخر من دون سورية».